هي بالتأكيد ليست فوضى خلاقه ولا فوضى عابره التي تسود العالم العربي في هذه الاثناء لابل هي فوضى قاتله ومدمره ومتعددة الاشكال, لكن ماهو واضح ان فوضى السلاح والسياسه هما الاكثر فتكا ودمارا والحقَّا ويلحقان بالعالم العربي دمارا هائلا في جميع المجالات وعلى راسها المجال الانساني والوطني الذي تعرض و يتعرض الى مأساه كارثيه حيث تمتد الماسي والحروب من ليبيا ومرورا باليمن وسوريا وحتى العراق ولا يمر يوم دون سماع انباء عن قتال وقتلى وجرحى ولاجئين في هذا البلد العربي او ذاك والحقيقه المره ان الثورات العربيه قد انحرفت او حُرفت عن مسارها ودخلت في اتون الحروب الطائفيه والاهليه اللتي حصدت الاخضر واليابس واسقطت كيانات ولم تستطع بناء البديل لها والنتيجه كانت فوضى ميليشيات ودمار وملايين من اللاجئين سواء في العراق او ليبيا او اليمن او سوريا الخ من دول عربيه اكتوت بنيران الحروب الاهليه والحرب بين النظام وميليشيات المعارضه.. اسقاط الانظمه والطغاه امر مطلوب لكن البدائل الوطنيه العربيه لم تكن بمستوى التحدى ولم تمتلك برنامج واستراتيجيه وطنيه لذلك سقطت بسرعه في احضان الانظمه الرجعيه العربيه والامبرياليه الامريكيه والغربيه!!
مما لا شك به ان العالم العربي منقسم على ذاته اليوم اكثر من اي زمن مضى الى حد ان كثير من الكُتاب والمثقفين يدعمون الانظمه العربيه الدكتاتوريه بحجة الوطنيه والحفاظ على وحدة الوطن وكأن هذه الانظمه كانت يوم من الايام وطنيه او ذادت عن الوطن لابل ان كثير من المثقفين يدعمون الدكتاتوريه من اجل الديموقراطيه المزعومه ,لكن في المقابل اداء المعارضات العربيه والحركات الدينيه هو ايضا اداء سئ ومثال لا يقتدى به وطنيا لكون اكثرية هذه المعارضات تتلقى الدعم من انظمه عربيه رجعيه بحجة اسقاط نظام عربي اخر دكتاتوري..في تيه التيه وفوضى الفوضى ولد عرس الدم العربي من ردن العجز الفكري والوطني الذي يسود العالم العربي منذ زمن طويل....ثورات التوكل على الله وحده لم تجدي والحصاد خراب فوق خراب ومئات الالاف من القتلى والجرحى وملايين اللاجئين والسبب ان ثورات التوكل مخترقه ومسيره ومبعثره الى حد تحليل ذبح البشر كالخراف امام عيون الات التصوير..الذابح والمذبوح يقاتلان في صفوف الحركات الاسلاميه التي ترفع شعار الاسلام والشريعه وتقاتل تحت رايته..القوم تغَّولوا وفقدوا بوصلتهم وصوابهم الى حد ذبح بعضهم الاخر امام الكاميرات وتحت إيقاع التكبير وفي المقابل الجهه الاخرى تلقي البراميل المتفجره على الشعب حتى تعيده الى بيت الطاعه وحكم الحزب والطائفه... استنساخ تجربة براميل النفط العربيه وبراميل المتفجرات العربيه!!
البراميل بحد ذاتها من الامور التي استعملت وتستعمل في الحياة اليوميه للبشر منها براميل الماء وبراميل الطحين وبراميل الوقود الخ من مسميات تعبر عن فحوى هذا البرميل او اذاك, لكن ما لفت انتباهي ما يمكن تسميته بالبرميل العربي فهو ياخذ اشكال كثيره ويلعب ادوار اكثر من برميل النفط ومرورا ببرميل الفكر وحتى برميل المتفجرات المخصص للإباده الجماعيه..ردم الدار على راس اهلها...وردم المدن والقرى على راس قاطنيها بدعم من براميل الفكر والاعلام وبتمويل من خلال براميل النفط العربي الى حد ان النفط اصبح اغلى واهَّم بالاف المرات من الدم العربي من جهه والى حد ان برميل المتفجرات الرخيص في كل الاتجاهات يحصد ارواح المئات من العرب يوميا من جهه ثانيه وبالتالي لابد من القول ان برميل عن برميل يفرق لكن البرميل العربي اخذ صفات تاريخيه ولربما فلسفيه وحياتيه اخرى اهمها صفة انه برميل قاتل وبه من اجله وبسببه يقتل العرب وعندما نقول به وسببه نعني ان الغرب والامبرياليه الامريكيه على وجه الخصوص تحتل نصف الوطن العربي من اجل تامين براميل النفط وحفاظ على امن الوكلاء المحليين[الانظمه]ِ الذين يتقاسمون ارباح البراميل مع الغرب وبدعم من الغرب يحكمون الشعوب العربيه بإعتبارهم نوع من انواع البراميل الاخرى..طبعا شعوبنا وامتنا العربيه لها كل الاحترام والحديث هنا يدور عن ما يدور ويصول في عقل الغرب ووكلاءه من نظره دونيه لقيمة حياة العربي؟!
براميل النفط العربي ملأت خزانات الدبابات الطائرات الامريكيه والغربيه التي احرقت بغداد اكثر من مره واحتلت العراق 2003 ودمرته شعبا ووطنا حتى يومناهذا..براميل النفط العربي ملات وتملأ خزانات وقود الطائرات الاسرائيليه التي دمرت بيروت ولبنان وقطاع غزه اكثر من مره..من اجل براميل النفط العربي شُنت الحروب على العراق وليبيا ومن اجل البراميل نفسها تحتل القواعد العسكريه الامريكيه جميع الدول الخليجيه العربيه وعلى راسها مملكة ال سعود الذين يتقاسمون ارباح النفط مع الغرب والاخير بدوره يقوم بحماية عروشهم وتوطيد مقومات حكم الطغاه والدكتاتوريه التي تمول لسخرية التاريخ معارضات عربيه في دول عربيه اخرى والامر المأساوي ان هذه المعارضات تطرح نفسها بديل لانظمة براميل المتفجرات..الامور صارت مشوهه ومحبوكه الى حد تداخل وتشابك انواع البراميل العربيه..براميل انظمه وبراميل معارضات وبراميل فضائيات..نحن نحاول تصوير الواقع كماهو لكن ليس على طريقة برميل يجلس في استوديو فضائيه طائفيه ومتخلفه تطرح شعار الواقع كما هو او الراي او الراي الاخر وفي المحصله تكون داعمه ومدعومه اما من قبل انظمة براميل النفط او انظمة براميل المتفجرات؟!!
هنالك حالة برمَّله جاريه في العالم العربي منذ امد بعيد وهذا العالم لم يعد جالسا على برميل بارود واحد لابل انه الان قابع وسط نيران براميل البارود التي انفجرت وتحصد ارواح الشعوب العربيه فرادا وجماعات واللافت للنظر ان حالة البرمله تعتبر الشعوب او تتعامل معها وكأنها مجرد براميل بشريه يقتلوها ويقمعونها من جهه ومن ثم يقتادونها كالنعاج الى صناديق انتخابات لتاكيد وجود هذا البرميل اوذاك من حكام هم انفسهم يقصفون هذه الشعوب بالبراميل المتفجره ويقتلوها..برميل بشري جالس على برميل بارود وبراميل متفجرات لاتنضب...خيار واخر فقط.. اما الطاعه والانصياع او البارود والبراميل؟!..
مع احترامنا الجليل والكبير لشعوبنا العربيه الا ان الحكام والمعارضات تتعامل مع هذه الشعوب وكانها مجرد براميل بشريه..يقصفونها..يقمعونها..يشردوها..يسجنونها في سجون كبيره وصغيره ..كل شئ بالقطاره من شربة الماء وحتى لقمة العيش بالرغم من وجود النفط والثروات...دول عربيه جالسه على بحار من النفط والثروات والشعب يعاني من الفقر والعوز؟...دول عربيه اخرى جرت فيها ثورات ومن ثم أعاد العسكر صياغة ونسخ نظام الحكم المخلوع وزركشته وتقديمه كمنقذ للشعب..دول عربيه اخرى غنيه تعاني من الفقر والحرمان يزفون لها رئيس مقعد لم ينطق منذ سنين بكلمه واحده ومع هذا يحصل على نسبة ال80 بالمئه..براميل فساد تستحوذ على النفط والثروات وتعتبر الشعب اسميا وموضوعيا مجرد براميل بشريه وُجدت بالصدفه في هذا الوطن!..برملة الوطن والانسان العربي...من ثورات تغيير الانظمه الى ردَّات تطيير الشعوب وسلب حقوقها وتشريدها وقتلها وقصفها بالبراميل المتفجره وبغيرها من الاسلحه الفتاكه..التجهيل والتضليل والبرمله تعتبر من الاسلحه الفتاكه التي فتكت بالوعي الجماهيري وبرمَّلت الانسان العربي الى حد بعيد...برميل النفط اكثر قيمة من الانسان العربي وبرميل المتفجرات يحصد كل ماهو عربي على الارض!..المخزي والمعيب هو وجود براميل فكر واعلام عربيه تدعم انظمة براميل النفط واخرى تدعم انظمة براميل المتفجرات التي تضطهد وتقتل الشعوب.. بَّرْملة الوطن والانسان العربي الى اين؟!
إضافة تعليق جديد