كان جدي بوعلي في شبابه مشهورا بفطنته وذكائه وقدرته على حل مشاكل عدة ضيع (قرى ) دفعة واحدة كما أكدت لي ستي أم خليل التي كانت إحدى زوجاته أنه كان كريما مضيافا يقصده الناس لمعرفتهم بجوده وحاتميته , كان هذا في زمان مضى أما الآن فجدي بوعلي يحمل كيسا كبيرا من الأدوية وعكازا يتكئ عليه ولم يبق له إلا لسانه وذاكرته وعندما أحس بأني أجيد الإستماع إليه أخذ يقدم لي شهادة عن كل الأحداث التي مرت في حياته ولأهميتها سأوردها لكم بالتفصيل الممل :
صحح لي جدي معلوماتي التي تقول أن الوحدة عام 1958 كانت بين سوريا ومصر وقال أنها كانت بين سوريا ومصر وقريتنا قرطو التي كانت دولة مستقلة آنذاك وأكد لي أن الرئيس عبد الناصر عرض عليه رئاسة الجمهورية العربية المتحدة ولكنه رفض لانشغاله بمسؤوليات عديدة منها كرم الزيتون الشرقي وشراء البدار لقرب موسم الحنطة .
جدتي أم خليل انسحبت من مسابقة جمال الكون بعد أن تغاوت بمنديلها المسلوبي أمام اللجنة فأخذت جورجينا رزق اللقب .
أسقط هو نفسه أي جدي بوعلي عشر طائرات ببارودة الدك في حرب تشرين وعندما استغربت ذلك أجاب : شو الشيخ منقاش تبع العراق أحسن مني .
نزل جدي إلى لبنان وعلّق الحرب الأهلية وهو من أمن السلاح للأطراف المتحاربة كما أنه هو المدبر الرئيسي لحادثة عين الرمانة وهنا أوقفته وقلت له يا جدي ماذا تقول إنك تورط نفسك في أمور خطرة جدا وتدعي أشياء ليست منطقية فضحك جدي وقهقه بصوته العالي وقال : بربك مانو كلامي مقنع ألف مرة أكتر من شهادة زهير الصديق اللي أخد فيها ميليس ؟ سكت ولم أستطع أن أجيب ....