ان هذه القضية هي واحدة من قضيتين لطالما ترددت في إقامتهما لان موضوعهما فتت فؤادي وكان لابد لي أن أستجمع شتات نفسي وقلبي لان لي حق فرضه الله عز و جل و لا يحق لأحد ان يسلبني إياه ,و {لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق }و ما يفرضه الله عز و علا لا يحق لأحد أن يعارض مشيئته و يتحدى شرعه لمجرد هوى في النفس أو إضلال من أصحاب المصلحة المستفيدين من منع شرع الله
عندما كنت صغيرة كانت والدتي تدرس شقيقي الأصغر درسا من دروسه المدرسية وكان الموضوع الأمومة , وروت له قصة بجعة: كانت تبحث عن طعام لصغارها, بحثت طويلا ولم تجد لهم أي طعام وكان الجوع قد أكل من صغارها كل مأكل , وكانوا يستغيثون بها من الجوع,
فما كان من البجعة الأم إلا أن أبعدت جناحيها وكشفت عن صدرها و تقدمت من صغارها معلنة لهم عن وجبة شهية أتت بها لهم. إنها لحمها........ فبدأ الصغار الذين أضناهم الجوع ينقرون غذائهم من جسد أمهم المتألم الذي كان يتفتت وينزف دما ,ولكن البجعة سعيدة أنها وجدت لصغارها الطعام ولا بأس أن يكون هذا الطعام هو لحمها فهي أم.
أبكتني هذه القصة أياما و أيام و أنا البنت المتعلقة بوالدتها تعلق هذه البجعة بأولادها تعلقا كان يقض مضجعي كلما غربت الشمس معلنة بداية مساء سأفقد فيه أمي لأني أجبر أن أغمض عيني و أنام, و أنا أخشى أن افتقدها حتى ولو لمجرد ساعات النوم.
الأشهر التسع حملتني
وقاست الأمرين حتى وضعتني
و لأشهر عدة أرضعتني
و رائي ركضت و أمامي انحنت
وعلى المشي ,
خطوة, خطوة دربتني
ثم النطق علمتني
والقلم بيمني أمسكتني
أرضي هي ,ففيها تكونت
وحياتي من خلالها نظرت
امتناني بكل نفس شهقت
000
وهبتني عمري و سلبت
بيديها000 روحي مزقت
رأسا على عقب حياتي قلبت
صور عمري في كل دمعة جرت
وقفت لها فلابد أنك يا رب غفرت
فما ذنبي إلا أن الحق ناصرت
معايير, مفاهيم, أسس, لديها اختلفت
لا أعلم الأيام أي كائن صنعت...!
أحزان تراكمت, آلام تنوعت, مر أضفت
بجوارحي كلها أحببت
وبقلبي مزجت
أمي ......مازالت.
فوجئت بعد مدة من وفاة والدي رحمه الله إذ اكتشفت فيما اكتشفت من مستندات تثبت سعي أفراد أسرتي لحرماني من حقوقي الشرعية والقانونية لتركة والدي المرحوم محمد مطيع حمور (الذي لا يخفى على القاصي والداني ثرائه) فقد اكتشفت قيام والدتي في اليوم التالي لوفاة والدي صبيحة يوم تشييعه و أثناء التحضير لمراسم التشييع, بسحب مبلغ قرابة العشرين مليون ليرة سورية أي ما يقارب النصف مليون دولار من حساب مشترك بين والدي و والدتي (وهذه واحدة من العمليات التي طالت ما تبقى من أموال في حسابات والدي المرحوم حيث تم تفريغ حساباته أثناء حياته وبقيت بضع ملايين في بعض الحسابات فسارع أفراد أسرتي لتفريغ هذه الحسابات كاملة تالي يوم الوفاة من جميع فروع المصرف التجاري السوري ومن بنك بيروت و البلاد العربية فرع شتورا, في عملية منظمة غير عابئين بجثمان والدي البارد المسجى على فراشه وقد حرصوا على عدم إعلامي بالوفاة/ مستفيدين من انشغالي بمولودتي التي ولدت قبل أيام قليلة/ و الذي لولا صديقة رأفت بحالي و تعلم ما كان من منع أفراد اسرتي لي لمدة عامين من رؤية والدي وكان لا يروي شوقي إلا أحاديث هاتفية مقتضبة000! فبعد أعوام من الإبعاد لم تسنح لي رؤية والدي الا جثة هامدة باردة )
و قد تقدم محاميي السابق بكتاب إلى والدتي يطالبها برد المبلغ بحسب ما ينص عليه الشرع والقانون لأن الأموال المودعة في حساب مشترك تجمد بعد وفاة أحد الشريكين ويتم قسمتها مناصفة ويحصل الورثة على حقوقهم من التركة و قد استغرب محاميي من قيام والدتي بسحب الأموال فيما كان والدي مسجى على فراش الموت في انتظار تشييعه فما كان من محامي أشقائي الا ان رد علي بكتاب يتهمني فيه بقلة الادب لاني أطالب بحقي من تركة والدي واخذ يقرعني ويتهمني بقلة الدين لأني أطالب بحقوقي (وهل قلة الدين إلا ان يفرط المرء بشرع الله ويتحدى شرعه الحنيف وان تقوم الام بعكس ما تفرضه الفطرة والشريعة..؟){وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما}العنكبوت آية29
فليس في دين الله طاعة لأي مخلوق في ما هو معصية لله عز وجل 0
وقد تطاول محامي والدتي على سمعة والدي المرحوم و وصفه بأوصاف لا تليق ,و إزاء هذا الإصرار من والدتي على منعي ما فرضه الله عز وجل في شرعه من ميراث, تقدمت بدعوى إلى القضاء وتم تعيين محكمة بداية الجزاء الحادية عشر بدمشق و كانت محاكمة عاجلة عاجلة عاجلة فقد اكتفت القاضية بجلسة واحدة شبه فعلية و اكتفت بأقوال المدعى عليها و.........التي نفت أن يكون والدي المرحوم يملك أي مال ولكن بلحظة واحدة أصبحت والدتي واحدة من تجار البناء والأموال كل الأموال هي أموالها الخاصة وقد احتاجت يومها هذا المبلغ التافه (نصف مليون دولار )لأعمالها ,ولم تكن تعرف بوفاة والدي (رغم أن كل أهالي دمشق و ما حولها كانوا يعلمون بالوفاة و يتهيئون للتشييع وكان منزل والدي الفسيح في سهل الزبداني حيث قضى آخر سني حياته, يعج بالمعزين منذ ساعات الصباح الباكر و لكن والدتي لم ترَ كل ذلك وخرجت لتجارتها المزعومة )0
بتاريخ13/من شهر الخريف والرابع بعد الألفية الثانية الجلسة الأولى تم الادعاء ان والدتي ناديا قباني قد حضرت ولكن لم يتمكن أحد من طرفنا ولا محاميي من رؤيتها0
بتاريخ19/منه/تعقد الجلسة الثانية بدون حضور المدعى عليها بحسب ما يوجبه القانون السوري (ربما لأنها لا يليق بمقامها الحضور في حين أنه يتوجب علي أنا أن أتنقل بين مكاتب ومؤسسات الدولة وأنا منهكة من ولادتي وعلى صدري رضيعتي, بحثا عن حقوقي المنهوبة)
بتاريخ10/خريف الأول/الجلسة الثالثة يطلب محاميي وقتها استدعاء الشهود ولم تحضر المدعى عليها للأسباب أعلاه
بتاريخ 24/يصدر الحكم /على ضوء روح القانون/ بسقوط كل حقوقي بعد أن رفضت القاضية استدعاء الشهود واستندت إلى الشيك موضوع الدعوى فاعتبرته دليل براءة بحسب ما ينص عليه روح القانون ولا يهم أي روح أخرى (ويا روحي ما بعدك روح)ولاحظ معي نص الحكم (وحيث أن ما لهذه المحكمة من سلطة و صلاحية في تقييم الوقائع و تكييفها و استخلاص ما يمكن استخلاصه على ضوء روح القانون)أي ان للمحكمة بحسب أقوال السيدة القاضية: السلطة لتكييف الوقائع بحسب ما يتناسب مع المصلحة بغض النظر عن الحق البين000و يبدو أن يومها كانت الكهرباء مقطوعة وكان القانون قد أزهقت روحه تماما و حُرِقَت فلم يبق لسراج القانون أي زيت ليضيء.
أما وثيقة شهادة الوفاة التي اعتمدتها المحكمة فقد بينا للمحكمة أنها غير مستكملة لشروطها القانونية بسبب إغفال بنود يوجب القانون ذكرها و كذب بيانات وردت فيها لكن ...(وقضية شهادة الوفاة هي قضية أخرى سيأتي شرحها بسرد مفصل لأنها تتحدث إلى جانب القضاء عن حال الطب والأمانة الطبية التي تسمح لطبيب أن يصدر شهادة وفاة دون معاينة المتوفي, والقضاء يستشعر الحرج من النظر في هذه القضية أيضا)
ملاحظة لا بد منها:
-جميع هذة الأحداث والتي صيغت بطريقة أدبية مستوحاة من مسرحية بياعة البندورة..وإن حدث تشابه في أحداث معاصرة تجري الآن فهو من باب المصادفة.