آخر الأخبار

بين المحكمة الدولية..، والصراخ بالحق!


لاداعي للتكرار أن المحاكم الدولية بمختلف تسمياتها، هي مؤسسات أوجدتها القوى الكبرى، مثل كافة المؤسسات الدولية الأخرى، لتكون أداة بيدهم ضد دول العالم الثاني والثالث على حدٍ سواء..، وليست موجودة لصالح "الفقير" أو لإحقاق "العدل" .. أو لإنصاف أحد!
- في هذا السياق، لماذا إذاً كانت محاولة جنوب أفريقيا ضد الممارسات الصهيونية في الأراضي المحتلة، مهمّة؟
لا أعتقد ان أحداً كان يتوقّع حكماً يدين "إسرائيل". لأن هذا الكيان هو الطفل المدلّل لقوى الهيمنة العالمية، وهو بالتالي، خارج إطار القانون والمحاسبة (كلّنا نعرف غطرسته وزعرنته، ودعسه للقانون الدولي بدعم غير محدود من أربابه كما يحدث الآن)..، لكن الذي حدث:
- أنّه من المرات القليلة التي يأتي فيها الحدث في إطاره، وتوقيته الزمني.
- العالم كلّه تناقل بكثافة أخبار المجازر في غزة..، وتناقل بالتالي، وتابع موضوع المحكمة الدولية، وجرأة جنوب أفريقيا في المبادرة والطرح.
- لقد كانت القوى الدولية تتحكّم بوسائل الإعلام والخبر..، الآن، ومهما كانت الأدوات بيدهم، لكن الفضاء الالكتروني خرق كل المحظورات، وأصبح الخبر المدعّم بالصورة، والفيديو.. يخترق كلّ منزل، وكل جهاز. أصبحت الأجهزة الذكية وسائل إعلامية بمتناول الجميع.
- ربّما كانت من المرّات القليلة التي شعرت "إسرائيل" أنها محشورة بالزاوية مثل الجرذ الخائف.. لأول مرّة يتحدّث العالم عن كلّ مايجري قي فلسطين..  هذه الأخبار بهذه الكثافة ترعب الصهيوني أكثر من أي شيء آخر.. لسبب بسيط: عندما يتمّ تداول أي موضوع يحمل حساسية تاريخية وإنسانية.. فإن خطر إظهار الحقائق، وكشف الأكاذيب هو كبير جداً..، لاسيما لدى كيان قائم على الأكاذيب!
- "إسرائيل" تعتمد سياسة كمّ الأفواه في العالم، عن طريق الترغيب والترهيب.. معتبرين (أي اليهود) أنّ قضاياهم ومظلوميتهم هي فقط المقدسّة! .. والآن الجميع يتحدّث عن أرض محتلة وشعب مظلوم ترتكب ضده المجازر الجماعية!
- مافعلته جنوب أفريقيا هو صرخة حق في فضاء يكاد يكون خاوياً! ولو قُدّر لهذه الصرخة أن تلاقي دعماً من الدول العربية، التي "من المفروض" أن تكون القضية قضيتهم.. لكان الوقع مؤثّراً..، هذه الدول التي، وحتى الآن، لم تجرؤ على رفع الصوت، أو على استدعاء سفرائها لدى تل أبيب..للتشاور! للتشاور فقط وليس لطرد سفراء الكيان أو حتى التهديد بقطع العلاقات.. لابل فعلت العكس، بالمسارعة إلى إيجاد الحلول الإقتصادية لنجدته..، إن فلسطين لم تعد على الأقل منذ كامب ديفيد، قضية عربية!

إضافة تعليق جديد