آخر الأخبار

يوسف الصائغ...مرحى لك رحيلك عن مقبرتنا الكبيره...!

يوسف الصائغ ماتبقى ايها الاصدقاء هو الحب

موسى احمد

المقدمة

من قال لك ان الارض تنخسف بناسها... وتشدو لاحزانها

لقد تركت الفرح المؤجل .... بين ثنايا التراب ... تغسل وجع

ايامك من اول كلمة في سطور ك الدائمة ... لقد تركت في كل زوايا

الارض لغة للحب ... لغة للتسامح والسلام .

لغة لمالك بن الريب ..... لغة في انتظرين عند تخوم البحر

هكذا تسدل الشمس خيوطها لتنسج اراجيح للعاشقين الباحثين

في واحة الصائغ الابداعية .

هذا حوار احتفائي اذاعي قبل سنوات للشاعر الكبير يوسف الصائغ

شارك فيه الشاعر موسى احمد والناقد علي الفواز والشاعر والاذاعي المعروف احمد المظفر وقد تحدث الشاعر يوسف الصائغ في نهاية البرنامج وقدم هذه الامسية الشاعر جواد الحطاب من خلال البرنامج الثقافي كلمات.

يقول الشاعر الصائغ

الليلة قبل طلوع الفجر

نزلت من نصب الحرية

خمس نساء قي مقتبل العمر

يحملن شموعا موقدة للشهداء

وللابطال اكليل الزهر

لم يبقى على النصب

سوى تلك السيدة الثكلى

تمسح بالزيت والطين

عيون القتلى

هذه بعض من ابيات لاحد قصائد الصائغ

يقول جواد الحطاب كيف نحتفي بشعرنا الكبير ومن اي زواية نبدا

يقول الشاعر موسى احمد ان الاحتفاء بالرموز الكبير من مبدعينا هو جزء من الوفاء والمحبة لهم والاحتفاء بالشاعر يوسف الصائغ

هو الاحتفاء بالشعرية العراقية واحتفاء بزمن من الابداع والخلق

واني ساهدي هذه القصيدة للشاعر الكبير يوسف الصائغ

وهي جزء من الاحتفال به

أبتهالات في منتصف النهار

+++++++++++++

أيتها المسافرة

كاسراب النوارس

حطي على أشجاري المثمرة

حطي على شواطيء المزدحمة

لقد تركت أزمان من الاحزان

كالأوراق المتساقطة

عند نهايات الفصول

ياربيع العشق على طول السنيين

نحن نثرثر كطفلين

نصغي نتكلم

نشم روائح القرنفل والبنفسج

حبيبتي

علمني أسمك البراءه

علمني أسمك ان أبحث

عن طيف لشمس

بين المساءات الحزينة

ياصحبة الشعر الليلكي

ووسع هذا الكون على خديك

حين تطرق قدماك

اول السلالم

تعشق الأرض السنابل

وترتد اليه اميبا الشعر

ستقولين هذا هراء

اياك فالحب أبتداء

اوله حسرات واخره همسات

فالحب ليس جنون

كما يعتقدون

هو زهرة وشجرة زيتون

++++++++++

ثم شارك في الحديث الشاعر والمذيع احمد المظفر بعد ان ساله

الحطاب ماذا لديك في هذه الامسية الاحتفائية.

يقول المظفر جميل ان نحتفل برمز من رموز الثقافة العراقية

وهو الشاعر الكبير يوسف الصائغ .

كان لي اتفاق مع شعرنا الصائغ هو ان اقوم بتسجيل قصائده بصوتي فكان فرح بذلك فاهداني ديوان شعري وحسمت امري بان ابدء بتسجيل القصائد بصوتي لكن ضروف كثيرة حالت دون تحقيق هذه الرغبة .

في هذه الاحتفالية سأقرءة بعض ماكتبه يوسف الصائغ في افكار بصوت عال بعنوان ( فستان القصائد القصيرة)

كان يعانقها وهو يردد في سره اجل هكذا العين بالعين والسن بالسن

والجراح قصاص , قبل سفره اعطاني زهرة وقال لي احتفضي

حتى اعود , هل رايتم محنتي ,ليلة العرس اعطوا للعروسي ابرة من ذهب وخيط من حرير وقالوا لها انها يمكن ان تفيد من هذا اذا احتاجت الى بعض الزهور الحمر , حالة العشاق الفاشلين يدورها افشل عاشق هذا ماصابها في تلك الحالات جميعا,قالت القبلة الى القبلة الصغيرة لاتستعجلي الامور سياتي يوم تتمنين فيه لو لم تكبري ,لكثرة مادعونا لسقوط المطر استجابة السماء فغرقنا ولم احد يستطع الاحتراف,

اختي الكبرى تزوجت اختي الوسطى تزوجت اختي الصغيرة تزوجت يالهي لما جعلتني اصغر اخواتي. اخي الكبير وقع من على الفرس اخي الاوسط وقع من على السطح ,واخي الصغير وقع في الحب وماتزال يده الى الأن مكسورة ابي يحب امي وامي تحب اخي الكبير واخي الكبير يحب بنت الجيران , اهداني صديقي زهرة خبات الزهرة في كتاب وضع اخي الكبير الكتاب في مكتبة ابي

عندها اخذ يحدثنا عن الزهرة التي اهدتها اليه بنت الجيران .

لانها لم تكذبنبت لها سن من ذهب ولانها تنظر الى االمراءة ظل السن يلمع على شفتها بلون الوردة , طلبت منه صورته قبل سفره

وتمنت ان يبقى كما في الصورة لتظمن انه مازال يحبها ببراءة المحبيين اويالبراعة المحبيين , قالت النحلة الثرثارة لصديقتها انظري اعطاني صديقي زهرة هلي علمتني كيف احتفض بها

ال ان يعود صديقي في العام القادم........

قديما قالوا كلام الامراء لايعاد اما انا اتمنى ان اقول كلام الشعراء لايعاد لانني وببساطة لأ ستطيع كتابة قصدتي مرتين .....

قال الحكيم المحب لايستطيع ان يسكن بيتيين في آن واحد

وثمة محبون احبو في ربيع واحد اكثر من امرءة واحدة

بعد ان انتهى الشاعر احمد المظفر من قراءة هذه المقاطع من القصيدة شكره جواد الحطاب واكدة ضرورة ان نتعلم كيف نحنفي

بمبدعينا الكبار وان نتواصل مع الادباء في اعطاء مساحة اكبر الاحتفال بكل اعلام الثقافة على طول خارطة الوطن.

ثم تحدث الناقد علي الفواز وبعد مداخلة من الشاعر جواد الحطاب

مقدم البرنامج كان عنوان المداخلة كيف تقراء منجز الصائغ

قال الناقد عل الفواز .. جميل ان يستذكر الشاعر الكبير يوسف الصائغ لان الحديث عن يوسف الصائغ هو مسوؤلية تاريخية ووطنية .. الشاعر يوسف الصائغ من شعراء المناطق المفتوحة يصلح لكل جمال وابداع .. تجربة الصائغ القت بظلالها على خارطة الابداع طوال اربعين عام على حركة الشعر فكانت هذه التجربة نموذج متميز حيث امتازت شعريته بملامح غنائية وجمالية شعرية مدمجة حد ان يكون الغناء فيها طاقة وكذلك عناصر الون والتامل واشراق في مدياته تبدو واضحة في قصائده .. حيث يبحث فيها الشاعر عن وجود وخاصة في مجموعته ( انتظريني عند تخوم البحر ) وكذالك في مجموعته ( اعترفات ملك بن الريب ) .

التي انطوت في القياسات النقدية على مقفاربات عميقة جدا لقصيدة الغناء وقصيدة الموقف وقد كانت علامة بارزة في نموذج القصيدة

الرائدة لانها اخرجت القصيدة العراقية والعربية في مرحلة الستينات

من مرحلة التجريب القلق الى فظاءات الوجدانيةالى ذات الشاعر الثورية الى تحولات تغريه الى نوازع قلقة تمنحوه احساس شفاف في التعامل مع المرأة والوجود والانزياح الى حافة يركض فيها الكلام والبوح والاسئلة .. والشاعر يوسف الصائغ بطبيعته البنورامية كونه قادر على مزج كل هذه التراكيب اللون والموسيقى

والجمال استطاع ان يطور هذا النموذج في مجموعته الغنائية

سيدة التفاحات الاربعة... وهي نسيج من الجمال والذة الغائبة لذة الحبيبة لذة المكان .

الحديث عن يوسف الصائغ شاعرا يعني الحديث عن الشعرية العراقية في تجربة الريادة الشعرية تجربة المقاومة الشعرية تجربة الشاعر الذي استطاع من خلال هذه السنوات الطويلة ان يبدع ويوكد ان الشعرية العراقية لازلت هي شعرية الوجود وشعرية الحداثة ولعلي لاضيف شىء حيث اقول ان يوسف الصائغ سيظل علامة كبيرة وشكر ليوسف الصائغ لانه ذكرنا بيوسف الصائغ وشكر لجواد الحطاب لانه مد يداه لنقطف الثمار من غابة الشعر

بعد نهاية الاحتفاء تحدث الشاعر الكبير يوسف الصائغ حيث قال

ايها الاصدقاء يا اعز الناس ايها الطيبون ياملكو الارض لانهم يملكون المحبة .. في هذه الساعة الجميلة حيث يتحرك الزمن يخطر ببالي مازال احتفظ في القصور في التعبير عن احساس ماتبقى ايها الاصدقاء هو الحب
-----------------------------------------------
رشا فاضل كتبت:

( كلما سقط شاعر . . . انطفأت نجمه)!

. وتداعى احد اركان الوطن. . على ماتبقى من ااضلع قابله للتكسر عند اول مطرقة بارود . . او نوبة ربو . . . او منفى ..!

كلما سقط شاعر . ارتبك النبض . .!

وذوت زهرة ياسمين في حدائقنا.. . لتعاود الإنبات فوق قبره احتجاجا على موتنا المؤجل حتى صاروخ اخر . . !

كلما انطفأ شاعر .. . فرت العصافير من اعشاشها في محاوله يائسه لتجهض غيابا عاتيا لايقربه ا لنسيان. . ..!

ياوطنا مافتيء يقلد عشاقه اكبر منافيه ويمنحهم بسخاء عاشق مضطرب طعنه نجلاء باتساع محبتهم له . ., ترى كيف تواجه موت الشاعر حين يكون وحيدا . .. ومنفيا. . . ومنفصلا عن حبلك السري ؟

كيف تواري تاريخه وملامح وجهه و(الدار والداران) الموشومة فوق الجدران وذرات الأرض ؟

كيف تهيل تراب النسيان فوق اهداب قصائده المسفوحة عند اقدامك ذات عمر . . ونصف العمر. . ؟

ماذا تحمل اصابعك تحت ذاكرة أظافرها وهي تقطع له تذاكر السفر وترزم له ملابسه الكالحه وقصائده المهترئه واحذيته المثقوبة كذاكرته النازفه بالوجوه والطعنات والاقبيه السريه التي نسيت طعم الشمس والهواء ورائحة القداح ؟

ياوطني كيف تواجه صوت الشاعر حين يغادرك جسده الهزيل وتظل وحدك في مواجهه صامته مع هذيانه وهو يردد امامك بلهاثه وحشرجته.... (أين يا وطني ابيت؟

مسا المسا قلبي غريب الدار في وطني

طرقت ديار اهلي

ما ارتضيت ولا ارتضيت )؟

أيها العاشق الذي يواري محبيه بتراب المنافي ويقلد سماسرته الاوسمه والمناصب والكراسي , كيف تواجه موت الشاعر حين يعانق تربة ارضك في منفاه ويكتب لك بآخر ما ادخر من أنفاس :

(لاشيء يا احباب في وطني سوى القداح)

وحين هجمت عليه رائحة القداح انتابته نوبة حنين .. صمت قليلا ممسكا بنبض قلبه المجهد مستجديا اياه الايتوقف حتى يكمل : ( أزهر مره أخرى وعاتبني الحنين

نسيت .. بل عمي الفؤاد اذا نسيت )..!

هاقد رحل ( مالك ابن الريب )؟

بعد ان اعد لاحبته اخر وليمة عشاء مماتيسر من غربته و سقاهم من خمرة دموعه التي اضاعت طريقها نحو الخارج فأخذت تهمي فوق اوراقه نزفا سخيا من لهاث القصائد .. ..

هاهو (ابن الريب) يلم أوراقه وبعضا من اقلامه ويغادر المقبره الكبيره ليدخل بيته الجديد الخالي من المنافي واجهزة التبخير .. و(السبيل) الذي لم يعرف السبيل لايصال الاوكسجين الى قصباته وهي تبصق بوجه مدينة الزجاج ضحكته الساخره :

(ما هذا زمن الشعر ولا هذا زمني

هذا زمن مسدود

زمن العنب الاسود والغدارات السود

حيث يصير العشاق يهودا فيه

والشعراء قرود

باركني بيديك الحانيتين

وامنحني غفرانك يا وطني ) .

----------------------------------------------------
الى يوسف الصائغ

هادي الربيعي

اليــدُ

التي اختطفتكَ

دوّامة ُ غبار ٍ حمراء

كفُّ موجةٍ تـندفعُ

الى زورق ٍ

عابر

الدوّامة ٌ

ما زالت تدورُ

عجباً ..

إننا لم نعد نشعرُ

بالفــزع

ونحنُ نرى الدوّامة َ

تمضي على بعُـدِ

خطوات مِنّّــا

لقد ورثنا الآســى

من الأقدميــن

وها نحنُ نحملٌ راياتهِ

جيلا ..بعد آخر

هل عشنا معَ الموتِ

بما يكفي لأن يكونَ

واحداً منّا ؟

حين تعيش ُمعَ الكلابِ

أربعينَ عاماً

لابدَّ إنكَ ستشعر ٌ

ذاتَ يوم

برغبةٍ عارمةٍ

للنباح

وحين تعيشٌ معَ الموتِ

أربعينَ عاماً

لابدَ أن يتحولَ قلبُكَ

الى مقبرةٍ

للشهداء

الآن

أدركُ يا يوسف

إن قلبي مقبرةٌ متنقلةٌ

للراحلين

يا يوسف

الكلام كثيرٌ

والوعاءُ

لا يتسّـعُ

لذلكَ سأكتفي

بالصمتِ المقدسِ

وأنا أرى الأقمارَ

وهي تتوارى

واحدا بعدَ

الآخر

بينما تمرُّ

دوّامةُ الغبار ِ الحمراء

على بُعـدِ خطواتٍ

منّي

----------------------------------------------
هامش:

وفاة الاديب والمسرحى العراقى يوسف الصائغ

بعد رحلة طويلة من العمل الابداعى استمرت اكثر من
خمسين عاما, توفى الاديب والمسرحى العراقى يوسف
الصائغ (1933) الثلاثاء الماضى بدمشق. ولد الراحل
في بيئة اجتماعية دينية، وبعد أن أكمل دراسته
الثانوية التحق بدار المعلمين العالية، ثم
الماجستير ، وعمل بعد تخرجه في التدريس (25) عاما،
وشغل منصب مدير المسرح والسينما، في بغداد، فضلا
عن اهتمامه بالعمل الصحفي، وكان عضوا في اتحاد
الأدباء والكتاب في العراق، وجمعية الفنانين
العراقيين، وعضوا في اللجنة العليا لمهرجان
المربد، وبابل، وغيرها من المؤسسات الثقافية
الأخرى. له العديد من المؤلفات منها قصائد غير
صالحة للنشر ، اعترافات مالك بن الريب ، سيدة
التفاحات الأربع ، اعترافات ، المعلم ، قصائد ،
السودان ثورة و شهداء ، رواية المسافة ،
السراب ، والف عدة مسرحيات منها الباب ،
العودة ، ديزمونة ، البديل ، وحاز على وسام
رفيع من رئيس الجمهورية التونسية.