هي غزه نفسها الشامخه والصامده منذ قرون على شاطئ البحر وهي نفسها التي قاومت المحتلون والمعتدون منذ زمن طويل وحتى يومنا هذا.. مر المعتدون والمحتلون وقُطاع الطرق وقراصنة التاريخ من هنا وبقيت غزه وهاهي باقيه وصامده وعصيه على الانكسار لا بل انها تنهض بعد كل عدوان اكثر قوة واصرار لترسم خريطة المستقبل الفلسطيني وتخترق الافق الموصد وتقشع الغطاء والغشاء عن عين شمس الوطن السجينه وترفع الغطاء عن فوهة نسمات بحره السجين والمحاصر... غزه قالت .. غزه قاومت..غزه فعلت .. غزه صمدت .. غزه تحدت العدوان.. نموت ولا نركع..حاصر حصارك والقي بحجيم قنابلك من الجو والبر والبحر وخُذ من لحمنا ودمنا المقاوم ما يمكن ان تحصده الة موتك وهمجية اسيادك ونذالة اعوانك, لكن غزه لن تركع وقررت قرار كسر الحصار وكسر الابواب الموصده منذ عقد من الزمن على ما يقارب المليوني انسان فلسطيني .. غزه يا غازي ويا سادي ليست كيس رمل ولا عنوان لعدوان يتكرر كل عام او عامين تُقتل فيه الاطفال والنساء وتُدمر البيوت على راس قاطنيها وتنتهي جولة القتل والدمار بورقة وقف اطلاق نار وانتظار جولة العدوان القادم في ظل بقاء الحصار والدمار المتدحرج...الاف البيوت دمرت..حارات واحياء كامله محوت من الوجود...عائلات كامله ابيدت في لحظة وميض قذيفه غادره...اطفال قطعت اجسادهم الهشه اشلاءا واربا وبشر من ابناء البشر قطعت القذائف رؤوسهم..نساء محجبات واطفال وبشر تتكدس جثثهم في بيوت وشوارع حي الشجاعيه في حين يريد هذا العالم الجبان والهمجي ان يقنع جمهور من النعاج البشريه ان القضيه قضية دفاع عن النفس..حق الدفاع المكفول بتشريع وتحليل قتل اطفال غزه... من بينهم من استشهد على ثدي امه واخرون في فمهم مصاصة الحليب ومن بينهم من قطعتهُ القنابل وهو يحتمي في حضن امه...عالم عربي خانع وجبان وعالم غربي همجي وعنصري يرى في التغطيه على جرائم الاحتلال وقتل الاطفال امر عادي... عالمان اجتمعا واتفقا على تقطيع الجسد الفلسطيني...المتكالبون والمتامرون كثر,لكن غزه المقاومه تقاتل بشراسه لم يعهدها المعتدي الذي يشهد انها مقاومه شرسه ومنظمه ولم يواجهها منذ عام 1948..!!
في غزة ياسيداتي سادتي: بانت الهمجيه والبربريه البشريه بكل تفاصيلها البهيميه والدمويه والانحطاطيه..غزه تبحث عن ابرة اخلاق في عالم تكوَّرَّ في حضيض اموام مكدسه من الانحطاط...هناك حيث واصل ويواصل نورس شاطئ غزه تغريده للحريه وسط هدير القنابل مُرغت مقومات البشريه ومفاهيم الانسانيه بدم طفل فلسطيني ملقى جسده المهشمَّ على رمال شاطئ غزه...قساوة المشهد شاهده ليس فقط على بربرية وهمجية من اطلقوا النار عليه وعلى اخوته لابل انها شاهده على همجية غرب وشرق هجرته مقومات الكرامه والشهامه الانسانيه..هذا الغرب والشرق هو من زود هذا الفاشي بوقود وذخيرة لقتل اطفال غزه...!!
في زمن عرب الذلة والردة صار ذبح الشعب الفلسطيني ذبحا جماعيا واباده جماعيه امرا مبرر ومشروع حتى لوكانت " حماس " ام لم تكن؟..هل كانت حماس موجوده عام 1948 وعام 1956 وعام 1967 و1982 واعوام اخرى كثر قُتل وشرد فيها الشعب الفلسطيني..الجواب: حتما لا والموجود كان دوما الاحتلال الاسرائيلي والمتواطئين معه سواء كانت امريكا والغرب او الحكام العرب الذين كانوا وما زالوا يمنحون الة الفتك الاسرائيليه بين الفينة والاخرى فرصة اخرى لقتل الفلسطينيين وتجزيرهم وتكسير عظامهم والمفارقه هنا ان غزة هاشم كانت دوما عصيه على الانكسار وهزمت رابين وشارون وباراك واولمرت وليفني والان جاء دور نتانياهو الذي تورط في غزه ويلاقي جيشه مقاومه شرسه كبدته خسائر فادحه في العتاد والارواح وتقوم طائراته بالانتقام من المدنيين والاطفال في غزه..
..القضيه ببساطه ان امريكا والانظمه العربيه منحوا نتانياهو فرصه ووقتا لضرب المقاومه في غزه والاخير زعم انه يملك " بنك اهداف" ليتبين انه يملك " بنك دم" لاطفال غزه من خلال تدمير بيوتهم على رؤوسهم وعندما فشل نتانياهو في تحقيق اي هدف وشعر انه تورط في حالة مقاومه غير محسوبه ومسبوقه اتصل بحليفه وشريكه السيسي وطلب منه "مبادرة وقف اطلاق نار" لكن المفاجأه ان الفصائل الفلسطينيه رفضت المبادره الامر اللذي جعل الشركاء في الجريمه يصعدون من قصفهم للبيوت الفلسطينيه الامنه وقتلهم للمدنيين والاطفال بهدف تركيع غزه والذي جرى هو ان المقاومه هي اللتي حاصرت قوى العدوان والتواطؤ ورموز الخنوع من جهه وخلقت مقومات بطوليه عبر صمود اسطوري بالرغم من الخسائر الفادحه في صفوف المدنيين من جهه ثانيه وبالتالي الحاصل هو ثبات فلسطيني على مواقف ومطالب مشروعه كلها تتلخص بحق قطاع غزه في العيش والحياه بكرامه..رفع الحصار..فتح المعابر..حق الصيد في البحر.. وحق زراعة الغزيين لحقولهم الزراعيه..غزه المحاصره تقاتل من اجل ان تعيش لانها ببساطه تموت موتا بطيئا منذ عقد من الزمن... حصار ودمار وجوع مبرمج وممنهج..!!
حرب غزه الحاليه فضحت تواطؤ الانظمه العربيه مع العدوان وفضحت سلطة اوسلو وسلامها المزعوم مع احتلال يذبح الشعب الفلسطيني اينما كان وتواجد جغرافيا في فلسطين و في دول الجوار والاهم من هذا او لا يقل اهميه هو ان الحرب على غزه اظهرت بوضوح وجود تيار صهيوني عربي في العالم العربي ويعبر عن نفسه في وسائل اعلام مختلفه وهو تيار يدعم العدوان الاسرائيلي على غزه ويذهب الى حد بعيد وهو تبرير وتشريع قتل الاطفال الفلسطينيين وتحميل حماس مسؤولية قتلهم.. تيار عربي صهيوني موجود في اكثرية الانظمه العربيه مساند للعدوان, لكن ماهو صادم دور قوات امن سلطة اوسلو في رام الله في قمع مظاهرات التضامن مع غزه في مناطق الضفه والحيلوله دون وصول الفلسطينيون الى نقاط التماس لابل ان هذه القوات اثبتت انها وكيلة امن الاحتلال في الضفه وتنسق معه في حصار حركة الاحتجاجات الفلسطينيه المناهضه للعدوان على غزه...البركه في غزه انها كشفت عن بطولات اسطوريه ووحدت الشعب الفلسطيني, لكنها كشفت عيوب فلسطينيه وعربيه كثيره!!
غزه تقاتل اليوم بلحم ودم اطفالها دفاعا عن فلسطين والشعب الفلسطيني في ظل تواطؤ انظمة الحكم العربيه مع العدوان...غزه ترفض حصارها وخنقها ..عاشت غزه وشعبها الفلسطيني الصابر على امر من الصبر والخزي والعار لكل من يدعم العدوان الصهيوني البربري والهمجي على غزه...غزة هاشم تقاوم العدوان...كلنا غزه من الجليل الى النقب ومن الخليل الى رفح ومن المحيط الى الخليج... غزه : تعدَّد السجَّانون والسجن واحد ومفتاح بوابة الحريه هو المقاومه...غزه تقاوم العدوان والظلم الصارخ الواقع على هذا الجزء الاصيل من الشعب الفلسطيني...حتما ستكسر غزه اقفال سجن الحصار الطويل..مفتاح اقفال ابواب هذا السجن هو المقاومه..مقاومة مقومات واسباب الظلم..!!
إضافة تعليق جديد