ماهي الأسباب التي أدت إلى توقف الحياة في أجزاء واسعة من منطقتنا :
1 _ أسباب خارجية كغزوات صليبي رو دوس و مالطة وقبرص للساحل السوري و التي استمرت طويلا مما قوض التجمعات البشرية التي لا تتمتع بالقوة لردع العدوان المتواصل تقريبا ....
2_ عوامل داخلية : منها آ) موجة الاضطهاد الديني التي تمثلت في القرن الرابع عشر بمرسوم السلطان محمد الناصر بن قلاوون المسمى بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر وقد أدى هذا الأمر وما جاء قبله وبعده إلى هجرة مسيحية واسعة إلى بيزنطة وقبرص فضعفت بذلك البنية الاجتماعية مما هيأ لعوامل الاضمحلال ....... ب) ضعف دولة المماليك ونظام الالتزام العثماني الإقطاعي الذي قام ممثلوه الذين لا يرتبطون بالأرض و الوطن بارتكاب مظالم نشرت الفوضى و الخوف و الشعور بالظلم مما جعل الحياة مستحيلة في منطقة واسعة فقدت الأمن والحماية والأمل .!!!!! بدأت عودة الحياة لبانياس بعد تجربة الحكم المركزي العثماني في الربع الأخير من القرن 19 وانتقلت السرايا من قلعة المرقب إلى بانياس وقد أنجز بناء السرايا عام 1301 هجرية في عهد السلطان عبد الحميد وكان قائم مقام القضاء رضا بك الصلح والد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رياض الصلح و أنجزت المدرسة و الجامع في عهد القائم مقام هاشم الاتاسي احد رؤساء الجمهورية السورية في عهد الاستقلال ...... وكان قضاء بانياس العثماني يمتد من نهر الحصين جنوبا إلى قرية الحويز شمالا والى الدالي شرقا وقد أنشئت حول السرايا بيوت للموظفين و النازحين من القرى كما أقيمت محلات تجارية عديدة وتحولت بانياس إلى مركز هام لتجارة الحرير و توجد فيها ثلاث مخانق للشرانق استقطبت منطقة واسعة من إنطاكية إلى صافيتا وكان هذا الازدهار نتيجة دعم التجار اللبنانيين من بيروت و طرابلس لفئة محدودة من تجار بانياس ,, وقد صدر احد التجار و اسمه الحاج احمد ياسين في احد السنين 250 ألف رطل من الشرانق , ولا تستغرب فقد بنى هذا الرجل القسم الأكبر من المدينة و قد توقف نمو المدينة لتقلص قضائها وظهور الحرير الياباني الصناعي .....
اوزا _ بانياس الكنعانية :
أول ما طالعني اسم اوزا الكنعانية في كتاب الدكتور فيليب حتي عن
تاريخ سوريا ولبنان الذي تحدث عن فتوحات تحو تمس الثالث (1490 _
1436) ق .م و خاصة حملته الخامسة التي سيطر فيها على أرواد و
سميرا ( تل الكزل جنوبي شرقي طرطوس ) واوزا التي تقع شمال أرواد
.
ثم ورد اسم ازا في رسائل تل العمارنة ( من القرن 14ق. م ) ومنها
رسالة عمونيرا ملك بيروت إلى اخناتون يشكو فيها عزيزو الاموري
الذي استولى على أرواد وسميرا وازا . ثم ورد اسم الازا في وثائق
القصر الملكي في اوغاريت التي تبين فتوحات سيتي الأول في القرن
14 ق.م واستيلائه على الازا ونقشت تلك الفتوحات على أعمدة الكرنك
ويظهر بين أسماء المدن التي استولى عليها سيتي الأول ( خيتا_
نهارين_سميرا_ الازا )
و اطلعت على اسم اوزو في وثائق مصرية واخصها رسالة موظف القصر
الملكي أمين رام أوبت ..
أما الحدث الأهم فكان في الثمانينات إذ عثر فلاح في الاوزعلى
رقيم فخاري كتب بالأحرف المسمارية وباللغة الكنعانية وقد ترجم من
لغته الأصلية إلى الفرنسية ثم العربية ....
تقع قلعة الاوز في الجانب الشرقي الأوسط من بانياس وتشغل تلة
مساحتها 60 ألف مربع تنحدر من الشرق إلى الغرب ومن الشمال الشرقي
إلى الجنوب الغربي يشكل حدها الأدنى الغربي سورا بثلاث أبراج
ومدخلين ويمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي يشكل حدها
الأدنى الغربي بطول يقارب ال 400 م أما حدود القلعة الشرقية و
الجنوبية فهي شديدة الانحدار على وادي نهر بانياس ساعد على
تحصينها عمل دائب طويل ... إن القلعة بسورها وأبراجها وبحدودها
الشرقية و الجنوبية المطلة على الوادي تعتبر من أكمل التحصينات
الباقية من القرن 15 ق.م وقد بنيت الأسوار بأحجار ضخمة تزن
الواحدة عدة أطنان وبنموذج سمي خطاء بأسلوب البناء الكريتي
المربع وهو نظام كنعاني قديم ..؟؟؟
إن أهم ما يميز دفاعات القلعة هو النظام الدفاعي الذي عرف قديما
بالدائر الدفاعي المزدوج القائم على تحصينات مزدوجة الأسوار وقد
أشار المؤرخون لأقدم أمثلته في بناء مدينة القسطنطينية في القرن
ال15 م وبناء بغداد في القرن ال8 م ......!!!!!! إننا هنا نقف
مذهولين أمام اثر دفاعي رائد طبق فيه ذلك النظام منذ ما يزيد عن
15 قرنا قبل الميلاد !!! ؟؟؟؟