منذ اكثر من ثلاثة اشهر وهناك فى الكواليس الاعلامية فى لندن ؛ اخبار وتسريبات واقاويل عن ضغينة يكنها السفير السورى بلندن بحق الدكتور يحيى العريضى مدير المركز الاعلامى السورى ؛ؤوصلت إلى حد الغيرة ونصب المكائد للايقاع به ؛ وهو بعد يكاد يكمل عامه الاول فى مهمة استثنائية شاقة ؛ تتعلق بفتح وادراة مركز إعلامى اعلامى سورى بلندن؛ اهم العواصم العالمية فى دنيا الاعلام والصحافة والسياسة والاقتصاد.
قد كان تعيين الدكتور العريضى مديرا للمركز الاعلامى بلندن ؛ والاول من نوعه فى اوربا ؛ المرة الاولى التى يتم فيها تعيين الرجل المنا سب فى المكان المناسب
وكان المركز يعمل تحت ظل الميزانية المحدودة بكفاءات اعلامية مشهود لها بالكفاءة المهنية ؛ لو لا ان الذهنية البعثية المتحجرة ادت إلى عرقلة مسيرة المركز عن سؤء قصد وإخفاء منجزاته التى يدور همس فى اوساط لندن الاعلامية بإنها سوف تقدم إلى الصحافة فى وقت لاحق ؛
وكان يمكن لدمشق التحقق منها بإرسال وفد للتدقيق بمقابلة الموظفين بالمركز بدلا من إرسال وفدين خلال عام واحد للتدقيق فى الصرف المالى وحصر اجهزة الكمبيوتر والكراسى والمناضد .
وتتناقل مجالس الاعلاميين بلندن الذين اكدوا لى انهم يتصلون بالمركز للوقوف على وجهة نظر العريضى ؛ الذى يبدو انه استجاب عن طيب خاطر للنزول إلى الشام ؛ لو يجد فيها آذانا صاغية ةبعد ان حبك المتآمرين سيناريو إطاحته ليفتحوا الطريق لمتجر جديد اومفسد يسرف فى بذل الهدايا إلى دوائر مرجعية بدمشق ربما
وتتناقل الدوائر اللندنية ايضا ان السفير السورى بلندن اراد وضع المركز تحت سيطرته وضبطة ربما لانه لم تسلط عليه الاضواء مثلما سلطت على زميله العريضى ؛ حيث اكدت مصادر انه صرح بانه يريد تعيين شخصية سورية مقيمة بلندن لا صلة لها بالاعلام البتة ؛ غير ولائها له شخصيا .
ولكن بصراحة لم نكن كأعلاميين نأخذ بعين ا لاعتبار كل ما يشاع ؛ نظرا لرؤيتنا عن كثب ان هناك انجازات وخدمات قد قدمها المركز الاعلامى فى تطوير الاسلوب الاعلامى والبروز الذى لا يكاد حتى المعارضين يغارون منه ؛ لانهم ربما استكثروا على النظام ان ينجح فى ابتعاث شخص متقحم وجرىء مث ل العريضى الذى نال احترامنا ونحن معارضين لنظامه ومشفقين عليه من حرية التعاطى مع القضايا السورية التى لا تحتملها الذهنية البعثية القمعية ؟
ومن وجهة نظرنا كمراقبين للوضع والاعلام السوريين كنا نرى ان الدكتور العريضى قد وفق بجهد جهيد فى إ ختراق آفاق كثيرة على الصعيد الصحفى والاعلامى وفى وقت وجيز .
إضافة إلى حضوره فى اكثر من مناسبة ومحاضرة جامعية كانت غايته البحتة منها خدمة سورية وتسويق صورتها الاعلامية بالخارج التى خضعت لزمن طويل لتراكمات النمطية المسيئة للهوية السورية والساعية لإ ختزالها سياسيا .
وقد كنا نختلف مع العريضى فى كثرة مبالغته بمدحه للرئيس الجتور بشار الاسد ؛ الذى بدأ ت الصحف البريطانية تتناول قيادته ودورة بكثير من الايجابية بعد نجاحه فى تطويق الازمة العاصفة التى جاءت بعد مقتل الحريرى ؛ .
ولقد لاحظت ان الاسد تحدث لاول مرة لقناة سكاى البريطانية وهو الذى ظل صامتا سنوات دون ان تطل صورته عبر الفضائيات البريطانية ذات الشان الخطير .
ولم يتم ذلك إلا بعد إفتتاح المركز .
وتمكنت وفود اعلامية بريطانية رفيعة من زيارة سوريا إبان فترة إفتتاح المركز حسب ما تشير دوائر رصدنا . وبدأت اسرائيل فى تكليف شركة دعاية إعلامية بتحسين صورتها بمئات الملايين .
وكثيرا ماكان ا لعريضى بطيبة خاطره التى عرفتها عنه يؤكد بإن الاسد الابن يحمل فكرا منفتحا غايته المثلى نقل سوريا إلى بر الامان .
ولكن الاعلام الغربى يقول بإنه محاصر عن طريق قدامى البعثيين ؛ الذين يبدون حرصا مسرفا فى الحفاظ على مكتسباتهم حتى ان احد قادة حزب البحث يطعم كلبه كل يوم ثلاث كيلو من اللحم الطازج !
ورغم تحفظنا وعدم ثقتنا بهذا النظام ؛ إلا ان العريضى كان يحظى بإسلوب دمث فى سعيه لإقناع معظم الذين التقوه؛ بإن وجهة نظره بعيدة عن المجاملة والغايات الآ نيةة ؛ وهو واثق من وجهة نظره بإنه لا ينقل إلا الحقيقة عن سوريا ورئيسها .
وللتاريخ انا كصحفى سورى معارض للنظام ذهلت بمحبته ودفاعه عن سوريا ورئيسها ؛ رغم اننى اتفق معه فى خط دفاعه الاول وهو الدفاع عن سوريا .
وكان دائما يؤكد بإن ثقته بعقلية بشار الاسد مبنية على انه شخص يملك زمام الامور وصاحب القرار السياسى بسورية .
وانا حسب قناعتى كنت اقول له بإن صاحب القرار فى سوريا مجهول . وهناك ايدى خفية تدير القرار السياسى وهى التى تتحكم ببيادق الشطرنج السياسية . إلا ان العريضى كان ينتفض قائلا القرار الاول والاخير يمثله السيد الرئيس . لقد كان وفيا لبلده ولرئيسه ؛ ولكن هل يدل مخطط إطاحة شخصية محسوبة على مؤسسة الرئاسة حيث كان العريضى مترجما للرئيس بشار ؛ الا دليلا ولو ضئيل المقدار بدوائر تترصد بشار الاسد نفسه ؟
اهذا ما عرفته عن العريضى خلال فترة وجوه بلندن ؛ وان مثل هكذا قرار بإنهاء عمله بشكل فورى لشيىء ملفت للنظر ؛ ويؤكد ما كنا نحاججه به ان هناك ايدى خفية بعيدة عن رأس الهرم السلطوى تدير مقدرات الشعب السورى المغيب عن عمد .
ولقد سبق ان لفتنا نظره الى أن هناك مؤامرة تحاك ضده فى الخفاء ؛ فكان جوابه آنذاك : سوريا اكبر منهم ومن امثالهم . ويقول ايضا يدرك المسؤولون عن القرار السورى بإن مثل هؤلاء الصغار فى عصر بشار الاسد لادور لهم البته ؛ فزمن المؤامرات قد ولى إلى غير رجعة .
ولكن على ما يبدو يادكتور يحيى ان محبة سوريا لدى المنتفعين لا تصادر ولكن لدى الآ خرين تعد سببا للاغتيالات الادارية بحق الوطنيين . لقد إغتالوك يادكتور كما اغتالوا من كنت تؤمن به .
اهكذا يكافؤ من يحب سورية ؟ لقدوجاء زمن المقامرين والمنتفعين والمستهترين اصبحوا لهم الحق بإ تخاذ القرار بحق الشرفاء . وهذا ما يذكرنى بحق ببلاد قمعستان التى يحكم فيها الاقزام وينال من شرفائها اخبث اللئام .
اما ان ارادوا ان يقنعونا بإن استدعائك على جناح السرعة ؛ كان بسبب برنامج حوار مفتوح الذى استضافك بقناة الجزيرة فهذا كذب مفضوح !
فالمؤامرة على عزلك كانت تحاك فصولها ببطء منذ زيارة نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية الدكتور عبدالله الدردرى .
وما عرفت اقطاب ضالعين فى تشوية الحقائق . ويقال ان هناك مصالح مادية مجهولة المعالم بين من حاك المؤامرة وبين من سيخلف العريضى فى تولى ادارة المركز الذى انشأه العريضى من العدم . لقد احاكوامؤامرتهم فى ظلم الليل البهيم . وانهم بحق خفافيش الظلام ؟.
واخيرا لعل صاحب القرار يعيد النظر فى قراره ليحق الحق ويبطل تخرصات ومكايد السحرة ؛ و المقامرون الذين يصرفون ما لايقل عن عشرين الف جنية استرلينى فى كازينوهات لندن ؛ ويزعمون بأنهم يمثلون سوريا ؛ ويطمحون إلى برمجة الشرفاء على هواهم المقامر . او يكافأ العريضى بمنصب رفيع يتناسب مع وطنيته ودوره اللندنى .
* صحفى سورى
لندن