آخر الأخبار

كلام غير مسؤول!

يلاحظ أن رقعة المكبات العشوائية تزداد انتشاراً في المدن وخارجها ووضعها يتفاقم يوماً بعد يوم ويتناسب طرداً مع درجة الإهمال والتسيب وعدم الاهتمام وتراجع الحس بالمسؤولية لدى المواطن ومن هم بمواقع المسؤولية على حد سواء، فتراكم تلال القمامة والأتربة وبقايا الحيوانات المتعفنة والنفايات بشتى أنواعها على جانبي أوتستراد اللاذقية ـ طرطوس وفي مداخل ومخارج مدينتي جبلة واللاذقية والطرقات المحيطة بهما وفي الوجائب غير المستثمرة من قبل أصحابها وخاصة في المناطق السكنية المحدثة والجديدة يشكل منظراً مقرفاً يخرب ويشوه المنظر الجمالي لتلك المدينتين وطرقاتهما. وباتت ظاهرة مسيئة بكل المقاييس لايمكن السكوت وغض النظر عنها.

فالكثيرون يستسهلون الأمر ويرمون النفايات مهما بلغت درجة خطورتها على البيئة والصحة متى وأين يشاؤون يشجعهم في ذلك تقصير الجهات المعنية في ملاحقة ومعاقبة كل من يرتكب مثل هذه المخالفات حسب قانون النظافة الأخير الذي لم يترك شيئاً في هذا المجال إلا وفنده بأدق التفاصيل. ‏

إذاً فالخلل في الإدارات وبطريقة متابعتها لأعمالها وعدم تطبيقها للقانون.. فلم لاتحاسب كل إدارة لاتطبق القانون. ‏

فهؤلاء الذين يرمون بالنفايات وغيرها لايقومون بذلك في جنح الليل بل في وضح النهار وأمام أعين الجميع. ‏

وكلام رؤساء البلديات بأنهم يرمون ويهربون ولايمكننا معرفة هوياتهم كلام غير مقبول وغير مسؤول. ‏

وأعتقد أن الأمر لايحتاج الى دراسات وتمحيص واستشارات. بل يحتاج لدوريات مكثفة مختصة بهذا الموضوع تطبق بنود قانون النظافة فقط. ‏

فهنالك الكثير ممن باتوا لايتعاملون بالذوق والأخلاق والإحساس بالمسؤولية وهؤلاء لايردعهم سوى الحزم وصرامة تطبيق القانون. وآن لنا ان نلقي كلمة «خطي» جانباً فبهذه الكملة لن نعمر بلداً. ‏

فكل مسيء أو مخالف عندما يلقى العقاب والجزاء سيعد للمليون في المرات القادمة. ‏

والغريب أننا ننادي ونطنطن بأعلى الأصوات بتطوير وجذب أكبر عدد ممكن من السياح، ولكن كيف..؟! ونحن نشوه ونخرب مالدينا من امكانيات ومقومات سياحية يعد جمال الطبيعة الأخاذ الذي وهبه الله عز وجل إحدى ركائزها الأساسية. ‏

فكيف نريد أن نجذب السائح أو الزائر لمدننا ومنشآتنا السياحية اذا كنا نستقبله بتلال القمامة والنفايات والروائح الكريهة؟ وكأني أسمع لسان حاله يقول عندما يرى مايراه: «اذا كانت الأمور من بدايتها هكذا» فكيف ستكون بعد؟! ‏

‏ صحيفة تشرين

atefafif@scs-net.org