[img]http://www.jablah.com/modules/xcgal/albums/userpics/10144/normal_2012-03...
صدر حديثا في دمشق الجزء الأول من موسوعة نينورتا التاريخية للباحث الدكتور أحمد داوود بعنوان "قصة الخلق" في طبعة أنيقة
على ورق صقيل وملوّن ومجلدة فنيا وتقع في 430 صفحة .
وقد اعتمد المؤلف الموضوع كأساس ليبني عليه هذا العمل ,حيث بيّن أسباب ذلك :
فمفهوم الموسوعة كما هو مكرّس ومتداول كجملة من الأسماء مقطوعة عن أصلها وموضوعها ومرتبة أبجديا هي تعريفات
مجردة مبتسرة عن أية حقيقة تاريخية وهي مقتلعة من وجودها الموضوعي وعن شبكة علائقها وارتباطاتها .
أما الموسوعة كما يقدمها الكاتب وكما عرفها السوريون قديما فهي "سجل نشاط الإنسان العاقل الفكري والمادي وهذا السجل هو تعبير
عن الكائن أو الموجود ولا بد ان تعبّر عن واقعين :
1- الواقع الموضوعي لهذا الموجود بكل ما يكتنفه من شبكة العلاقات والتبادلات الجدلية.
2-الواقع الجديد الممكن بفعل عمل الإنسان."
أما صفة الموسوعي كما عرفها السوريون قديما فهي :" كل من امتلك ناصية العلوم السبعة وهي :
اللغة -الهندسة-الموسيقى-الفلك-الحساب-التنجيم-الطب "
وتتوالى فصول الموسوعة بدءا من عملية خلق الأرض وصولا ل آدم الخليقة والمهمة التي كلف بها وحقيقة جنس "بني آدم" وجنس" الجبابرة "
ومرورا بكل ما أوردته المكتشفات الأثرية عن عملية الخلق والذي وجد صداه في النصوص المقدسة .
ويجوب بنا المؤلف في ثنايا هذه النصوص قارئا وشارحا لها بتنويعات اللغة وتطوراتها معيدا إياها إلى ارومتها الأصلية وجذورها الأولى.
مقدما قصة الخلق اعتمادا على التراث السوري والعربي لاحقا والذي يستنتج منه أن هذا التراث هو واحد وهو موحد النظرة حول عملية
خلق الكون والكائنات .
كتاب "موسوعة نينورتا التاريخية" سفر مدهش جدير بالقراءة قراءة متمهلة ونقدية, فهو يثير في كل صفحة منه تحديا أمام السائد والمكرّس
وهو يضع القارىء أمام اختبار لمخزونه المعرفي .
وهو كتاب نقدي من المتوقع أن يثير زوابع فكرية ترج الراكد وتفتح النوافذ على احتمالات لم تكن منظورة قبلا .
فالجدل والنقد ينتجان الجديد ونحن أمام عمل عقلي جدلي ومثير ..بامتياز.
ونعد بالعودة لموضوعات الموسوعة في القريب عرضا وتحليلا .
الكتاب: موسوعة نينورتا التاريخية الجزء الأول -(قصة الخلق).
المؤلف: د .أحمد داوود.
الناشر : دار نينورتا للنشر والتوزيع.
الطبعة الأولى دمشق-2011.