يأتي الضوء من الجهة الأخرى, ويتدحرج باتجاه الأفق الأبيض, متوجاً بألف فكرة وفكرة..
الصمت كبير, وعميق, لا يعرف مدى العمق, والمسافة ميل من النظر, والرؤيا غامضة بين قضبان المدى.
غبار الحيرة بقايا مبعثرة من الأنا الراسمة في الذات
طيور النورس تتكاثر, تتزاوج على حبائل القمر.
السهر مضْنٍ, والتعب مضْن, ولا يعرف الضوء.
الكل طريقه مليء بألف غبار من الألف إلى الياء.
المعنى مبطن بدثائر, وثائقه مخطوطة بذهب العقل.
الحكاية تصغر, والضوء يشق الدرب على أهداب منسية, كرموش الثكلى, المسطّر وراء سراديب البحث, والركض , والحدث.
الحكاية هي نفسها, تتكرر, تعود لتخرج من التشعّب, وتصب من جديد في النهر الكبير.
الفكر متحرك, يخاطب النفس, ويحدد مصير الرحيل والتفكيك الملتف على جدائل البيع.
المرء لغز مجد, وجوده نابع من أسارير الفلسفة, غامض في متاهات الروح, والحياة محطة ثابتة منها وإليها نعود.
الضوء المعنى الصحيح, والأصح لحقيقة الرؤيا وحدها, الرؤيا متعلقة بطعم اللذة, والعمق أحيانا.
حتى المدى يحصرها في دائرة التقلص, ويخطّها على سطور القدر, يحرك فيها سراديب الظلام, ويحاول أن يشق الصمت عبر أشعة ماورائية, متبطنة بطعم العذاب, هي نفسها الرؤيا بالصورة المبعثرة حول بواطن النفس الضائعة في بؤر الحقيقة الملموسة من بين الضباب, حيث الجنة والفردوس, حقيقة كانت أم أسطورة, فإن المرجع ذاته ( التصديق).
في بواطن الدرب تختزن الفكرة, وتدور على ذاتها, ولكن في كل مرة تعود لتنطلق من جديد بصورة أعمق وأحلى من قبل.
لكن الحقيقة نبع لا يذهب خارجاً, إلا إذا بسط الفراغ من داخله, وبين مشوار التفسير وحقيقة التوضيح, كان الإنسان لعبة ملموسة له.
تتباين الحقيقة بنبع بين معلوم أو مجهول, شيء نادر أن تقدر على تحديد المعلوم من المجهول, والأصعب من الصعوبة, أن تفسر المجهول من المعلوم.
طالما الضوء ذاته مشتق من ملموس أيضاً, فلما لانحدد معالم هذا الضوء على شمولية العلم, ومعلوم الشيء مايحدده العلم بقواعد وأسس ثابتة.
وحدها مشاعر الإنسان ليست مادية بل معنوية, لغاية التكهن والخيال, يفصلها عن الحلم شعرة من شعرات الوهم, وتلك نادرة من نوادر الفكر الجاهز.
النسيان لا يحدد مسؤولية المرء تجاه نفسه, بالعكس, فالنسان أمر حقيقي كبواطن النفس, وحركة ديناميكية للفكر والذاكرة.
وطالما الضوء لا يأتي من أي مكان معروف أو مجهول
إذن حقيقة الوجود تبقى اللغز الأساسي لدوران الزمن, وعملية البقاء خلف جدار وهمي يقف الإنسان خلفه.
الوثيقة شيء نادر, الحقيقة شيء نسبي, والمنقول من سلف إلى خلف يبقى متأثراً بالأنا
بينما الضوء يأتي من الجهة الأخرى ليقول: المسير في بواطن الفكر, والفكر سلاح المعرفة, والمعرفة لا تخرج من كنوز القلب إلا كما يستفيض العقل وينير الدرب, وتحتاج بواطن النفس إلى ذاكرة الإدراك
يتأكد الإنسان أن الضوء يأتي من الجهة الأخرى فعلا.
إضافة تعليق جديد