ونحن أنصار ثورة الأرز في ما تبقى من بلاد الشام , نعلن تأييدنا وشكرنا وامتناننا لهذة الثورة المظفرة
وذلك للأسباب التي سنوردها في هذا البيان ..
وباعتبار أن بلادنا لم يعد فيها أرز ,ولا صنوبر وما شابه ..باعتبارها أشجار برية غير مثمرة فقد تم قلعها
وحرقها وذلك عبر سلسلة طويلة متصلة, بدءا من الأتراك الذين لم يبقوا عرقا
أخضرا أو يابس ,الى الاقطاع والبورجوازية الوطنية وذلك لانتاج الفحم من أجل المشاريع السياحية العظيمة التي تدار بالفحم للشواءوالأراكيل .
وصولا إلى المتنفذين الجددالذين ملأوا أرض الوطن بالبساتين المثمرة عوضا عن هذة الأشجار التي لا تضر ولا تنفع وذلك عملا بقول المغني وشاعر العتابا :
شجرة الما فيها ثمر وفيي اقلعوها وريحوا منها التراب.
فسوف نبحث عما تبقى من أشجار برية لدينا ..لتسمية حركتنا ..
أيها الأحبة :
نؤيدكم ونشكركم ..ونشد على أياديكم ..
صحيح أننا وقعنا في لبس عندما ناقشنا أهداف ثورتكم المظفرة ..فقلنا للناس بادىء الأمر :
هي للتخلص من الوصاية و الاحتلال ..لكننا تذكرنا أن هؤلاء الأوصياء والمحتلين عندما دخلوا للبلاد لم يكن هناك من دولة أو شبه دولة بل دولات ودويلات ومشاريع حسم وتصفية وقتل في الشارع على الطائفة ,
وخرجوا من البلاد وسلّموكم دولة بجيش يعد 60 ألفا وقوى أمن داخلي تعد18 ألف ..محرر من الاحتلال الاسرائيلي , وبلد ينمو صحيح أنه يحبو
لكن الدور عليكم ..لديكم على الأقل دولة متماسكة فابنوها .
على الرغم من أنهم قد وقعوا في سبيل ذلك بأخطاء قد تكون كارثية في بعض جوانبها ..
لكنهم لم يخرجوا معهم حبة تراب من أرضكم ..ولم يسرقوا بترولكم ..ولم يحرقوا شجركم ..
بل إن المصارف قد انتعشت بأموال التجار الهاربة من التأميم وأموال المسؤولين الهاربة من العيون ..وإلا كيف نفسر وجود هذة الفروع الكثيرة للبنوك في بلدة صغيرة مثل شتورة مثلا...
وصحيح أننا نعتب عليكم ..
لأنكم لم تأتوا بزعيم واحد في قيادة الثورة غير ملوث ..
باستثناء عون والذي تم استبعاده لاحقا ,قد تقولون أنه يسأل عن الضحايا الألف والجرحى الألفين الذين سقطوافي شهر واحد بعد حرب 31 كانون الثاني عام 1990 ..
لكنه كان على الأقل ثابتا في موقفه إضافة لخلو سجلة من قضايا الفساد.
فأمين الجميل بطل فضيحة صفقة الحوامات ,وانهيار الليرة ,واتفاق 17 أيار تبع السيادة.
ووليد جنبلاط بطل المجازر في حرب الجبل باعترافه هو , وحصار دير القمر لأكثر من أربعين يوما وكان من بينهم حينئذ سمير جعجع , وأموال صندوق المهجرين .
وسمير جعجع الذي قام باكثر الحروب دموية في تاريخ الطائفة المارونية وضدها من مجزرة اهدن التي أبعدت مسيحيي الشمال , إلى انقلابه على القيادة الكتائبية عام 1985 إلى انقلابه على حبيقة عام 1986 إلى انقلابه على عون عام 1990 وما رافقها وتخللها من تصفية للخصوم وأبرزهم رشيد كرامي.
وللأسف البقية ..ليسوا على هذا القدر لكي نذكر تاريخهم ..
ألم تجدوا من بين آلاف الشباب والشابات الذين اندفعوا لساحة 14 آذار الا الشابة المتجددة نايلة معوض والشاب التائب الياس عطا الله والذي ربما لا يعرف الشارع والحي الذي انتخبه في طرابلس وهو ليس من طرابلس على أي حال. والشاب وائل أبو فاعور والذي كان والده مترجما للحاكم العسكري الإسرائيلي في حاصبيا إبان الإحتلال الإسرائيلي .
ثم بالله عليكم أيها الأحبة
كيف لنا أن نقنع الناس هنا أن هدف الثورة هو الحقيقة ونحن نرى كيف تم إخراج قاتل رئيس وزراء لبنان من السجن وتلميعه وتشحيمه , أهناك رئيس وزراء غلبان وهنا رئيس وزراء شبعان.
وكيف لنا أن نقنع الناس بأنكم تؤمنون بلبنان وطنا نهائيا ..ونحن نرى كل طائفة لها منطقتها التي تحرم على الآخرين وكل زعيم يحمي نفسه بأبناء طائفته ولا يقبل حتى بحماية الأمن اللبناني.
وأي إيمان بهذا اللبنان الذي يطفش قادة انتفاضته ويقودون الأحداث بالريموت من عواصم العالم ومن الطائرات الخاصة ..ولنا ولكم بياسر عرفات عبرة ..فقد حوصر في غرفة وتم قتل حراسة وصمد,ماحيا أخطاءه السابقة ..إلى أن تخلصوا منه بالسم وهذا مازاده اعتبارا وأصبح رمزا للشعب المكافح.
نقول صحيح كل ذلك ,لكننا نؤيدكم ونشكركم ..
فقد عرفنا أخيرا مرارة عدم وجود إعلام وطني جيد كفوء ومنافس.
وعجز المؤسسات التي تسنمها جهلة أفرغوا مستودعاتها في مزارعهم .
وعرفنا المدى الذي وصل إليه الفساد في تخريب البلد وإرجاعه الى الوراء وأن مجاملة حماته وإرضائهم يؤدي لكوارث على المدى البعيد-خدام مثالا.
وعرفنا الآثار المدمرة التي نتجت عن تخريب التعليم وتسخيف العلم بدءا من المدرسة الابتدائيه..
وعرفنا أننا خرّبنا الزراعة وهي التي أطعمتنا وقت الجوع
وخرّبنا ورش القطن وهي التي كستنا وقت البرد
وخرّبنا وشوّهنا مدننا وقرانا وهي آوتنا وقت الحصارات..
عشنا عقودا ..نعرف عن لبنان أكثر مما نعرف عن بلدنا ..نتابع أصغر تصريح لرئيس بلدية ..وأصغر احتجاج في آخر زقاق من بيروت .
نعرف أسماء المسؤولين والوزراء حتى رؤساء البلديات ..بينما بالكاد نتذكر اسم وزيرنا المختص
غفلنا عن الكوارث التي كانت تتدحرج من كل حدب علينا ,ونحن نراقب ما يجري عندكم..
ورأينا الرحابنة يأخذون التراث السوري العظيم بدءا من غزيّل ويا مايلة وبنت المعاون ..وصولا إلى زيّنوا الساحة ..ويطوّروه ويصلوا به إلى العالمية ..بينما نحن أصدرنا أمرا إداريا ..
بتأميم الدبكة وحصرها بالمغفورة فرقة أمية ثم بفرقة الرقة للفنون الشعبية ..وباعتبار أبو الزلف والغزيّل وأبو الهيبا من المعارضه ..والزجل والعتابا تراثا وثنيا وأفكارا هدّامة..والسينما بدعة غربية تسمم أفكار الشباب النظيفة جدا.
نشكركم...
ونشد على أياديكم ..سيروا إلى الأمام ,وعلى بركة فيلتمان وتوبيخات وولش .
ولكن لنا طلب صغير ..
اذا عادت لا قدر الله أموركم إلى التعقيد أو عدتم إلى الاقتتال من جديد ,لنا رجاء أن لا تطلبوا التدخل .
اتركوا لنا القليل من الوقت المهدور لكي نلتفت لأنفسنا
وذلك كي تتاح لنا فرصة للإفلات من الخراب القادم نحو هذا الشرق.
التوقيع
أنصار ثورة الأرز في ما تبقى من بلاد الشام
أعضاء المجلس الوطني (المؤقت) لقيادة ثورة البلوط .