بدأ الفنان أيهم عجيب في صناعة أفلام الكرتون «الرسوم المتحركة» في العام 1990، ثم أسس شركة «رييل إميج» في العام 1997 في دبي. واستطاع خلال السنوات القليلة هذه ان يحتل المكانة الأبرز بين صناع هذه النوعية من الأفلام، فحاز جوائز عدة عن أعماله. وقدم حتى الآن ثلاثة أعمال كبيرة. بدأت مع فيلم إعلاني لشركة عقارية، ثم الفيلم التلفزيوني السينمائي «ابن بطوطة»، وتبعه شريط تلفزيوني «أبو زنة»، إضافة إلى أعمال إعلانية قصيرة كثيرة، منها الفيلم الترويجي لمشروع «ميترو دبي». وأعماله ضاهت بتقنياتها وفنياتها مستويات عالمية في صناعة أفلام الرسوم المتحركة. حول ما أنجز ورؤيته لواقع إنتاجات أفلام الكرتون في العالم العربي بسلبياتها وإيجابياتها كان هذا الحوار:
* ما هي الصعوبات التي واجهتكم في البداية؟
ـ إجمالاً العالم العربي يعتبر جديداً في هذه الصناعة. فمن الطبيعي ان نواجه بعض المشكلات، أولها في كيفية ان نكسب ثقة الزبون المنتج، الذي اعتاد العمل مع الشركات الأجنبية في أوروبا. إضافة إلى قلة الخبرة بأعمال «الغرافيك». وأعطيك مثالاً على ذلك، حين يحضر إلينا بعض الزبائن ويطلب إنتاج شريط من نصف ساعة في يوم أو يومين على الأكثر. مع ان كل ثانية في عمل أفلام الكرتون تتطلب 25 فاصلاً تقنياً، لكن الزبون يجهل ذلك. المشاكل الأخرى التي صادفتنا كانت في إيجاد كوادر العمل المتخصصة، فاضطررنا إلى تدريب أكثر من عملوا معنا، خصوصاً أن طبيعة مهنتنا تقوم على التكنولوجيا المتطورة. والتدريب عليها كان باهظاً بسبب إحضاري لمتخصص من أوروبا يتقاضى في اليوم الواحد ألفي دولار أميركي.
* هل ما زالت لديك أزمة في إيجاد الكادر المحترف؟
ـ بعد مضي عقد من الزمن على بدايتنا أصبح لدينا اليوم فريق متكامل، مدرب ولديه خبرة فعلية موظفة في مكانها المناسب.
* كون طبيعة عملكم تعتمد على «التكنولوجيا» وهي في شكل دائم متطورة، كيف تتم متابعة هذا الأمر؟
ـ لدينا مكتب خاص يتابع كل التطويرات التكنولوجية المتعلقة بخصوصية عملنا، ويقدم الإرشادات اللازمة، التي نبني عليها خطط مشترياتنا للأنظمة الحديثة. كما ان مندوبي الشركات صاحبة البرامج يزودونا على الدوام بكل جديد.
* ما هي المدة الزمنية التي تجبركم أحياناً على اقتناء البرامج الجديدة؟
ـ التسارع الكبير في إنتاجات البرامج الحديثة يدفعنا كل سنة على الأكثر إلى التعديل.
* هل تعنى Real Image بتأليف السيناريوهات، أم ان عملكم فقط على تنفيذ الصورة؟
ـ بعض السيناريوهات نقوم بتأليفها. وفي حال كان المخرج أو المنتج هو الذي أعد السيناريو، نتدخل أحياناً في تعديله إذا لزم الأمر.
* إذا كانت قيمة الصورة أعلى من السيناريو والحوار، كيف تخرجون من هذا المأزق الفني؟
ـ هذا أمر نواجهه على الدوام. ونضطر أحياناً إلى رفض أعمال كثيرة، إذا لم يوافق صاحب السيناريو على تعديله ليتناسب مع مستوى الصورة.
* في الأعمال المسرحية أو السينمائية السلطة الفنية للمخرج. هل هذا ينطبق على أفلام الكرتون أيضاً؟
ـ أفلام الكرتون تتطلب عملاً تعاونياً بين ثلاث سلطات، السيناريو، الرسام، المخرج. ولكل سلطة دورها. يتمتع السيناريست بمساحة أكبر لأن ما يقوم به هو روح العمل ومعانيه. وهذا لا يقلل من قيمة المخرج الذي يدير العمل في سياقه العام، وتحديداً في مسألة المونتاج الضرورية، أو من قيمة مبدع الصورة.
* اختيار القصة والشخصيات وطبيعة تراكيبها تتطلب دراسة خاصة، كيف تقوّمون ذلك؟
ـ على الدوام نختار مجموعة من الأطفال لنعرض أمامهم في شكل خاص كل عمل، ونترقب ردود أفعالهم، ونأخذ بآرائهم. ومن قبل نحدد الفئة العمرية التي يتوجه إليها العمل.
* الفن الموجه للأطفال إلى حد كبير يتمتع بصفة تعليمية، أحياناً تبدو مزعجة بمباشرتها الفجة، كيف تتعاملون مع هذه الناحية؟
ـ أؤيد التعليم، ولكن أعترض على المباشرة. وفي كل قصة إن كانت موجهة للكبار أو للصغار تحمل في مضامينها جانباً تعليمياً. والمسألة ترتكز على كيفية المعالجة الفنية.
* كيف تختارون ألوان الصورة؟
ـ نستمدها من الواقع الحي والبيئة المباشرة في العالم العربي. ونركز على الألوان الحارة والضوئية. فلا نريد للمشاهد ان يفقد اتصاله بذاكرته اللونية.
* ما هي تحضيراتكم الجديدة؟
ـ نعمل الآن على تحضير فيلم كرتون طويل سيكون الأول من نوعه في العالم العربي. وسيترجم إلى لغات عدة. فبعد ان قدمنا فيلم «ابن بطوطة» في مهرجان «كان» الأخير، لاقينا تشجيعاً من جانب أوساط فنية عالمية. ونحضر أيضاً لمجموعة أفلام قصيرة تتناول قصصاً قديمة تراثية تتمتع بنكهة حداثية.
* هل تشكل لكم دبي مكاناً جيداً لإنتاج أعمالكم؟
ـ دبي تتمتع بتنوع ثقافي واجتماعي واقتصادي هائل، يقدم لك قدرة الاحتكاك مع الآخر، وهذا بحد ذاته غنى.
* كيف تخططون لجلب المنتج لأعمالكم؟
- هناك مقولة دائمة في عالم الأعمال تقول إن الرأسمال بشكل عام جبان. لذلك على الجهات الرسمية أي القطاع العام ان تحل محل الرأسمال الخاص في الإنتاج الفني. حتى يصير لدينا منتج ذكي وقادر على تفهم ان العمل الفني بحد ذاته يمكنه ان يكون رابحاً اذا شغل بطريقة جيدة.
* كيف ترى توجهات الفضائيات العربية الخاصة بالأطفال؟
ـ هي محطات تجارية، لا تهتم فعلياً بما تقدم إلى الطفل العربي. فهم يشترون الحلقة المنتجة في الفيليبين أو في الهند بألفي دولار، في المقابل ان كل حلقة تكلفنا في شركتنا على الأقل عشرات الأضعاف. بالطبع القيمة للعمل المنتج محلياً لأسباب ثقافية وفنية ولكنهم لا يكترثون إلى هذا الأمر.
* بانتظار ان تجدوا المنتج الذكي و«الشجاع»، كيف تستطيعون الاستمرار؟
ـ أتمنى ان نصبح قريباً على أهبة الاستعداد لإنتاج أعمالنا بأنفسنا. وحتى ذلك الوقت نقوم بإنتاج الأفلام الإعلانية القصيرة لكي نستمر.
حوار: حسين قطايا
صحيفة البيان:
http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1144728895329&page...