حكايات بسيطة : الحكاية السابعة : سؤال كبير وجواب طموح وإستراتيجية قابلة للتطبيق ( مشاريع صغيرة )
برأيي لكل إنسان طموح والطموح هو الذي يبنى الحياة ويشكل لبناتها الأساسية وبقدر ازدياد حجم الطموح وبقدر اتصاله بالواقع يكون الهدف أقرب وعندما نفكر بالمشروع والمشروع المجتمعي يجب أن نبدأ بسؤال كبير ونجيب بجواب طموح ونضع إستراتيجية قابلة للتطبيق لتحقيق الهدف مستخدمة المداخل المختلفة من حيث الانجاز وبالتالي تحقق أهداف هذه المداخل لتصبح هدفا" فعليا" لها ..في قريتنا حورات عمورين لقد جربنا المشروع فكريا" ولكنه لم يطبق فعليا" واتهم نفسي بالتقصير وليس غيري فكلنا مقصرون بنسب متفاوتة ولعدم النجاح بالتطبيق أسباب تحتاج إلى حكاية أخرى وطويلة أيضا" ..المشروع يبدأ بالسؤال الكبير التالي : هل أستطيع أن أجعل من قريتي الصغيرة قطعة من هولندا ؟ الجواب الطموح : نعم ؟ وحتى لا يبقى الجواب سابحا" بالخيال يجب أن نضع إستراتيجية قابلة للتطبيق وهي التالية : بلغ عدد مربي الأبقار بالقرية 39 مربي في 470 أسرة وهو معطى سلبي وتم حصر الأسباب ب :
1 - ضيق المنطقة السكنية بالقرية 2- عدم السماح بالبناء بالأراضي الزراعية بمنطقة الغاب لأغراض التربية الحيوانية 3- غلاء الأبقار 4- نفوق الأبقار 5- غلاء الأعلاف 6- رخص مادة الحليب في حال زيادة الإنتاج وقد يأتي أحد ما ليضيف سببا" سابعا" ونشكره عليه
لدينا ست مشكلات أو أسباب تحتاج إلى ست حلول وضعنا الإستراتيجية التالية :
1 - فتح حوار مع وزارة الزراعة ووزارة الإدارة المحلية بهدف السماح بالبناء بالأراضي الزراعية لأغراض التربية الحيوانية وفق نموذج لا يصلح للسكن ويكون صديق للبيئة وتجاوز شرط المسافة بالترخيص2- إعطاء قروض للشراء والبناء لهذا الغرض 3- إيجاد نظام تاميني على مستوى المربين بالقرية الواحدة ومن المربين أنفسهم بدون تدخل الجهات الحكومية بسبب خسارة هذه الجهات لمصداقيتها واقتصار تنفيذ مشاريعها على الوساطات والرشاوات والعلاقات الشخصية بحيث يدفع مثلا" عن البقرة الذي تزيد قيمتها عن 50000 ليرة سورية مبلغ 100 ليرة سورية شهريا" والتي تقل عن ذلك 50 ليرة سورية شهريا" وفي حال نفوق أحد هذه الأبقار يصار لشراء بقرة مثلها لصاحبها ( طبعا" يتم ذلك بعد احتساب عدد البقرات النافقة لخمس سنوات ماضية وقيمتها بالنسبة للأبقار الموجودة ليحتسب المبلغ الشهري على أساس علمي ) 4- الاشتراط على المستفيدين من القروض إتباع دورات في الوحدات الإرشادية بنفس القرية لتعلم كيفية تصنيع المادة العلفية من بقايا المحاصيل الزراعية لتخفيف التكاليف بسبب غلاء الأعلاف وتأمين مستلزمات التصنيع من معدات وآلات وغيرها 5- تصميم مشاغل لتصنيع الحليب بمساحات صغيرة مستغلين وجود أكثر من 120 محل مختلف بالقرية تخدم 470 أسرة ويوجد ضعف هذا العدد غير مستخدم بسبب اضطراب الحالة الاقتصادية بالقرية وتدريب المستفيدين بالمشروع على كيفية التصنيع للمادة المنتجة من حليب مبستر وجبن بأنواعه ولبنة وغيها من المنتجات وإعطاء قروض للتصنيع مستغلين قضية التفاوت ألسعري بين المنتجين إلى بوابة المستهلك ( كغ الحليب منزوع الدسم ب 7 ليرات بينما الكيلو غرام عندما يصبح عيران بياع للمستهلك ب 100 ليرة سورية ) 6- تحديد شروط متشددة للمستفيدين من خلال ضوابط صحية وفرض شروط رقابية على الأبقار والحليب من خلال الطبيب البيطري في القرية ومن خلال مستوصف القرية
- السؤال الهام هو هل أستطيع المنافسة بالسعر بعد أن ضمنا المنافسة بالجودة ؟ الجواب نعم بالتأكيد حيث أن أطيب أنوع الزبدة بالعالم هي الزبدة البلدية التي نأكلها مباشرة" وأقرب زبدة بالجودة في سوريا لها هي زبدة معمل ألبان حمص حيث يباع القالب ب 40 ليرة سورية والكيلو غرام ب 200 ليرة سورية بينما نشتري كيلو غرام الزبدة البلدية بالقرية ب 125 - 150 ليرة سورية
التمويل : يوجد بسوريا ست جهات متاحة للتمويل وهي ": 1- الصندوق السوري لتنمية الريف ( فردوس ) 2 -برنامج القرى الصحية 3- الهيئة العليا لمكافحة البطالة 4- وزارة الزراعة 5- الاتحاد النسائي 6- الجهات الدولية الداعمة لهذه البرامج 0
فإذا قامت كل جهة من الجهات أعلاه بتمويل المشروع بمبلغ 2 مليوني ليرة سورية لا غير وه مبلغ متاح حيث الصندوق السوري وحده ساعد القرية سابقا" بمبلغ حولي خمسة ملايين ليرة سورية و00 فيكون المبلغ الإجمالي هو 12 اثنا عشر مليون ليرة سورية لا غير تسدد خلال أربع سنوات أي كل سنة ثلاثة ملايين وبالشهر 250 مائتان وخمسون ألف ليرة سورية ولكن لا تسدد أمولا" بل مشاريع كانت تمت دراستها سابقا" وفق استمارات أسرية لكل أسرة وللقرية إجمالا" مثال : ( نرفق أمر القبض البالغ قيمته 250 ألف ليرة المسدد من قبل السادة : - - - لقاء القسط الشهري المترتب عليهم عن شهر نيسان 2006 =- نرفق أمر الدفع رقم والبالغة قيمته 250 ألف ليرة سورية لقاء قيمة مواد مدفوعة لمشروع تربية أبقار للسادة : - - - علما" أن المشروع لديكم نسخة منه وتبلغ كلفته التقديرية : س ليرة
سورية وهي الدفعة السادسة من المشروع ) وعندها يكون لدينا مشاريع ب 12 مليون وكل شهر أعمال ب 250 ألف ليرة ونتوسع بالعمل مع التقييم ( تسمين عجول - تربية عجلات - أبقار حلوب - تسمين خراف 00 وتصنيع منتجات علفية - تصنيع وتسويق المنتجات بكل أصنافها
الإطار
الإطار القانوني : يوجد بالقرية أكثر من عشر محامين يمكن الاعتماد عليهم بترتيب الإطار القانوني لضمان تسديد الدفعات بأوقاتها وضمان تنفيذ الشروط والتقيد الحازم بها فمهمتنا هي المساعدة بالمشروع ومتابعته وواجب المستفيدين التقيد بالشروط
الإطار الاجتماعي : يجب أن يتم العمل عن طريق لجنة تنمية منتخبة ومستعدة للعمل المتفاني لتطوير القرية والسعي الحثيث لمتابعة الخطة وفق الجداول الزمنية المطلوبة
الإطار الاقتصادي : يتم عن طريق إعداد دراسة اقتصادية لكل أسرة عن طريق استمارات قابلة للإسقاط لتصبح استمارة إجمالية للقرية وتحدد نوعية المشاريع التي يستشعرها المواطنين والمجتمع المحلي وإعطاء أولوية للمشاريع الخاصة بالتربية الحيوانية ومنتجاتها وتحدد المرحلة الأولى للمشاريع التي تقل قيمتها عن 250 ألف ليرة سورية وبعدها تزيد القيمة حسب المرحلة اللاحقة والاستمارة تحدد حسب الواردات والنفقات ترتيب السر بشكل شفاف بعد الاتفاق على الأسس وترتب القرية من 1 - 470 دون اعتراض بسبب اعتماد منهجية واضحة وكل يعلم دوره بالمشروع وذلك من خلال دراسة اقتصادية واضحة تعد لهذا السبب تعتمد الأسلوب العلمي وتشكل شكل الرقابة الاقتصادية ( جدول شهري لكل مستفيد يتضمن الإنتاج اليومي والشهري المصروف اليومي والشهري قيمة القسط الشهري المبلغ المتبقي الصافي وملاحظات وتجمع على شكل جدول واحد للقرية كافة" ومن ثم تنزل على جداول الكترونية على الحاسب أو أي برنامج محاسبي لرسم خطوط بيانية ورقابة تطورات )
الإطار الفني : يتم من خلال الاعتماد على المهندسين والأطباء البيطريين بالقرية والاعتماد على الخبرات التي نحتاجها للوصول إلى رأي فني ومنتج بمواصفة عالمية وتطويره وإجراء رقابة مالية ضمن خطة زمنية وربط تزايد إجمالي الدخل للقرية كما تتضمن تصميم العبوات بالحجم والنوع والكن وكيفية تحسين السلالات عن طريق إعداد دراسة من اللجنة الفنية المشكلة لهذا السبب والاتصال مع الجهات الدولية المتاحة لتحسين السلالات ونوعية المنتج لمقاربته من المواصفة العالمية وزج هذه الجهات بالمشروع من خلال إعطائها دور أكبر بالتنمية
الإطار التسويقي : يتم من خلال الربط بين المنتجين والسوق وإظهار علامة ضبط الجودة والتقيد بها وإعطاء الضمانات اللازمة ومتابعة ملاحظات المستهلكين لتتم معالجتها بالسرعة الكلية وإبلاغهم بالمعالجة ويتم ذلك عن طريق لجنة تطوعية قادرة على العمل وتوثيق البيانات والأرقام والتطورات وزج الجهات المحلية وغير المحلية المتاحة للتسويق للمنتج وتحسينه نوعيته وضبط جودته لتصبح حسب المقاييس العالمية واخذ شهادة الضبط العالمية المتاحة
وبعدها يتم أخذ الوثائق والأعمال المتاحة لربط المشروع مع بعض الدول الداعمة للمساعدة تقنيا" وماديا" للحصول على أفضل النتائج الممكنة
ويبدو جليا" بأن هذا العمل يمكن أن يتم في ضوء تنسيق راقي وشفاف بعيد عن الروتين وصدق متناهي وتوظيف التنمية لمصلحة الخصوصية وليس العكس وتعديل القوانين والتعليمات لمصلحة العمل وكله في ظل مجتمع محلي متماسك متفاني مستوعب وقادر على التطوير والبناء المؤسساتي وأخشى أن بعض هذه الأمور غير متاحة حاليا"
أرجو ان أكون وفقت بحكايتي البسيطة السابعة واعذروني على الإطالة فإني أجد بأنها فكرة قابلة للبحث