اكد الدكتور اديب سعد المدير العام للمؤسسة العامة للاسماك ان الانتاج السمكي العام في سورية لا يتعدى 19 الف طن منها 4 آلاف طن من الاسماك البحرية و15 الف طن من اسماك المياه العذبة، نصفها من الصيد والنصف الآخر من التربية في المزارع السمكية في الانهار والسدود والبحيرات.
وكان الهدف من انشاء المؤسسة العامة للاسماك عام 1974 زيادة الانتاج السمكي وذلك عن طريق الاستزراع في المياه العذبة والصيد البحري حيث لم يكن الانتاج في ذلك الحين يتعدى 3000 طن وعملت المؤسسة اضافة الى ذلك على تدريب المزارعين وارشادهم الى طرق تربية الاسماك واصبح القطاع الخاص ينتج مع المؤسسة من اسماك التربية في احواض المياه العذبة حوالي 8000 طن سنوياً في مزارع منتشرة في اغلب المحافظات السورية.
وكانت المؤسسة قامت بالعديد من البحوث السمكية في تنفيذ اول تقدير للمخزون السمكي القاعي في المياه البحرية السوري عام 1976 بالتعاون مع البعثة الفنية الكورية، ودراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لاستثمار بحيرة قطينة وخزان الرستن بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية، ودراسة اسماك نهر الفرات والخصوبة الطبيعية لبحيرة الأسد بالتعاون مع البعثة الفنية الالمانية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي 1980 ـ 1984 وامكانية اقامة المزارع البحرية بالتعاون مع منظمة الفاو، ولقد قامت وزارة الزراعة بانشاء مفرخ اصطناعي لاسماك الكارب في دير الزور وتوزيع الاصبعيات على المزارعين بسعر التكلفة ونفذت المؤسسة العامة للاسماك بالتعاون مع جامعة تشرين اول تجربة حقلية لتربية الاسماك البحرية في احواض شاطئية وقد اعطت نتائج مشجعة وتم طرح قسم من انتاجها في السوق ولا تزال التجربة مستمرة.
والجدير بالذكر ان الانتاج السمكي في الوطن العربي في الالفية الثالثة بلغ 2.99 مليون طن ويقدر المتوسط السنوي لقيمة صادرات الوطن العربي من الاسماك خلال عقد التسعينيات حوالي 969 مليون دولار كما ويقدر معدل نمو انتاج الاسماك في تلك الفترة 6.21%.
لكن المخزون السمكي العربي لم يعد بمنأى عن الاستنزاف العام الذي اصاب المصايد العالمية ويشكل البحر المتوسط وبصورة اقل البحر الاحمر والخليج العربي جزءا من المناطق التي تعرضت مخزوناتها للاستنزاف والتي تحتاج الى اعادة اعمار وتنمية بطريقة الصيد الرشيد.
من جانبه اعتبر الدكتور خليل جواد مدير المكتب الاقليمي للاتحاد العربي للصناعات الغذائية في سورية:
ان آفاق الاستثمار في مجال تطوير الثروة السمكية في سورية خصب كغيره من الاستثمارات فمعدل استهلاك الفرد من الاسماك الطازجة والمعلبة المستوردة لا يتجاوز 1.100كغ بالسنة في حين المعدل العربي يبلغ حوالي 12 كغ والعالمي 25كغ كما ان اغلب الانتاج السوري من الاسماك والبالغ بحدود 15.2 الف طن من المصائد والمزارع يستهلك طازجا دون اي قيمة صناعية مضافة في حين تتصاعد ارقام الواردات عاما بعد آخر حيث وصلت إلى 12.5 الف طن في عام 2002 ما يشير الى سوق سمكية متوسعة باضطراد والتي تستدعي المزيد من الاستثمار في هذا المجال وهذا ما تطرحه المؤسسة العامة للصناعات الغذائية من مشاريع استثمارية لانتاج وتصنيع الاسماك خاصة وان سورية تنعم باكثر من 183كم من الساحل المتوسطي وبحوالي 2336كم من الانهار الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وبحوالي 1017كم2 من المساحات المائية التي يمكن استثمارها جميعا لتكون رصيدا انتاجيا نوعيا لتطوير الثروة السمكية.
- تشرين