آخر الأخبار

الدعم المطلق والحَذِر لحكومة وحدة وطنية

عندما تنغلق الآفاق السياسية وتتعثر العملية السلمية وتتدهور الأوضاع الاقتصادية التي وصلت إلى الخطوط البنفسجية بعد الحمراء ونشهد كل أنواع الفلتان امنيا وسياسيا وحزبيا فتكون القراءة ليس توصيفا للحالة بقدر ما تكون قراءة فرضيات عملية وفي مجملها فرضيتان إما الوصول لحكومة وحدة وطنية كصمام أمان تكون مهمتها إصلاح ما أفسده الفلتان الشامل وهذا يحتاج لوقت ومجهودات غير بسيطة هذا إذا صدقت النوايا والفرضية الأخرى التي لم يكن يتمناها فلسطيني شريف هي دوامة من العنف والدموية تضع الجميع أمام مسئولياته حيال الوضع إذا تفجر أكثر من ذلك فلن يكون في صالح احد البتة!!!!

واليوم تشرق علينا شمس نرجو ألا يعكر صفوها مستوزرين أو مناكفين فقد حزنا وعانينا كثيرا فدعوا الشعب يفرح بهذا العرس الوطني وأضع يدي على قلبي خشية تعثر النجاح والإفراط في التفاؤل متمنيا أن تكتمل فرحة هذا الشعب المرابط وتزول غمة الفوضى وقد كتبت سابقا حول عرس فلسطيني عندما شرع بالعمل بمحاسبة اللصوص وكتبت مقالا أخر دعوت النائب العام والرئيس لارتداء الدرع الواقي وهنا أتسائل أين نحن الآن من ذلك العرس الوطني ولا نعدم الأمل والعمل لإنجاز عملية محاسبة حقيقية لاتستنثني أحدا!!!!

اليوم عرس وطني حقيقي ولكن (ما بحسد المال إلا أصحابه) وقبل أن نفرط في كيل المديح والتهليل والتطبيل يجب أن ندعم بكل ما أوتينا من قوة عمل حكومة الوحدة الوطنية ولا نعتبر أن مجرد خبر التشكيل نهاية المطاف حتى لانصاب بإحباط أخر لاسمح الله, فالعرس والفرح الحقيقي عندما تشهد الساحة السياسية والاقتصادية والأمنية تغيرات يكون لها تداعيات ايجابية حقيقية وليس إعلامية على حياة المواطنين الصابرين صبر أيوب ولنفرح لكن بحذر ولنقول كلمة حق بأنه إذا خلصت النوايا واقصد نوايا قبطان السفينة وطاقمها رغم اختلاف قناعتهم السياسية ليصلوا بالسفينة التي حمولتها مصير الشعب الفلسطيني إلى بر الأمان قاصدة طريق راس الرجاء الصالح أو حتى طريق أطول فزيادة الجهد المخلص وعدم الاستهانة بحجم التحديات والالتقاء على أرضية أن الوطن للجميع وان الطاقم والقبطان تكليف وليس تشريف فسوف نلمس حينها التغيير الذي يدعونا إلى مزيد من الانفتاح على الفرح الحقيقي بعد حذر واجب لا يرقى لليأس وأفعال اليأس !!!!

لذا فان الأحكام المسبقة هي هرطقة غوغائية تؤدي إلى توقع الكثير منذ الثواني الأولى وان لم يحدث ذلك ولن تحدث المعجزة في أيام معدودة وعندها سوف نعتبر انه كان يجب التأييد المطلق ولكن الحذر وبالتالي على كل الشرفاء والمخلصين إسداء النصح ووصف الألوان بمسمياتها فالتحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية اكبر مما يتصوره مهلل بهرطقات إعلامية متسرعة وعندها يكيل كل طرف للأخر نتاج التعثر بعد أو أثناء التشكيل فهونا على هذه التوليفة الوطنية ليدفع الجميع بردم فجوات عدم الثقة التي تكونت على مر الأشهر السابقة والدعوة لإنكار الذات من اجل المصلحة الوطنية العليا ونخلص الدعوة لله أولا بتوفيق أولي الأمر وجعل الخلافات التي ستنشأ في الممارسة لصالح القضية المختلف عليها انطلاقا من قرارات فلسطينية فلسطينية صرفة!!!

قد يدعي البعض أنني أفرمل الفرحة والحقيقة غير ذلك فلست متشائما ولا متفائلا إلا بالفعل والممارسة وربما عندما انغلقت قنوات الحوار أو بالكاد كانت اللقاءات لا تتجاوز البرتوكول الحواري بين رئاسة الحكومة والرئيس الفلسطيني وحكم البعض المتشائم على العملية ببعد أو استحالة التوصل إلى اتفاق في المدى القريب إلى خروج من نفق التعنت والإصرار على شروط محبطة وعلت التصريحات حينها وبتوفيق من الله وقراءة مابين السطور وخلال لقاء خاص مع صحيفة إيلاف الإماراتية قدرني الله أن أقرء بتجرد الوضع وما آل إلية والنتيجة وما ستفرزه عملية الحوار الوطني وجاءت القراءة بالتاريخ المحدد ليس وشوشة للودع أو ضرب في رمضاء المندل بل انطلاقا من الحاجة عندما ضاقت واستحكمت حلقاتها واستبيح القارئ عذرا بان أسجل هذه القراءة بتاريخها الموضح في ربط اللقاء http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2006/9/173900.htm
لذا يجب على الجميع التأييد المطلق والحذر مما يدفع المفكرين والكتاب والأدباء من تقديم شيء يمهد أرضية اللقاء ليصبح حميما على عهد الله والوطن إن يعملوا على قلب رجل واحد من اجل فلسطين ولاشيء سوى فلسطين بإرادة فلسطينية وقراءة فلسطينية للمعادلة السياسية المحلية والإقليمية والدولية وبهذا الدعم المطلق الحذر نكون قد وضعنا مقدمة عربة القطار في فرزها الصحيح حتى تسلك الطريق المنشود ولا تصطدم القاطرة بعربات أخرى بالاتجاه المعاكس بحمولتها الأيدلوجية والسياسية المخالفة للأجندة الفلسطينية الخاصة خاصة ونحن بكابينة قيادة قاطرة الصراع العربي الإسرائيلي ولا أبالغ إذ قلت أن دورنا اكبر من هذا بكثير فاستقرار العالم بآسره متوقف على استقرارنا واستقلالنا وتقرير مصيرنا!!!

فهل ننجح بتجاوز هينات الخلاف وتدارك ما فاتنا من الرحلة المصيرية التحريرية أم ندخل إلى تشكيلة بهدف تعجيز الأخر وتحميل مسئوليات الكبوة لاسمح الله؟؟؟!!!

الله ورسوله والمؤمنين المرابطين يراقبون ممارستكم ومن يصدق العمل بمستوى القول فقد خلصت نواياه وعندها نستبشر خيرا ونستطيع بأذن الله إقامة الأفراح الوطنية ونتشرف بهذه القيادة الجماعية عندما تبتعد عن التطرف والتعنت والتفرد وفرض أي أجندات غير الأجندة الفلسطينية!!!

مبارك علينا بوادر الاتفاق فهل نخرجه من حيز التشكيل إلى حيز الممارسة الصادقة والتفعيل؟؟؟هذا ما ستجيب علية الأيام القليلة القادمة؟؟؟!!!

معذرة على نشر الربط لأنه يتعلق في صميم المقالة

والله من وراء القصد

greatpalestine@hotmail.com