وقد وردت الازا في وثائق تل العمارنة في رسالة ملك بيروت عمونير
1377ق.م إلى اخناتون فرعون مصر .... : إذا كان مولاي الملك يقول دافعوا عن أنفسكم واحموا مدينة الملك التي في عهدتكم فإننا نجيب بما ذا ندافع عن أنفسنا وكيف لنا أن نحمي المدينة فانه قديما كان للملك عندنا قلعة فيها حاميته وكان الملك يمونها من ياريموتا ولكن عزيزو الآن يهاجمنا المرة تلو الأخرى غير هياب , يالهم من كلاب أبناء عزيزو يبغون مصالحهم ويخلفون مدن مولاي طعاما للنيران ( وقد سقطت ازا وسميرا و أرواد بيد عزيزو ) إن موقع الاوز متاخم تماما لمواقع تحتفظ بأسمائها الكنعانية القديمة كموقع قرية بعمرائيل _ بت عمرا يل ( مقام الإله الباني )وهذا الاسم له مدلوله التاريخي فأيل هو اله السماء وسيد الآلهة عند الكنعانيين والبابليين وهو الاسم الذي نطق به السيد المسيح وهو على صليبه عندما صرخ وهو ينزف من جراحه أيلي ,أيلي, لما شبئتني أي الهي الهي لما تركتني أو علقتني ....... مملكة اشناتو الكنعانية تل الدروك يقع تل الدروك على الضفة الجنوبية لنهر السن غرب قرية القلوع ., إن مدينة اشناتو الكنعانية ترقد تحت ركام التل الذي لم يكشف عن أسراره بعد , واشناتو هي عاصمة مملكة اشناتو خدينة اوغاريت و عدوتها أحيانا فقد كانت اشناتو وسيانو في حلف عبر التاريخ المقروء في وثائق اوغاريت و أشور , وسمي السهل الممتد بين سيانو واشناتو بأرض عشتار حوري \ ارض الكروم\ وقد عاشت المملكتان معا حياة مشتركة امتدت قرونا عديدة بعد اوغاريت التي قضت عليها الزلازل وشعوب البحر في القرن 12 ق.م ..... وتتناثر على جوانب تل الدروك كما في تل سيانو ومئات التلال الأخرى في الساحل أثار تؤكد أن المدن والقرى الكنعانية استمرت في العطاء متحدية الزلازل والأوبئة وشعوب البحر في الحقب الإغريقية والرومانية و البيزنطية و العربية ولكن فقدان الأمن و الخوف لم يسمح باستمرارية الحياة في ارض تميزت بالخصب ووفرة الخير كما تميزت في فترة الظلام تلك بتسلط الأقوياء .. يحملون السيف لا يعمرون بيتا ولا يزرعون حبة حنطة ولا يغرسون كرمة عنب أو شجرة زيتون ويقتلون الخصب كما يذبحون البقرة الحلوب ليأكلون لحمها مرة واحدة هؤلاء لم يكونوا عربا بل من طوائف الغربان والدالاتية فرق من الانكشارية أو ما يشابهها .......... كان لمعركة قادش في القرن 14 ق.م بين الفرعون رمسيس الثاني و الملك الحثي موتاليش نتيجة هامة وهي المعاهدة التي عقدت بين الدولتين والتي تعد من أقدم المعاهدات في التاريخ وقد وصلت إلينا بنصيها الهيروغليفي و الحثي و تنص على اقتسام مناطق النفوذ وكانت اشناتو في النهاية الجنوبية لمنطقة النفوذ الحثي في الساحل السوري وقد منح الحثيون اوغاريت نفوذا على مملكتي سيانو واشناتو وذلك لعلاقاتها التجارية القوية مع سوريا الداخلية وقوة أسطولها الذي تجاوز أحيانا ال 150 سفينة ولم يستمر هذا النفوذ طويلا فقد تقوض والى حد بعيد في عهد الملك نقميا 1322 _ 1262 ملك اوغاريت وتشير وثائق القصر الملكي في اوغاريت إلى انسحاب سيانو واشناتو من الحلف مع اوغاريت بمساعدة ملك قرقميش الحثي مرسيل الثاني الذي تدخل قبل ذلك في حل الخلافات حول الملاحات وقضى بقسمتها مناصفة بين اوغاريت من جهة و سيانو واشناتو من جهة أخرى ..... وتشير الوثائق الآشورية في عهد الملك شلمنصر الثالث إلى اشتراك اشناتو وسيانو في معركة قرقر 853ق.م إلى جانب الممالك الآرامية بزعامة بر حدد ملك دمشق وقد اشتركت اشناتو بمائتي مقاتل وقدم ماتينو بعل ملك سيانو للمعركة ضد الآشوريين ألف مقاتل و 30 عربة وكانت المعركة متكافئة رغم ادعاءات الآشوريين بالنصر .....؟؟؟؟؟ الملاحات: من الملفت للنظر في المنطقة الممتدة من سو كاس إلى جنوبي نهر السن قليلا شواطىء صخرية يشير وضعها المنظور أن يد الإنسان قد مارست جهودا كبيرة لتهيئتها لتكون ملاحات يعتبر أكثرها وضوحا ما ظهر في القسم الجنوبي لسو كاس المسمى المويلح وفي جنوبي نهر السن في المنطقة الملاصقة لتحصينات بالاتوس اليونانية في قسمها الجنوبي .. يقول نقمبيا ملك اوغاريت 1322_1265 ق.م في رسالته إلى مرسيل الثاني ملك قرقميش : أنا لااستطيع الاستمرار في دفع نفس كمية الأموال التي كان يدفعها أسلافي لأنني وبعد خسارتي لاشناتو وسيانو لم اعد على مستوى الثراء الذي كنت عليه من قبل, كانت هذه الرسالة نتيجة لحكم الملك مرسيل الثاني الحثي بمنح سيانو و اشناتو حقوقا استثمارية ملكية بمعدل النصف للملاحات التي كانت قبل ذلك ملكا لاوغاريت رغم وقوعها على شواطىء المملكتين .. ومن هذه الرسالة تبدو الأهمية الاقتصادية للملح كمادة حيوية تشكل دعامة حتى لاقتصاد اوغاريت التي تملك ما يزيد عن 150 سفينة تجارية وتتعامل مع مناطق واسعة وقد حافظت الملاحات على شكلها لأنها ظلت خاضعة للاستغلال عبر قرون مديدة ....... يتحدث كلود شيفر عن الزلزال البحري الكبير الذي وقع عام 1360 ق.م والذي ورد في رسالة ملك جبيل ابيملكي إلى فرعون مصر اخناتون يعلمه عن خراب مدينة الملك اوغاريت , ويشير كلود شيفر إلى أن الخراب لم يقتصر على اوغاريت فقد تخربت موانىء المينة البيضا و مرقية وسوكاس و أرواد وتبدو لنا أثار ذلك الحدث في موقع ميناء بشكراي ( بيت شكر ايل ) الواقع جنوبي نهر السن على الساحل الشمالي الغربي لمنطقة البحيرة ( موقع مشروع السمك ) ويشغل المكان تلة أثرية وأنقاض بحرية تشير إلى الميناء الكنعاني القديم , وقد اكتشفت في محلة متاخمة لبشكراي اسمها الجباب مجموعة مهمة من اقنية التصريف محفورة في الصخر مع فتحات لصيانة الاقنية موزعة بانتظام وتتصل تلك الاقنية بمنطقة البحيرة التي كانت تشغل منطقة مستنقعات واسعة بين نهري سوريت و السن وفي هذا المكان قرب بشكراي توقف تحو تمس الأول في مطلع القرن 15 ق.م ليذبح أعدائه تقربا للآلهة التي يرضيها ذلك ..... وعند مصب نهر السن تقع مدينة بالاتوس ( وتعني القرية بلغة اوغاريت ) واسمها اليوم خراب بلدة وقد أصبحت بالاتوس الميناء البديل لبشكراي وسوكاس وأصبحت مركزا للثقل التجاري و السياسي في المنطقة . يلاحظ على الضفة الجنوبية لمصب نهر السن أثار أبراج ضخمة من العصر الاغرو _ روماني توجد دلائل على وجود مثيل لها في الضفة الشمالية حيث مدينة بالاتوس وذلك لحماية الميناء النهري الواسع الذي ينفتح على البحر بممر ضيق كان يغلق على ما يبدو بالسلاسل في حالة الضرورة كما هو مألوف في بعض الموانىء الرومانية كالقسطنطينية ولا يسمح الممر المنفتح على البحر إلا بمرور سفينة واحدة , إن عدم وجود لحقيات مهمة في نهر السن حافظ على شكل الميناء النهري الذي يتسع لعشرات السفن علما بان غزارة نهر السن التي تزيد عن 20 م \ ثا تسمح بقيام ميناء صالح لترسو السفن ويتصل باشناتو بطريق نقل نهري قصير تستخدمه الزوارق الصغيرة .؟؟!! يشير ياقوت الحموي إلى بالاتوس ويسميها باسمها الصحيح موضحا أن حملة عبادة بن الصامت قد حاصرتها في عام 17 للهجرة ومن ثم سمح المسلمون لسكانها بالرحيل بحرا وأصبحت مكان مهجورا وسميت بخراب بلدة , ذكرت خراب بلدة باعتبارها الحد الشمالي لإقطاعية حصن المرقب الاستبارية في المعاهدة ما بين السلطان الظاهر بيبرس ومقدم الاستبارية ( في العقد السابع من القرن 13 ) . وقد ذكر القلقشندى نصها في كتابه صبح الأعشى , ظلت خراب بلدة مهجورة حتى الربع الأخير من القرن 19 حيث اقطع السلطان عبد الحميد الشراكسة المهاجرين أملاكا واسعة , ولم تناسبهم البيئة المرزغية فاجتاحتهم الملا ريا وهاجر كثير منهم إلى جبلة واللاذقية وبانياس .
-أبو خالد الأعسر