آخر الأخبار

الشهادة وكابوس الإمتحان

يعيش أغلب طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية خلال الأشهر الأخيرة من العام الدراسي وأثناء فترة التحضير للامتحان حالة من القلق والتشنج والتوتر خوفاً من القادم المجهول، وتنعكس هذه الحالة على جو البيت ونفسية أسر هؤلاء الطلاب، ويزداد الأمر سوءاً والتوتر والقلق تشدداً خلال فترة الامتحانات.

وهنا لابد من الاعتراف أن طريقة التحضير وتقديم الامتحانات للشهادتين غير ديناميكية ولاتواكب التطور العلمي الذي يقطع أشواطاً كل يوم وكل ساعة.. حيث مازالت تعتمد على التلقين والحفظ، إذ يتحول جل اهتمام العديد من الطلاب الى الحفظ بصماً حتى ان البعض بات يحفظ حلول مسائل الرياضيات والفيزياء والكيمياء غيباً. ويصبح الهم الوحيد للتحصيل العلمي تقديم الامتحان فقط لينسى بعد ذلك كل ما درسه وبالتالي بهذا الشكل نقضي على المحاكمة العلمية والعقلية لدى الطالب وهي الأساس والهدف من التعليم. ‏

إن هذا الأسلوب حوّل الشهادة الى كابوس أسود يخيم على الكثير من الطلاب، فبعضهم يدخل في حالات نفسية عصبية، ومنهم من ينهار، وآخرون ينسحبون قبل أو بعد تقديم بعض المواد نتيجة الخوف وحالة الرهبة من عدم الوصول الى الدرجات المطلوبة أو بسبب حالة القلق والتوتر الشديدة التي يتعرض لها الطالب خلال أيام الدراسة الناتج عن تفكيره المتواصل وإصرار وضغط الأهل بتذكيره الدائم صباح مساء وفي كل لحظة يرونه فيها بعبارة مكرورة ومملة «لديك شهادة هذا العام لاتضيع الوقت» فحسب رأيهم يجب ان يظل ابنهم منكباً على طاولة الدراسة طيلة الوقت وهنا يكمن الخطأ بل يجب التعامل مع الشهادة كأي صف انتقالي. ‏

إن فكرة الامتحان النهائي بتحديد مستوى الطالب ومستوى الدرجات التي ستحدد مستقبله في النهاية فيها الكثير من الظلم، فقد يتعرض بعض الطلاب لحوادث أو مرض أو موت أحد المقربين، ما سيؤثر بالتأكيد على حالتهم النفسية وبالتالي على دراستهم واستيعابهم ولاسيما المجتهدين منهم وبالتالي ستضيع على هؤلاء أيام التعب والجهد وسهر الليالي طيلة العام. ‏

وفي نهاية المطاف لابد من اتخاذ قرار جريء من الجهات المسؤولة باتباع طريقة أخرى لتقديم الامتحانات تعتمد على الفهم والمحاكمة العقلية وتبتعد عن الحفظ والبصم وتبعد الخوف عن قلوب الطلاب من رهبة الامتحان، واعتماد نظام التقديم الفصلي والأخذ بعين الاعتبار مستوى الاجتهاد والنشاط خلال العام الدراسي وبالتالي يجب أثناء القبول الجامعي اعتماد أسلوب المسابقات بالمواد الاختصاصية للفرع المطلوب وهذا يحدده في النهاية درجة ميول ورغبة الطالب لهذا الاختصاص أو ذاك. ‏

atefafif@scs-net.org