حكايات بسيطة : الحكاية السادسة : أرقام ومشاريع صغيرة
عندما تتحدث الأرقام تتحدث بشفافية وبلا عداء وتكون محبة متفاعلة قيمة" رائعة ومن الأرقام التي تتحدث عنها اليوم هو التالي :بلغ إجمالي الدخل السنوي لقرية حورات عمورين في العام 1999 مبلغا" وقدره 48000000 ثمانية وأربعون مليون ليرة سورية تصرف على النحو التالي : 15000000 طعام 10000000 لباس 5000000 تدخين 3600000 غاز وكهرباء ومازوت ..الخ .ونقف اليوم عند رقم الطعام حيث تستهلك القرية خضارا" من الرقم المذكور 7000000 سبعة ملايين متاحة الإنتاج ولا تنتج بسبب : 1 - عدم توفر المياه اللازمة للري 2- تلوث المياه في حال توفرها ,وغيرها كما ترمي القرية بالقمامة يوميا" من الطعام حوالي 10000 عشرة آلاف ليرة سورية وبالعام 3650000 ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف ليرة سورية
تتميز القرية بوجود المياه السطحية على أعماق بسيطة تصل في الشتاء لمتر واحد وفي الصيف حتى أربعة أمتار و بغزارات متوسطة وضعيفة وتتميز طبقات التربة بعدم وجود صخر فيها نهائيا"
يوجد بعض الشباب بالقرية صمموا آلة حفر بسيطة تحفر آبار سطحية لأعماق تصل إلى ستة أمتار وبأقطار من 4 - 6 انش وتضخ المياه بغزارة من 1 /2 أنش حتى أنش حسب النبع السطحي الذي تصادفه ومنها دائمة ومنها متقطعة وبكلفة 100 مئة ليرة للمتر الواحد
إذا افترضنا أنه تحتاج الأسرة الواحدة لمساحة 150 متر مربع وسطيا" لتحقيق احتياجاتها من الخضار وهي مساحة متوفرة تقريبا" وقمنا بتنفيذ المشروع التالي ) بئر سطحي و دينمو صغير وخزان وشبكة ري بالتنقيط ) وحسبت تكلفة المواد للمشروع ب 10000 ليرة سورية وعدد الأسر بالقرية حوالي 500 أسرة أي كلفة المشروع التقديرية 5000000 خمسة ملايين ليرة تقريبا" وعمره التصميمي 10 سنوات أي كلفة السنة الواحدة 500000 خمسمائة ألف ليرة سورية بينما تكلفة الخضار السنوية 7 سبعة ملايين ليرة وعندها نحصل على النتائج التالية :
1-توفير المياه اللازمة للري وتوفير الخضار المطلوبة للاستهلاك المنزلي
2- يصمم الخزان على شكل مسبح صغير للأطفال معززا" مفهوم المنزل الصديق للطفولة
3- زراعة الحديقة المنزلية وتعزيز زراعتها وتحسينها من خلال تبادل الخبرات على مستوى القرية وعلى المستويات الأعلى
4-نشر العادات الصحية الجماعية كون المشروع جماعي مثل ( خضار بلا أسمدة - وغيرها )
5-إمكانية توظيف طاقة المؤسسات الموجودة بالقرية وحولها كون المشروع جماعي
6- إمكانية تحصيل قروض للمشروع عندما يدرس على الصعيد المجتمعي للقرية
7-تعزيز أنماط الحياة الايجابية بالريف من خلال إعادة المبادرة للإنتاج الزراعي في المناطق الأكثر اتساعا" حول القرية وإمكانية توسيع المشروع لبعض الأسر وإعطاء ضبط جودة لها والتسويق لفكرة توفير مياه الشرب للشرب
8-إمكانية طرح شعارات كبيرة مثل ( القرية الأولى من حيث الأمن الغذائي - القرية الأولى للحفاظ على العادات الصحية الغذائية - ) وإشراك جهات متخصصة حكومية ودولية لإجراء التقييمات وإجراء رقابة دوريه وتقييم سنوي وربعي على الإنتاج ونوعيته ودراسة كيفية تحسينه والطرق الممكنة لزيادة الإنتاج العمودي على وحدة المساحة وغيرها مما يعزز دور المؤسسات على الصعيد المجتمعي وتحسين واقع حال الحديقة المنزلية حيث لم تعد بحاجة لوقت كبير لسقايتها ( كبسة زر )
(وهذا لا يلغي ضرورة إيجاد ثقافة لكيفية التوفير أثناء صنع الطعام ويوجد بسوريا مؤسسات قادرة على التدريب ومؤهلة له)
وأخيرا": أيها السادة لا يمكن أن تطبق هذه الأفكار إلا من خلال بنية اجتماعية تحولها إلى إمكانات فاعلة فهل يوجد بالحكومة من يسعى لذلك ...لا أعتقد .
أرجو أن أكون وفقت في حكايتي السادسة من حكايات بسيطة
Alafeef@scs-net.org