بداية أود أن أعطي طابع التجرد في وجهة النظر هذه التي سأقدمها بتواضع كبير . الموضوع هو موضوع عفن يدفع على الإعياء نفسيا لأنه سبب نهاية حضارة الشرق و سيكون سبب نهاية حضارة الغرب فلم يدمر روما إلا فلسفتها و لم يبنيها إلاها , إذا القصة صعبة و الأصعب منها هو كيف يمكننا التحدث عنها دون أن نلوث ألسنتنا بتفاصيل قبحها الإجتماعي . إذا أردت أن أتجرد فأنا مقدم على مشكلة عويصة فأنا حقيقة شخص مؤمن بوجود الله فلا يمكنني أن أتحدث عنها كشخص يشك في هذا الطرح و لا يمكنني التحدث عنها كشخص بين الحالتين "و هو الأخطر" .
لذلك ساتجرد قدر الإمكان و أبدا قولي بعبارة بسم الحقيقة نبدأ كلامنا .
في البداية كان اللاوجود " و هذا ليس نفي لوجود الخالق" و بعد ذلك وجد الإنسان , فرضت حالة الخلق جنسين , ذكر و أنثى فقسم الوجود إلى طائفتين القوي و الضعيف و مع التطور البشري و قبل وجود الأديان و الدول و الأحزاب و حتى اللغة وجد حالة المسيطر و المسيطر عليه بالطبيعة فكانت الحيوانات المفترسة تحد من قدرة الإنسان على الحركة و مع الزمن استغل الإنسان العقل للسيطرة و ألغى طوائف المخلوقات الأخرى و سيطر على الأرض بمعظم أرجائها و الآن لم يبقى للحيوانات إلا ما يريده الإنسان أن يبقى . القوي هزم الضعيف و الرجل سيطر على الجنس البشري . قد نسال أنفسنا ما كان الداعي لهذه الإبادة التي مارسها الإنسان بحق الحيوان و عمليات التدجين -" و ما أشبهها بتدجين الأديان اليوم في الغرب الرأسمالي – و أنا لست ضد و لا مع الرأسمالية " – عمليات التدجين التي ألغى فيها الإنسان حرية الحيوان و قسمه إلى نوعين و سمى الأول أليف ؟؟؟ و الثاني مفترس أو متوحش ؟؟؟ و من هنا تبدأ عملية التضليل العقلي التي تحدث عنها برناردشو و قلة هم من فهموه عندما قال " عندما يقتل الإنسان نمرا نسميها رياضة و عندما يقتل النمر إنسانا نسميها وحشية ."
أن أول ما تعتمد عليه عملية الفصل و الطائفية هي التضليل العقلي و فرض المنطق و القوة بأشكالها المتعددة . بوش قال " من ليس معي فهو ضدي " و هنا حدد خصمه بأنه طائفة من الناس ليست توافقه الرأي و ما أشبه ذلك بعالم الحيوان .
للطائفية أشكال و ألوان عديدة و بعضها يلغي البعض الآخر
الأغنياء و الفقراء
الأقوياء و الضعفاء
البيض و السود
المسيحيون و المسلمون و اليهود
الديانات الوضعية و الديانات السماوية
محبي الشقر و محبي السمر
الفيروزيون و الأم كلثوميون و مستمعي الموسيقى الكلاسيكية فقط .
الأكراد و العرب و العجم و الروم و الوسكي ...........
إذا كنت شيعيا تريد الزواج بسنية أو العكس فهذا شبه مستحيل و لكن لو أن أبويكما وزيرين في حكومة شرق أوسطية تدعي العلمانية فإن الطائفية الدينية تلتغي بحكم قوة سيطرة الطائفية المالية و يتزوج السني و الشيعية و لا إشكال و يأتي نفس المشائخ الذين حرموا هذا الزواج عند الفقراء و يلقون في حفل الزفاف خطب رنانة في التآخي و التسامح "الذي هو الحقيقة التي جعلوها كذبة ليسيطروا و احتكروها"
و مثال على ذلك أصعب من السنة و الشيعة لأن هذين أبناء دين واحد و شهادة واحدة الأصعب هو زواج نائلة التويني من مالك مكتبي و هي الناجحة عن المقعد المسيحي الأرثوذكس و هو الشيعي ابن الشيعي ؟؟؟؟؟؟ ترى هل كانت ستنجح و تنتخب لو تزوجت قبل الإنتخابات لو أن الإنتخابات حرة في اي بلد شرق أوسطي ؟؟؟؟؟
إذا الطائفية تلغيها طائفية أقوى منها و لكن السؤال الذي قد يخطر في بالنا هنا .
هل الطائفية وهم أم حقيقة ؟ و هل الوهم حقيقة أم وهم ؟؟؟
لأن الطائفية الدينية هي أهم أشكال الطائفية سأخصها بالشرح . عند بداية الحديث ذكرت ثلاثة أنواع للناس مؤمنين عارفين بما يؤمنون دينيا و أناس غير مؤمنين و غير آبهين بهذه الخرافات "حسب اعتقادهم " و هذين النوعين هم الأقل خطرا
أما النوع الثالث فهم الأخطر و هو وقود العفن الطائفي هم الرعاع السائرين لا يعلمون لا من أين و لا إلى أين ولدوا هكذا و سيموتون هكذا و كما كان آباؤهم سيكونون , أبناء العرف و المنهج التقليدي الأعمى , هذا لا ينفي الخطورة عن النوعين الأولين و لكنهما أقل خطرا قولا واحدا إلا في الطوائف التي تحل دم الآخرين كالنازية مثلا فهذه الطوائف بالكامل خطر على العرق البشري إلا التي تغير منهجها مع مرور الزمن مثل الشيوعية التي تغيرت كثيرا في آخر عشرين سنة و صارت أكثر قبولا لعدة أسباب منها ظهور حقيقة الرأسمالية الوسخة و توضيح فكرة أن الشيوعية لا تحرم الدين كما كان معتقدا بل هي فكرة سوفييتية و ليست شيوعية لأن الشيوعيون لم يحسموا أمر الله و للاسف تجد في الشيوعية أنفسهم حالة من رفض الله ظنا من رعاعهم أنها فكرة برجوازية رأسمالية للسيطرة على الشعوب .
إذا نقف عند جرف خطير و طائفتين نهائيتين :
الأولى : من يسمح للآخر بالوجود و لها قوانينها كأن تنتهي حريتي عند بداية حرية الآخر
و الثانية : لا يمكن وجود الآخر لأنني أنا الحقيقة و أحتكر الحقيقة و كلكم أقل مني كالتلموديين و هؤلاء لا يمكن السماح لهم بالبقاء لأنهم لغم جاهز لينفجر و يدمر البشرية باية لحظة مثل النازية و سواها .
أرجو أن أكون قد وفقت في طرح وجهة نظري المتواضعة مع العلم أن الطائفية في النهاية هي كل تمايز بين مجموعتين من البشر و التمايز غنى إذا عرفنا أن نتعايش مع حقيقة الللحن الوجودي الجميل فكل ما في الكون خلق ليتناغم و يسعى نحو الكمال و الجمال المطلق . و في هذا تكمن الحقيقة المطلقة حقيقة الواحد من الكل و الكل من الواحد .
إضافة تعليق جديد