الأخ غيفارا
أحببت ان أعود الى تعليقك , واسمك الحركي كما كان الأخوة في المقاومة الفلسطينية او الأحزاب اليسارية يدعون بعضهم , ذكرني بأيام الجامعة في ثمانينات القرن الماضي كان جل يومنا وليلنا يدور حول الوقوف في وجه العم سام الذي سيأتي بكل شرور العالم الينا (المجتمع الاستهلاكي., والطائفية , والتفرقة , ونهب الثروات والهمبرغر والكولا) وغيرها مما اراها امامي اليوم , هذا العم الذي ارتضيناه مرغمين لقلة ذات اليد في مقاومته , دخل الينا من نوافذ الدين المزيف والتاريخ المصادر بعملية تشبه الاصلاح الزراعي عندنا ولكن بطريق معكوس والجغرافيا التي مطت فيها الخرائط وشدت حتى اصبحت الدائرة فيها قطع نقص والناقص اصبح معدوم والمربع شبه منحرف او منحرف كامل .
لماذا هذه المقدمة الطويلة ؟
لأصل الى النتيجة القصيرة التالية :
اذا لم نحرر معتقداتنا وتاريخنا وجغرافيتنا ممن صادرها وشوهها عامدا او ناقلا وهو يدري او لايدري فليس لنا قائمة تقوم كأمة في هذا العالم , ياأخي الى هذه اللحظة ليس هناك دواء لمن توقف قلبه وعقله الا الصدمة الكهربائية , وهذه الصدمة حتى تفعل فعلها يجب ان يصل تأثير الجهد فيها الى مركز الدماغ وفؤاد القلب , فاما ان يعود للحياة او يموت غير ماسوف عليه , والصدم بالكهرباء مغامرة محفوفة بالمخاطر ولكن الوضع الحالي اصبح يستدعي ذلك لأن العقل والقلب توقفا في هذه الامة , الاترى ان الاطفال يموتون كل يوم جوعى من مشرق الارض العربية الى مغربها الا يعرف كل عاقل وحتى كل غير عاقل من وراء ذلك , بالمقابل الا يوجه كل عاقل وغير عاقل اصبع الاتهام في الاتجاه الخاطئ .
يجب تحرير ذلك , ومن ثم نجمع كل هذه النصوص على طاولة التشريح ونختار منها ما يساعدنا للدخول في مستقبل هذا العالم .
واليك مثال :
سالت احد مشائخ العصر والاوان في هذه البلاد الطيبة منذ 5 سنوات السؤال التالي :
صلاة الجمعة بحسب ادق الروايات فرضت في السنة الثانية للهجرة , ولأن الرسول (ص) بقي مايقارب 11 سنة في المدينة اي ان هناك على الاقل 9 سنوات صلى بها الرسول الكريم بالناس واذا حسبنا لكل سنة 52 جمعة فان عدد صلوات الجمعة على اقل تقدير 450 صلاة , واذا كان الرسول (ص)اعطى من وقته ربع ساعة لخطبة الجمعة واذا كان الانسان العادي يقرا 4 صفحات في هذه الربع ساعة , فانه يتجمع لدينا مايقارب 1600 صفحة وهذا في اقل التقديرات من هذه الخطب والتي يفترض انها هي التي تنظم حياة ذلك المجتمع في المدينة , فاين هذا التراث واين هذه السنة .
والى الان يااخي انتظر جوابه , الغريب ان في الصحيحين مايعلمنا كيف نغتسل وكيف نقوم ونمشي ونسلم على من في الطريق , وليس فيها خطب الرسول (ص)
من صادر هذا التراث ومن غيب عن عقولنا وجوده اصلا؟
الى ان نحرر هذه المسألة الهامة والبسيطة في آن معا , ستجد من عوائق التاريخ والجغرافيا مايدمي قدميك وعقلك وقلبك ومن ينظر في سؤالك نظرة الشاك المستريب اذا عرف انك من مخالفيه .
والسلام ختام
إضافة تعليق جديد