الأستاذ طلعت
جبلة مدينة ظريفة وخفيفة الظل تحب وترحب بكل آت إليها من أية محافظة سورية فيسكن فيها ويعيش أجمل وأمتع أيام حياته ومن لا يصدق منكم فليسأل .
لكن جبلة لا تهضم من يسكن فيها وتصهره ولو بعد قرن من الزمان بل تظل تناديه باسم المنطقة التي جاء منها فهناك في جبلة آل الحلبي والحموي والحمصي والديري والادلبي والريحاوي والجسري الخ من العائلات الكريمة التي لها اليوم أحفاد الأحفاد .
وسأنتقي لكم وأذكركم بشخصية جميلة ظريفة عزيزة على أهالي جبلة الحبيبة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي هي شخصية المدرب وأستاذ الرياضة الشهير المرحوم طلعت العطري الذي جاء من حمص وسكن مع زوجته وبناته (لم يخلف ذكرا رحمه الله) في جبلة وقد استقر به المقام آخر الأمر في بناية الأوقاف قرب ملعب نادي جبلة القديم الترابي في شارع مدرسة الحكمة الخاصة .
وقد اشتهر في حياته بظله الخفيف وحبه لبطنه (كثرة الأكل في الحفلات والعزائم ) رغم حيويته ونشاطه فقد كان مدرسا للتربية البدنية (الرياضة) كما اشتهر بتنظيم المباريات والمهرجانات الرياضية التي تميزت بها جبلة في تلك الفترة .
وكانت المدرسة التي يعلم فيها تسند إليه بالإضافة إلى تدريس الرياضة تدريس مادة الفنون ، ومما اشتهر عنه من مواقف ظريفة في هذا المجال أن زوجته( ربما) اشتكت له مرة من قلة مساحات الإسفنج لمسح المجلى في المطبخ أو جلي الصحون فما كان منه إلا أن أعطى الطلاب واجبا منزليا هو إحضار إسفنج صناعي ملون مع أزرار وخيطان للتدرب على صنع شكل هرة أو أرنب من الإسفنج والخيطان والأزرار واعدا الطالب الذي يتقن ذلك بأعلى درجات النشاط في مادة الفنون فما كان من الطلاب والأهالي إلا أن تفننوا في صناعة الهررة والأرانب لأولادهم وما كان من الأستاذ طلعت إلا أن أخذ كمية كبيرة منها إلى البيت لتستخدمها زوجته في المسح والجلي .
ويقول الذين عاصروا تلك الفترة أن الأمر تطور لديه في فترة من الوقت بأن طلب من الأولاد صنع أشكال فنية من قوالب الصابون البيضاء أو الخضراء من إنتاج آل (المكيس) المحترمين في جبلة والمشهورين وقتها بصنع الصابون ، وهكذا توفر له في البيت ما كان يكفيه من الصابون لسنوات وسنوات .
إضافة تعليق جديد