مدرسة أخرى تعالج قضية الهوية – قراءتها – وأفكارها وحلولها ورأي طريق الحقيقة:
الصديق العزيز أبو إلياس:
تحية وبعد
تشرفت بمعرفة تفاصيل حياتك كمناضل وإن كنت أعد خلفيتك الشيوعية في خانة التزام الاستبداد بشكل أيديولوجي وسياسي وشعار الحرية الذي ترفعه هو أنبل شعار ولكن رفع من قلب كل الطغاة. ولكن مع تقييمي السلبي للماركسية بوصفها تمثل منطق جوهر نافي للآخر استنفذت أغراضها منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية أي قبل أن تكون قد ولدت كانت الماركسية تحفر القبر لخونة الاشتراكية وأمل الجماهير الفقيرة في رفع مستوى معيشتها. أقول رغم ذلك فإن الماركسية كانت وربما لا تزال تستقبل أناساً صادقين في نواياهم الثورية ولا شك أنك منهم وإنني لا أحترم فقط توجهاتك السابقة واللاحقة. بل أشد على أيديك ومن معك بدءاً بعائلتك الرائعة تحياتي الخاصة لزوجك المصونة راجياً أن أتعرف عليكم عند عودتي قريباً إلى الوطن.
ملاحظة: ألا تلاحظ أن حقائقك بعيدة عن تعرف التراث الحيوي الإسلامي؟ وبما أنك تناضل مع واقع عالم إسلامي في غالبيته العظمى. فكيف تفسر ذلك مع انتظاري لقرائتك لأطروحات المنطق الحيوي وفق المصالح ودمتم لتحقيق إرادة الحياة: الحرية.
الدكتور رائق النقري.
جواب طريق الحقيقة – تقول:
الصديق العزيز الدكتور رائق النقري
لقد قرأنا أطروحاتك لنظرية المنطق الحيوي المنشورة على الموقع الإلكتروني \damascusschool\. بكل اهتمام وعمق وننظر لطروحاتك ولكل الأطروحات الأخرى وفق مبادئ طريق الحقيقة التي التزمنا بها وهي:
1- لا أحد يملك الحقيقة.
2- أنا أبحث عن الحقيقة.
3- أنا أملك جزءاً من الحقيقة ومن حقي أن أعبر عنها.
لا فيتو ضد الفكر.
إننا نحترم كل كلمة وكل فكرة كتبتها في أطروحاتك. فهذا حق مقدس لك ولكل إنسان.
إننا لا نرفض ولا نقبل كل ما كتبت. كما أننا لا نريد من الآخرين أن يقبلوا أو يرفضوا كل ما نكتب، كل واحد منا يملك جزءاً من الحقيقة.
أما هل الحقيقة في ما تقول وتكتب أو فيما نقول ونكتب هذا الحق لا نملكه لا نحن ولا أنت. صاحب الحق هو الممارسة التاريخية الاجتماعية. إننا نعتقد إن مأساة تخلفنا نحن الأمم الأربعة في الشرق الأوسط تكمن في مشكلة الحقيقة. لكون كل فرد منا في الأمم الأربعة يدعي أنه يملك الحقيقة المطلقة ويحاول فرضها على الآخرين. إن هذه الحقيقة المطلقة التي ندعي أننا نملكها هي سبب كل أزماتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية.
إننا في طريق الحقيقة نلمس بأنك تملك حساً وطنياً صادقاً وتشعر بمرارة الألم الذي يعانيه وطنك وأبناء وطنك. هذه العاطفة والإحساس الصادق وراء كتابتك لأطروحاتك المعقدة والطويلة والشاقة محاولاً تشخيص الداء للوصول إلى وصف الدواء. لم تترك شاردة ولا واردة ولا زاوية من زوايا الحياة والواقع إلا ووضعتها تحت المجهر. فكان لك رؤيتك وتشخيصك وطرح الحلول للخروج من الظلام والتخلف.
لقد رأينا أن نأخذ الأفكار والتشخيصات للمرض والأفكار المطروحة للحل الآتية... التي نراها هامة جداً والتي يمكن للقارئ أن يتوقف عليها. إننا سنبدي رأينا لهذه الأفكار التي تستدعي الرأي. لا على أساس القبول أو الرضى بل على أساس الوصول إلى الحقيقة. لقد بذلت جهداً مضنياً. وقدمت أفكاراً وفق مرحلتين:
1- مرحلة التشخيص مع النقد.
2- مرحلة طرح الحلول وفق نظرية المنطق الحيوي.
كل ذلك ضمن الهوية العربية الإسلامية الموروثة.
لقد عالجت كل الأمور السياسية والاجتماعية والأيديولوجية والقومية والحقوقية والثقافية والعسكرية والتكنولوجية والعلمية والتاريخية كل ذلك وفق الهوية العربية الإسلامية.
وطرحت العنوان المستقبلي لمنطقة الشرق الأوسط. الولايات العربية الإسلامية. وأحياناً أشرت إلى الهلال الخصيب والتزمت بهذه الهوية من بداية طروحاتك حتى النهاية ووجدت فيها الحقيقة. ولا حقيقة خارج هذه الهوية.
ووجهت تساؤلاً أو نقداً لطريق الحقيقة في نهاية رسالتك بالعبارة التالية: [1].
ولتفسير ذلك نفيدك بما هو آت:
إن كل تلك الأفكار التي طرحتها للحل هي أفكار عصرية وحديثة تتماشى مع منطق العصر. ولكن إطلاق الهوية العربية الإسلامية على تلك الأفكار تكون النتيجة مرفوضة داخلياً وخارجياً على السواء. لأن كلا الهويتين لها تاريخ طويل من السلبيات. فالهوية الإسلامية منذ وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وحتى تاريخه لم تكن الهوية السياسية العربية الإسلامية سوى تاريخ طويل من الانقسامات والقتل والصراع على السلطة. والفقر والجهل والمصيبة الأكبر التي حلت بهذه الهوية والأيديولوجية هو انقسام أتباع الدين الإسلامي إلى ثلاثة وسبعين فرقة أي ثلاثة وسبعون هوية بدءاً من السني والشيعي والعلوي والقادري والنقشبندي الخ...
وإن كل فرقة تدعي أنها الناجية وتملك الحقيقة المطلقة وتكفر الآخر وبالتالي تحلل سفك دمه. لقد زرعت هذه الفرق ثقافة الحقد والكراهية فيما بينها وامتدت جذورها إلى أعماق الأرض. إن تاريخ الراشدين والأمويين والعباسيين والعثمانيين قديماً. وحديثاً الخمينيون والسودانيون والطالبان، وما نشاهده من عمليات قطع الرؤوس باسم الإسلام في العراق. إن هذا التاريخ للهوية الإسلامية مليء بالقتل والذبح والاختلاف وكذلك التاريخ القومي العربي بدءاً من الأمويين. وخلال القرن العشرين وإنشاء دول ذات هوية قومية. جرت على شعوبها من تناحرات ومذابح كبيرة ونتيجة للتفاوت الحضاري بيننا نحن الشعوب العربية والإسلامية والعالم المتقدم ألا ترى أن رفع شعار أسلمة العالم وفق الهوية الإسلامية وتعريب العالم وفق الهوية القومية شعاران خطيران. قد يقلب العالم كله ضدنا؟ ترى أي شعب في العالم ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين عصر الحضارة المتلألئة أن يقبل بأن نفرض عليهم ديننا. أو قوميتنا العربية وذلك رحمة بهم لأن لغة أهل الجنة العربية كما أشار أحد الكتاب في حلقة "طريق الحقيقة رقم 14".
وحالما تطلق هذه الهوية على مشروعك السياسي والثقافي سوف يظهر آلاف المفكرين يكتبون آلاف المقالات عن كل تاريخ الهوية العربية الإسلامية. فكيف يمكن أن تدافع عن هذه الهوية أمام هذا الكم الهائل قبل أن تسعى لإقناع الجماهير.
فإذا كان المقصود هو الحفاظ على الدين كعقيدة لنا أو القومية العربية كهوية لنا. نحن لا نعتقد أن هناك خطراً على ديننا الإسلامي ولا على عروبتنا. إن الأمر المهم هو أن نخرج من تخلفنا السياسي والاقتصادي والحضاري. وإن التقدم السياسي والاقتصادي والحضاري لا يعني إلغاء الدين والقومية.
إن المشكلة الرئيسية في الهوية الدينية والقومية والشيوعية هذه الهويات الثلاث هويات شمولية مطلقة تنفي وجود الآخر المختلف عنها ولا تقبل أي نقد أو تغيير. ولا تقبل مبدأ تداول السلطة بالتناوب عن طريق الانتخاب المتعدد. ولا تقبل الديمقراطية كشكل لنظام سياسي.
إن مجرد إطلاق الهوية العربية الإسلامية على الولايات العربية الإسلامية المتحدة يعني هذا من الناحية القومية أن كل من يعيش على أرض هذه الولايات المتحدة الغير عربي والغير إسلامي مواطنون من الدرجة الثانية. لا يحق لهم المشاركة السياسية وهذا يعني أن الأكراد والأمازيغيين والقوميات الأخرى في السودان والآشوريين والكلدان هم مواطنون وافدون ليس لهم أي حقوق سياسية ولا حقوق ثقافية وإن الأرض التي يعيشون عليها أرض عربية وإسلامية ليس لهم سوى حق العبيد. أما المواطنون المختلفون دينياً كالمسيحيين واليهود يعتبرون أهل الذمة، فلهم حقوق أهل الذمة.
ترى هل يمكن تطبيق هذه الهوية القومية والدينية في القرن الحادي والعشرين بعد ظهور شريعة حقوق الإنسان والتي باتت شريعة كونية يتزايد أنصارها يوماً بعد يوم ولا بد أن يأتي اليوم الذي سيكون فيه دستوراً ونظاماً حقوقياً لكل الدول على الأرض.
ترى كيف يمكن لنظرية المنطق الحيوي الإسلامي العربي أن تقنع الأكراد في الوطن العربي وتركيا وإيران والأمازيغيين في الجزائر والأفارقة في السودان بعد كل المذابح الرهيبة التي ارتكبت بحقهم من قبل الحكومات التي اتخذت الهوية القومية والإسلامية على السواء؟
ترى كيف يمكن إقناع المسيحيين في لبنان ومصر وتركيا وإيران بعد كل المذابح الرهيبة التي ارتكبت بحقهم بمنطق نظرية المنطق الحيوي للهوية العربية الإسلامية ليعيشوا بأمان وسلام وبحقوق متساوية في ظل الولايات العربية الإسلامية المتحدة؟
إن الذي يجب أن يشغل بالنا ليس الخوف على ديننا أو عروبتنا لأننا سنبقى مسلمين وعرباً بل يجب أن نخاف على فقدان مأكلنا وملبسنا ومسكننا وفقدان حريتنا وإرادتنا الوطنية في أوطاننا.
إن الذين يريدون أن نبقى متخلفين يخططون لسرقة أموالنا وعقولنا المبدعة من أجل تجويعنا ولنكون بحاجة إليهم على الدوام. إنهم ليسوا بحاجة إلى ديننا ولا إلى قوميتنا.
إن مجرد إطلاق اسم الهوية العربية الإسلامية لا يوفر المأكل والملبس والمسكن والحاجيات لنا. إن تأمين كل ذلك لا يكون إلا بالعلم. ونحن لا زلنا بعيدين عن العلم بعد الأرض عن كوكب المريخ. إن كل ممارستنا العملية قائمة على العاطفة والخرافات والأساطير. والعلم لا يعطيك شيئاً ما لم يكن هناك مناخ سياسي وثقافي وحقوقي خاص يوفر فيه الأمن والسلام الاجتماعي أولاً وقبل كل شيء إن الهويات الدينية والقومية والشيوعية لا تحقق سوى العنف ولا تزرع سوى ثقافة العنف ولا يمكن أن تستمر هذه الهويات إلا بالعنف وقطع الرقبة.
لقد حاول الكاتب إجراء عملية تجميلية للهوية العربية الإسلامية عن طريق مفهوم المنطق الحيوي وعن طريق توجيه النقد. كل ذلك لا يغير من جوهر الهوية العربية الإسلامية شيئاً.
ونظراً لاختلاط الشعوب ببعضها البعض وهجرة الملايين من أبناء أمتنا العربية والإسلامية إلى الغرب واتخاذهم الجنسية الغربية والزواج منهم وولادة جيل كامل من الأبناء لم تعد هناك إمكانية الانفصال عن العالم الخارجي أو اتخاذ هوية لا تتوافق مع هذا الوضع التاريخي الاجتماعي الثقافي الذي نشأ...
ولذلك بات الأمر بحاجة إلى هوية جديدة يراعي الظرف التاريخي الذي حل وقد طرحنا هوية الشرق الأوسطي الجغرافي وفق فلسفة حقوق الإنسان بصرف النظر عن دينه وقوميته ومذهبه ولونه. كل إنسان له الحق الإنساني في المأكل والملبس والمسكن والحاجيات ويمارس حريته وحقوقه الإنسانية وفق مشروعية عقد متفق عليها.
إن الدفاع عن قضية خاسرة مضيعة للوقت والجهد ويعني مزيداً من التخلف الحضاري. لقد أعطى التاريخ فرصة للهوية الدينية والقومية والشيوعية. ولم تستطع هذه الهويات أن تجدد نفسها لتبقى.. ونستطيع أن نقول أننا سنبقى إسلاميين وعرباً فلا خوف على ديننا وعروبتنا على الإطلاق.
ولنتابع في الإطلاع على أفكار الكاتب كيف عالج موضوع الهوية وكيف طرح أفكاره للحل.
أ- مرحلة التشخيص والنقد:
مشكلة الأقليات:
1- يقول الكاتب: [2]
2- [3].
3- قوى التفرد والشخصنة ( إما أبيض وإما أسود ):
يقول الكاتب: [4]
4- الإمام الحيوي جمال عبد الناصر وروح التقليد والعاطفة:
( (قيل قديما أن الناس على دين ملوكها ولاحظ ابن خلدون ان الناس يتأثرون بملبسهم وأفكارهم بمن هو أقوى منهم وكما أن الدول والمجتمعات القوية الأوربية غدت قاعدة محرضة موجهة للنهضة في واقعنا العربي الإسلامي فان الدول القوية في أي من الأقطار العربية والإسلامية غدت بدورها قابلة للتأثير في باقي أقطار العالم العربي والإسلامي وتعد الفنون عامة بما فيها من أزياء وأغاني ورقصات ودبكات الأسهل والأكثر قابلية للانتشار والنفوذ في حال نهضة وقوة الدولة المنتجة. وأخذت القاهرة هذا الدور مع عبد الناصر بشكل غدت فيه دبكة الصعيد أجمل ما تهفو النفس العربية والإسلامية للمشاركة فيها. ومن ذلك عد عبد الناصر، بالنسبة لقطاع كبير من الرأي العام العربي، يستحق صفه الإمام الأكثر حيوية))
ويسأل الكاتب كيف تحقق ذلك لعبد الناصر:
[5])
تلاميذ عبد الناصر في التقليد:
دبكة تكريت ودبكة سيرت. صدام حسين. والقذافي.
يقول الكاتب [6] [[ أو يذوبهم بالأسيد ]] طريق الحقيقة.
[7].
[8].
5- تجربة صدام والقذافي ونتيجة رقصاتهما:
[9]
[10].
6- آخر الراقصين أسامة بن لادن:
[11].
[12].
ويختتم الكاتب رأيه عن رقصة أسامة بن لادن بالسؤال التالي:
[13]).
[14] [15].
[16].
7- احتواء هيمنة الأنظمة المحلية:
[17]
يقول الكاتب: [18].
ويجيب الكاتب على نفسه ويقول: [19].
8- المشكلة التي تجابه الكاتب في نظرية المنطق الحيوي في الأسئلة التالية:
يقول: [20].
9- جواب الكاتب على هذه الأسئلة أتت كالتالي:
[21].
ويقول الكاتب متسائلاً: [22].
ويجيب الكاتب نفسه: [23]
ويقول الكاتب عن السلطات الموجودة بهوياتها الدينية والقومية مايلي:
[24].
[25].
10- هل نحن موحدين أم غير موحدين في أوطاننا:
يسأل الكاتب ويجيب:
[26].
[27].
11- ويكتب الكاتب بنفسه عن محازير الهوية العربية الإسلامية التي يطرحها:
[28].
12- بخصوص الهوية رفضاً وقبولاً ولماذا:
[29].
[30].
13- المناهج التعليمية ومسيرة التاريخ والنتائج:
[31].
[32].
[33].
[34].
14- والكاتب يقارن بين الغباء العربي الإسلامي – والذكاء الياباني والألماني:
ويقول الكاتب: [35].
15- الكاتب يرى أن أخطر الأمراض التي أصابتنا تكمن في الأهداف والاستراتيجية التالية:
تعريب العالم وأسلمة العالم
وللإجابة على التساؤلات السابقة يقول الكاتب:
[36].
[37].
16- وأخيراً ننهي مرحلة تشخيص الداء للكاتب بسرد قائمة طويلة من الأمراض:
يقول الكاتب [38]
[39].
1- التفاوت في الثروة بين بعض الفئات وغيرها.. وبين بعض الأقطار وغيرها..
2- والمسلمين المشتتين في عالم شاسع من الفقر أمام دويلات (مكرسكوبية) تحتكر ثروات فلكية.
3- التمايز بين المدينة والريف.
4- الجو مشحوناً بجو حرب بين عائلات وعشائر، تبحث عن الثأر والانتقام، من بعضها بعضاً، لأتفه الأسباب.
5- فإن إثبات الرجولة والشرف والبطولة تجاه حركة غير متزنة من إحدى بنات أو نساء البيت، ما زالت مصدراً للانشغال وطرد الملل من أجواء القرية.
6- فلا بد أن نتوقع إشكالات تهدد الأمن الاجتماعي!!.. بسبب طموحات الفئات المهملة الضائعة بين أحياء الصفيح! أو أحياء المقابر! المسكونة فعلاً في القاهرة.. تشكل، هذه الأوساط، مرتعاً للتمرد الاجتماعي والعنف لتسوية أوضاعها عن طريق أية دعوة تسهل لها طريق العنف.
7- وثمة مصدر آخر لتهديد الأمن الاجتماعي يكن في الفروق بين الأقليات الحاكمة، والأغلبية المحكومة، وبين الأغلبية القومية والدينية والأقليات التي تعيش في كنفها.
8- وما دام الأمر، كذلك، فإننا دون وجود إسرائيل، ودون وجود قوى هيمنة دولية.. سنكون في حالة أزمات وحروب مستمرة.
9- وبتعبير آخر، عندما يصبح كل منا سيداً في وطنه، تزول الحروب التي تحدثها حالة الانقسام بين سادة وعبيد.
10- وما ينقصنا بالمقارنة معها هو إيجاد طرق قانونية حيوية سليمة فعالة متوازنة للصراع السياسي والاجتماعي والثقافي، لإزالة الغبن.
11- فلإزالة حالة الدونية والتبعية والتخلف، علينا مقاومة العقلية الأحادية والعنصرية فينا أولاً.
12- إن معظم خبراء البناء والتسلح الذين يأتون إلى بلادنا، ويخرجون بصورة سلبية عن حقيقة مشاعرنا العدوانية تجاه بعضنا وتجاه العالم.. يذهبون لتزويد مراكز الاختصاص، بما يلزم لإحكام السيطرة ضدنا.. لضرب وتخريب ما لدنيا من قدرات..
13- ولذلك فإن سبل امتلاك تقنية العصر، وإن كانت ممكنة جزئياً عن طريق استقدام الخبرات الأجنبية، والحصول على بعض المساعدات، من الدول الصديقة.. إلا أن هذه الخبرات لا يمكن أن تكون إيجابية ، في أعماقها، ولا يمكن ضمان استمرارها بفاعلية.. وبخاصة، إذا كانت مرتبطة بحكومات قابلة للسقوط عند كل دورة انتخابية. أما الصداقة مع الحكومات غير المرتبطة بدورات انتخابات.. فمصيرها أسود.. لأن مصيرها يخضع لمزاج الفرد الحاكم.
14- وبالطبع، فإن مصاعب أي حل تكمن في سيادة عقلية المصالح الأحادية القطرية. وهي مصالح يمكن أن تتضاءل مع ازدياد الحاجة إلى تكتلات اقتصادية سياسية تستطيع المشاركة في النظم الاقتصادية والسياسية العالمية الآخذة بالولادة في العالم، كالوحدة الأوربية، التي ستنتهي معها مبررات التناحر على الأسواق العربية.
15- مدرسة دمشق المنطق الحيوي: أسسها الدكتور رائق علي النقري لتكون تذكيراً لمنطق الحياة بوصفه بداهة لإصلاح و تجديد وتحرير صيغها من الفاسد والميت والمستنفذ أغراضه الحيوية.
16- ولتكون استلهاما نقديا للتراث العربي الإسلامي لبلورة الميثاق الحيوي للولايات العربية والإسلامية المتحدة.
17- والتوقف عند أطروحات هذا التقرير وتوصياته لا يعود فقط إلى أهميته الإستثنائيه من حيث كونه يعد كارثة تدمير العراق تعبيراً يلخص السياقات الفكرية والسياسية للهزائم المتتالية التي أوصلتنا إلى تلك النهاية الوخيمة وأعادت العرب جميعا إلى مرحلة الاستعمار .. بل إن أهميته الإستثنانئه تكمن في كونه يوضح حجم الصعاب والتحديات التي يواجهها أي رأي يقول لا لجميع التيارات العنصرية القومية والطائفية والعلمانية والتي كانت وما تزال مهيمنة على الخطاب الإعلامي العربي وما تزال مدعومة من الانظمه المتاجرة بالعلف العروبي والإسلامي والماركسي؟؟
18- نحن هنا من الذين يؤكدون أولوية مقاومة الهزيمة تبدأ من مقاومة عوامل الهزيمة الداخلية، في ديار العرب والمسلمين، وأن أول معالم الهزيمة في العالم العربي والإسلامي هو غياب الوعي العملي و النقدي.
19- إننا وان كنا فعلاً ورثنا ثقافتنا والاسلاميه من قرون الانحطاط إلا أن الحيوي من التراث الإسلامي.. كاف لإحداث إصلاح هائل في شعوب العالم العربي والإسلامي بدون الحاجة إلى تغيير قناعات الجماهير؟؟ بل فقط من خلال احتواء الثقافة والاسلاميه ضمن المنطق الحيوي لهندسة وإدارة المعرفية.. ولذلك كان لابد من وضع أسس هذه الهندسة لتكون أداة تفهم وتحقيق الميثاق الحيوي.
20- ومن هنا فإننا - هنا- لا نريد التأكيد - مجدداً - على ريادة المبادرة الحيوية التي انطلقت عام 1967 لتعميق العقلية النقدية وتجاوز العنصريات القومية والطائفية والعلمانية.
21- ويناقض الكاتب نفسه بنفسه في تحقيق هذه المبادرة ويقول:
[40].
22- [41].
23- صحيح أنها فترة بسيطة في عمر التاريخ وصحيح أن الأجيال التي ولدت في بداية القرن ما تزال تعيش عقلية ما قبل الحرب العالمية الثانية، وما تزال تحكم وتتحكم بنفسها وبعالمها، ضمن تلك العقلية.
وطريق الحقيقة تسأل [[ ترى لماذا لا زالت تعيش في هذه العقلية؟ وما السبب في ذلك ]].
24- وغياب الوعي العملي في ديار العرب والمسلمين يتضح من كون معظم سمات الفقه الموروث عن عهود الانحطاط بكونه فقهاً يقوم على العنصرية الأقوامية أو الطوائفية أو اللغوية بينما المطلوب بلورة فقه مصالح التوحيد الحيوي لتحييد الأصنام الموروثة عن عهود الانحطاط وعن التأثير في التيار الأقوامي والطوائفي.
25- فالفئوية القومية العربية في تركيا، أو الكردية في إيران، تجد نفسها تسعى لتحقيق مصالحها الإيديولوجية القومية مع امتداداتها الفئوية العربية أو الكردية.. الخ. كما أن الفئوية الطائفية السنية أو الشيعية في السعودية تجد نفسها تسعى لتحقيق مصالحها الأيديولوجية الطائفية، مع امتداداتها الفئوية في إيران وتركيا.
26- وحالات اختلاف النزوع الفئوي المصلحي ليس فيها- مبدئياً- ما هو غير مشروع، إلا أنها في وضعنا البائس تعني مزيداً من التقسيم والتناحر، لكل هذه الفئويات ضمن اتجاهين عريضين في كل قطر وهو التيار القومي والطائفي.
27- فإن الغرب- نفسه- بدأ التخلي عن هذه الأقوامية إلى الوحدة الأوروبية.
28- كما أن التيار الأقوامي- على الأخص غير العربي- يغرس الشعور بالعار من تراثه الإسلامي.. ولذلك، فإن هذا التيار الأقوامي- مرة أخرى غير العربي- يفتقر القدرة على التواصل التراثي.. وفي حين يتوفر للتيار الطائفي التواصل مع التراث المصنوع - أساساً- في مراحل الانحطاط فإنه يفتقد القدرة على استلهام الروح المتجددة للثورة الإسلامية في قرونها الأولى.. ويحنطها ضمن أصنام طقوسية سحرية ميتة!!. وكلا الجناحين يخوض صراعاً مريراً يساهم في استنزاف ديار العرب والمسلمين بلا طائل..
29- وفي الجانب العربي- على سبيل المثال- فإن التيار القومي العربي والتيار الديني هما الاتجاهان الأكثر حضوراً في الفقه السياسي التناحري، الذي شهدناه ونشهده في تناحر الاتجاهين بين بعضهما بعضاً، وتناحر كل منهما مع نفسه.
30- وفقه المصالح التوحيدية.. أو الحيوية الإسلامية، التي نعرض ها في هذا الموقع، ليس جديداً ولا فريداً.. ولن يكون الأخير.. لأنه اجتهاد يتجدد بتجدد الظروف..
31- بيان مرشح مدرسة دمشق المنطق الحيوي"مستقل" - محمود محمد أنور استانبولي- قطاع / أ /1990- ملخص جريدة الثورة يقول: [42].
وهكذا نكون قد أوردنا الأفكار التي نراها مهمة للكاتب في تشخيص المرض وكشف الأمراض.
والآن مرحلة وصف الدواء ولنرى كيف طرح الكاتب أفكاره لمعالجة كافة هذه الأمراض التي أصابت جسد الأمة العربية الإسلامية.
مشروع الحل:
1- التعددية السياسية في الميثاق الحيوي:
[43].
[44].
1- الاتجاه الفئوي الأول: هو اتجاه (قوى الشخصنة) التي تجسد الموروث الاجتماعي وتغلقه. [[ التيار المحافظ ]] طريق الحقيقة.
2- الاتجاه الفئوي الثاني: هو الذي يرفض الموروث الاجتماعي بوصفه انحطاطياً، ويسعى للتجديد وهؤلاء (قوى التفرد). [[ التيار الإصلاحي ]] طريق الحقيقة.
[[ وطريق الحقيقة تقول: وهذا ما قسمته الثورة الخمينية في إيران بعد استلامه السلطة وممارسة السياسة ترى ماذا كانت النتيجة؟
هل فعلاً هذا التقسيم أدى إلى تغيير ثوري في حياة الشعب الإيراني أم زاد الطين بلة ]].
[45]
[46].
[[ لقد أصاب الكاتب كبد الحقيقة عندما قال ]] [47].
[[ وتحفظنا في طريق الحقيقة نقول: هل من الصواب جذب وجمع هذا التيار الشبابي الذي هو أمل كل أمة في تنفيذ إرادته والسير بهم بدون ثقافة الحقيقة، الحقيقة التي تنير دربهم وسط الظلام ]].
2- [48]
[49].
وماذا سينتج من هذه الثقافة، يقول الكاتب:
[50] [[ اليمين واليسار المتطرف ]] طريق الحقيقة.
[51] [[ تماماً كما حصل في العراق الآن ]] طريق الحقيقة.
[52].
[53].
3- يطرح الكاتب مشروع الحل من المنطلقات الناصرية والبعثية ويقول:
[54]
[[ ويناقض الكاتب نفسه بنفسه ويقول ]] [55]
4- منطق القوة في نظرية المنطق الحيوي:
[56].
ويجيب الكاتب على سؤاله هذا:
[57].
[58].
[[ وطريق الحقيقة تسأل كيف يمكن أن تكون هذه القوة العسكرية متفوقة على القوة المحلية والخارجية؟ هل بالعدة أو بالعدد؟ ومن أين يمكن أن تؤمن هذه العدة؟ هل هي مصنوعة محلياً أم مستوردة؟ وهل يمكن للقوة الخارجية التي لها مصالح اقتصادية استراتيجية وأمنية في المنطقة أن تعطينا هذه العدة المتطورة جداً كي نكون أقوياء؟ ترى هل بقي لنا من العقول المبدعة في المنطقة التي تصنع هذه العدة نتيجة ممارستنا السياسية بلهوية العربية الإسلامية خلال القرن العشرين بكامله؟ وإذا افترضنا أننا صنعنا هذه العدة هل فعلاً هناك في التاريخ العالمي أمثلة تدلنا بأن القوة العسكرية فعلاً حافظت على أي وحدة سياسية بالقوة العسكرية ]].
5- التناقض في طرح الآراء:
[59].
6- نظرية الكاتب في المنطق الحيوي والهدف الأممي:
يقول الكاتب: [60].
[[ طريق الحقيقة تسأل كيف يمكن للعالم أن تقبلنا بالهوية العربية الإسلامية. ونحن نتفق على أن استدارة الأرض أصبحت حقيقة سياسية ولكن المشكلة تكمن في الهوية المناسبة بهذا الوضع التاريخي الجديد وثقافته الكونية.
فهل يمكن الانطلاق نحو العالمية بالهوية العربية الإسلامية؟ ]].
7- عن العمل السياسي:
[61].
[[ وطريق الحقيقة تقول رأيها: إن العامل السياسي هام وخطير بنفس الوقت وطريق الحقيقة متفق مع رأي الكاتب من أن العمل السياسي واجباً وليس ارتزاقاً وإن المشاركة في الحكم أمانة ومسؤولية وليس غنيمة وشخصية وكلنا نسأل هل يمكن أن يكون هناك هوية عربية إسلامية بدون عمل سياسي ارتزاقي وغنيمة شخصية؟ وهل في تاريخنا العربي الإسلامي قامت مثل هذه السياسة؟ فإذا لم تقيم طوال هذا التاريخ الطويل فهل يمكن أن تكون في المستقبل؟ ]]
8- ويتابع الكاتب لطرح الحل السياسي ويقول:
[62].
[[ وطريق الحقيقة تسأل كيف يمكن إظهار رأي الأكثرية والأقلية وفق أية آلية؟ هل بالإنتخاب الحر المباشر؟ أم بالتعيين المقرر سلفاً ونسبتها 99.99%.
وهل تقبل الهوية العربية الإسلامية التنوع والإختلاف سواء أكانت قومية أو دينية أو مذهباً؟ أليست الأمة العربية واحدة موحدة وكل ما هو على أرض العرب أو الولايات العربية الإسلامية عرباً مسلمين أي لا وجود لا للأكراد ولا الأمازريين والأفارقة والقوميات الأخرى ولا وجود للأديان الأخرى. إننا أمة عربية واحدة إسلامية فلماذا الإنتخاب؟ ولماذا الأكثرية والأقلية – وإن الإنتخاب بدعة ديمقراطية التي أوجدها الكفار للقضاء على هويتنا العربية الإسلامية ]].
9- ويتابع الكاتب في طرح أفكار السياسة:
[63].
وبعد نعم ثلاث مرات يجاوب الكاتب على نفسه ويقول:
[64] ويجاوب الكاتب على هذا السؤال المشروع: [65].
10- [66].
11- احترام أنفسنا حتى يحترمنا الآخرين:
[67].
12- مشكلة اليهود والأقليات القومية:
[68]
[69]
13- حقوق الإنسان للجميع أو الطوفان:
[70].
[[ طريق الحقيقة، رأيها في هذا البند وتقول:
إن كل هذا التواصل والتفاعل هو نتيجة للعامل الاقتصادي ولكن العامل الاقتصادي هو شغل الحمير كما قالها الإمام الخميني أحد زعماء الهوية الإسلامية الذي يسعى لأسلمة العالم، فلماذا نشغل عقلنا بشغل الحمير؟ )).
14- قول الحق ولو على نفسك:
يقول الكاتب [71].
15- بخصوص امتلاك التقنية المعاصرة:
[72]
[73].
رأي طريق الحقيقة في الهوية المطروحة من قبل الكاتب:
صديقي العزيز رائق النقري المحترم:
نعتز بك ككاتب وكعقل مفكر يعصر دماغه لتشخيص أمراض أمته العربية والإسلامية بغية معرفة الداء لوصف الدواء ونحن في طريق الحقيقة نشعر مثلك بمرارة الألم من التخلف الذي نعيشه اليوم وننظر إلى العالم المتقدم بحسرة ونحلم بأن تكون أمتنا العربية الإسلامية تنهض وتتخلص من تخلفها وتأخذ مكانتها إلى جانب الأمم المتقدمة... ولكن تحقيق الأحلام ليس بالأماني والعواطف والخطب والقرارات السياسية ولا بالنظرات المثالية. بل بالعلم وبمعرفة قوانين التاريخ. لقد قلنا سابقاً وفي الحلقات السابقة لطريق الحقيقة وذكرنا بالقول المأثور الشعبي [74] [75].
إننا نعيش اليوم في عالم اجتماعي تاريخي تتغير دوله ورجاله ولا نستطيع أن نوقف هذا التبدل والتغيير في الدول والرجال إن هدفنا في طريق الحقيقة هو [76]. الحي المعاش الحالي الذي يعيش مع وجود اجتماعي مادي وكل وجود اجتماعي مادي يخلق وجوده الاجتماعي الروحي.
إن الهوية التي طرحتها في نظرية المنطق الحيوي وهي الهوية العربية الإسلامية ظهرت لوجود اجتماعي مادي منذ ألف وأربعمائة سنة. وكان الإنتاج السائد آنذاك هو الإنتاج الطبيعي. أي عندما كان أجدادنا العرب المسلمون يعيشون في وجودهم الاجتماعي المادي مع الجمل والماعز والبعير والحمار ويسكنون تحت الخيمة وكانوا يعيشون في عزلة تامة عن العالم وتتالت الأجيال في ظل هذه الهوية. فكان لهم القوة واللحمة. ولكن بظهور إنتاج المجتمع الصناعي تغير الوجود الاجتماعي المادي. حيث خلق معه وجوداً اجتماعياً روحياً جديداً. فظهرت السيارة والطيارة والقاطرة والبارود وناطحات السحاب بدلاً من الجمل والبقر والعنزة والحمار والخيمة ...الخ
وبظهور إنتاج المجتمع الصناعي وتغيير الوجود الاجتماعي المادي وتوجه البشرية نحو الإختلاط نتيجة للثورة التي حدثت في وسائل المواصلات والاتصالات. فالعامل الاقتصادي لعب دوراً رئيسياً في الاختلاط.
فلا بد أن يتبعه الاختلاط الثقافي. لقد فرض هذا الإنتاج الصناعي طريقه لعيش الإنسان يختلف كلياً عن إنتاج المجتمع الطبيعي فكما أن العيش بوجود اجتماعي مادي قديم أصبح أمراً مستحيلاً كذلك إمكانية العيش بوجود اجتماعي روحي قديم أمراً خطيراً وعاقبته التخلف.
لا يمكن فرض وجود اجتماعي روحي قديم على وجود اجتماعي مادي جديد إلا بالإرهاب. والإرهاب لا يحمل في طياته أي معنى ثوري والهوية العربية الإسلامية هي من مخلفات الوجود الاجتماعي المادي ذي الإنتاج الطبيعي. إن محاولة فرضها على وجود اجتماعي مادي ذي إنتاج صناعي بالإرهاب عمل خطير للغاية وهذا يعني قتل الناس بدون أي هدف ثوري هو فرض هوية بالقوة تجاوزها التاريخ.
إن أمتنا العربية والإسلامية لا تستطيع أن تعيش بمعزل عن العالم فلا بد أن تتصل وتتواصل مع هذا العالم سياسياً واقتصادياً وثقافياً وحضارياً. إن هذا الواقع التاريخي أصبح حقيقة عيانية ملموسة نعيشها.
تعيش اليوم بيننا قوميات وأديان متعددة كالأكراد والأمازيغيين والأفارقة والآشوريين والكلدانيين والمسيحيين ويهود ويزيديين ...الخ
والمصيبة الأكبر التي ابتلى بها ديننا الإسلامي وهي انقسام المسلمين إلى ثلاثة وسبعين فرقة مذهبية وكل فرقة تدعي أنها الناجية والبعض منهم مستلمون السلطة باسم المذهب السني أو الشيعي وكل فرقة من هذه الفرق تكفر الآخر وتحلل سفك دمه.
سؤالنا في طريق الحقيقة: الهوية العربية الإسلامية التي تطرحها. بأي هوية مذهبية ستحكم؟ وما مصير المذاهب الأخرى؟ هذا من الناحية الدينية. أما من الناحية القومية لقد أطلقت اسم الولايات العربية الإسلامية على الدولة السياسية. وهذا يعني مجرد ذكر كلمة العربي يعني هو السيد والقومي الآخر عبد أو مواطن من الدرجة الثانية وإن أمواله وأرواحه وأعراضه أمانة بيد السيد. وماذا لو كان هذا السيد غير أمين كسلاطين العثمانيين واشتهى مال أو عرض الآخر المختلف عنه أو أحد أزلامه هل من قانون يمنع السيد من التصرف بالعبد كما كان السلاطين العثمانيين يفعلون. إننا مثلك مسلمون أباً عن جد وعرب أباً عن جد ولكن ما ذنبنا ونحن وأولادنا نعيش اليوم وبعد مرور نصف قرن من الإستقلال مع الفقر والذل خرسان وطرشان محروم علينا أن نسمع وأن نتكلم ولم يعد أمامنا طريق للخلاص من فقرنا وذلنا سوى طرق الكسب الحرام أو استرخاص عرضنا والتي فيها كرامتنا الإنسانية. إن هويتنا العربية الإسلامية وكافة مشاريعها السياسية والاقتصادية والثقافية قد شاخت وهرمت..
وإن ما فعلته وفق نظرية المنطق الحيوي لإعادة شباب هذه الهوية هو الصباغة. تماماً كمن يفعل بعض من مشايخنا اليوم. الذين غزا الشيب شعرهم وهم يصبغون شعرهم وشواربهم بالصبغة السوداء. ترى هل يمكن بهذه الصباغة أن تقنع أحداً بأنهم أصبحوا شباباً. وهل الشبوبية تكون بصباغة الشعر؟ إن الأمم التي كانت مثلنا متخلفون لم يصبغوا شعرهم وشواربهم بل غيروا هويتهم وثقافتهم وفازوا بالتقدم وجددوا شبابهم ولقد ذكرت بنفسك بعض من هذه الأمم.
لقد برهن التاريخ أن الهوية الديمقراطية هي الهوية الوحيدة التي تستطيع الأمم أن تجدد شبابها في ظلها. وتتقدم مع التاريخ. وإن الهويات القومية والدينية والشيوعية هي هويات ذات ثقافة مطلقة لا يمكن أن تتماشى مع مجتمع الإنتاج الصناعي الذي له الهيمنة العالمية. أما مجتمعات الإنتاج الطبيعي وكافة هوياتها قد تجاوزها التاريخ ولا يمكن تجديدها.
إننا كنا قد طرحنا هوية الشرق الأوسط الذي منطلقه الإنسان بصرف النظر عن قوميته ودينه ولونه ومذهبه وكل إنسان بحاجة إلى متطلبات أربعة المأكل والملبس والمسكن والحاجيات، أما كيف سيمارسون حريتهم مع البعض:
تكون وفق سياسة غصن الزيتون وفلسفة حقوق الإنسان ضمن ميثاق وعقد اجتماعي يفصل فيه كافة الحقوق الإنسانية بدءاً من الفرد والجماعة والشعب والأديان على تكتل اقتصادي في جغرافية الشرق الأوسط التي تضم الأمم الأربعة العربية والفارسية والتركية والكردية والقوميات الأخرى – لا سيد ولا عبد – إننا نحترم كل كلمة وفكرة طرحتها لأننا في طريق الحقيقة ملتزمون بشعاراتنا من أن لا أحد يملك الحقيقة وهذا يعني أن ما تقوله أيضاً ليس هي الحقيقة. قد تكون الحقيقة فيما تطرحه من هوية أو قد فيما نطرحه أو فيما يطرحه غيرنا. أين تكمن الحقيقة؟ سيكون الجواب للتاريخ ونحن سائرون معه.Notes
إضافة تعليق جديد