درس الأستاذ جابر صابور- على ما روته لنا سابقا أخته زوجة الأستاذالياس عبيد - في دار المعلمين في حلب وكان ينتمي الى الفصائل الأولى التي كونت حزب البعث العربي وكان من رفاقه في الدراسة الدكتور زهير مشارقة ووهيب طنوس ومما يرويه عن تلك الفترة أن الصراع بين البعث والشيوعيين وبدايات الأخوان المسلمين كان قد انتقل الى داخل دار المعلمين فحدثت مشاجرات بين الطلاب وكان وهيب طنوس شابا وديعا جميلا مما جعله هدفا للمتشاجرين وأنه أي المرحوم جابر كان يجعله يختبئ خلف ظهره تجنبا للضربات ويدافع عنه بكلتا يديه .
ومن النهفات التي يرويها عن تلك الفترة أنه بعد التخرج قد عين هو وزهير مشارقة في قرية نائية من قرى المنطقة الشرقية من سوريا وكانا يعلمان مدرسة بأكملها من الصف الأول حتى السادس في ظروف قاسية جدا وذات يوم جاء على بالهما أن يأكلا دجاجة فاشتريا واحدة وقاما بسلقهاونتف ريشها ثم وضعاها في وعاء فوق
(بابور الكاز)مع الماء وكانا يتناوبان عليها حتى تستوي ويدقان البابور كلما وهنت ناره ثم يزيدان الماء الذي كان ينشف في الوعاء وقد استمر ذلك من الحصة الثانيةحتى انصراف الطلاب فما كان من احدهما الا أن اقترح على الآخر أن يضعا فوق الماء مادة
(الكربونات)لعلها تساهم في استواء لحم الدجاجة دون جدوى .
وبعد اليأس أنزلاها وحاولا اكلها فكانت كالنايلون المقوى تمط ويصعب تمزيقها عندها اكتشفا أنها كانت دجاجة (فطيس) ميتة دون أن تذبح- وتذكرا أنه لم تكن على رقبتها علامة الذبح أو قطرات من دم - فرميا بها واكتفيابقلي عدة بيضات مع قليل من السمن العربي الذي كان يحضره الطلاب آنذاك للمدرس في تلك القرى النائية .
إضافة تعليق جديد