آخر الأخبار

من بدأ التحنيط أولاً السوريون أم الفراعنة؟

شهد عام 2006 اكتشافات أثرية هامة في سوريا قد تعيد حسابات المؤرخين بشأن بعض المسلمات التاريخية المتعلقة بتاريخ التحنيط وطرق العبادة والاستقرار عند الإنسان القديم.

ويؤكّد الدكتور بسام جاموس المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا أن البعثة الأثرية السورية-الفرنسية عثرت في موقع تل أسود بريف دمشق على قرية نموذجية مبنية من الطين والحجر المدكوك تعود للألف السابع قبل الميلاد.

ويشير جاموس إلى أن البعثة عثرت في هذه القرية على مجموعة من الجماجم مفصولة عن الجسد ومطلية بالجص واللون الأحمر ما يدل على عبادة الأجداد في هذه الفترة.

ويضيف نلاحظ من خلال الصور التي التقطناها للجماجم أنها تكاد تنطق وهناك جمجمتان تشبهان لوحة الجوكندا من حيث تعابير الوجه، وهذا يدل على بدايات التحنيط، وسنرسل جمجمة إلى المخابر الفرنسية لدراستها والتأكد من هذا الأمر .

من جانب آخر عثرت بعثة سورية-فرنسية أخرى في موقع جعدة المغامرة على الضفة اليمنى لنهر الفرات الأوسط على قرية نموذجية تعود إلى الألف التاسع قبل الميلاد وقد نحتت منازلها الطينية على شكل رأس ثور ملون بالأحمر والأسود والأبيض ما يدل على أن عبادة الثور انتشرت في تلك الفترة بحسب الدكتور جاموس.

ويؤكد جاموس أن الاكتشاف الأهم في هذا الموقع هو تمثال للربة عشتار مصنوع مادة الجص، وهذا يؤكد أن عبادة عشتار مورست منذ الألف التاسع قبل الميلاد بعكس الفرضية التي تقول أنها انتشرت في الألف الثالث. ويلفت جاموس إلى أن البعثة السورية-اليابانية عثرت في السنوات الأخيرة في كهف الديدرية في عفرين شمال سوريا على هيكل عظمي لإنسان يندرتل عمره 80 ألف سنة، مشيرا إلى أن الهيكل لطفل وهو الأكمل من نوعه في العالم.

ويقول جاموس إن هذا الاكتشاف والاكتشافات السابقة تؤكد بأن أقدم إنسان خارج القارة الإفريقية يدعى الهومو أرنتوس منتصب القامة قدم إلينا من إفريقيا منذ مليون عام واستوطن على ضفاف الأنهار وفي البادية التدمرية .

ويدلل على ذلك بالفؤوس الضخمة المكتشفة في قرية ستمرخو الساحلية (17كم شمال مدينة اللاذقية) التي تعتبر أقدم مكان سكنه الإنسان بعد إفريقيا.
وكانت بعثة سورية-سويسرية عثرت في موقع الهمل في صحراء تدمر على بقايا عظام جمل عملاق يبلغ حجمه ضعفي الجمل الحالي ويعتقد بأنه الجد الأكبر له.

ويؤكد الباحث السويسري لونتوستري بعد مجموعة من دراسات المقارنة التي أجراها في مخابر سويسرا على عظام الجمل المكتشف أن بدايات ظهور الجمل كانت في سوريا منذ 100 ألف عام.

من جانب آخر يوضح جاموس أن عدد البعثات الأثرية العاملة في سوريا يبلغ حوالي 137 بعثة سورية وأجنبية ومشتركة مختصة في مجال التنقيب والمسح الأثري والترميم، مشيرا إلى أن فترة العمل تمتد بين فصلي الربيع والخريف.

ويؤكد جاموس أن سوريا في مقدمة بلدان العالم من حيث الآثار، حيث تحوي الآن أكثر من 10 آلاف موقع أثري، مشيرا إلى أن الآثار المكتشفة تشكل حوالي 10 بالمئة فقط من مجموع الآثار السورية الدفينة.

ويعترف جاموس بوجود بعض عمليات تهريب الآثار السورية إلى الخارج، مشيرا في الوقت ذاته إلى استعادة 9 آلاف رقيم مسماري من متاحف فرنسا بالتعاون مع عالم اللغويات الفرنسي جان ماري توران.

ميدل ايست