آخر الأخبار

دوران الأرض (2)-تأثير كوريوليس


أثر كوريوليس هو ميل أو انحراف جسم متحرك بتأثير من دوران الكرة الأرضية فالحركة الأفقية تميل إلى اليمين فى نصف الكرة الشمالي وتميل الى اليسار فى نصف الكرة الجنوبي.

ينتج تأثير كوريوليس عن القوة العُطالية التي تؤثر على الجسم المتحرك على سطح دوار، مثل الكرة الأرضية. وقد تم وصف هذا التأثير لأول مرة في عام 1835 عن طريق العالم الفرنسي جوستاف-جاسبارد كوريوليس. تؤثر القوة العُطالية على الجانب الأيسر لاتجاه الحركة، بالنسبة لحركة الدوران في اتجاه عقارب الساعة، وعلى الجانب الأيمن، بالنسبة لحركة الدوران في عكس اتجاه عقارب الساعة.

ويؤدي تأثير كوريوليس إلى انحراف ظاهري في مسار الأجسام المتحركة في خط مستقيم على نظام إحداثي دوار. في الواقع لا ينحرف الجسم بشكل فعلي عن الخط المستقيم، لكنه يبدوا كذلك بسبب حركة السطح الواقع أسفله.

تتناسب قوة كوريوليس على الأرض مع جيب زاوية دائرة العرض في الموقع. حيث تساوي هذه القوة صفر عند خط الاستواء وتبلغ الحد الأقصى لها عند القطبين.


وأثر كوريوليس نسبة الى العالم الفرنسي گاسپار-گوستاڤ كوريوليس الذى أثبت رياضيا سنة 1835م تأثير دوران الكرة الأرضية على الأجسام المتحركة فوق سطحها، مع أن الرياضيات التي ظهرت في المعادلات المدية tidal equations من قبل پيير-سيمون لاپلاس منذ عام 1778. يحدث تأثير كوريوليس نتيجة ما يدعى بقوة كوريوليس، التي تظهر في معادلة الحركة لجسم ما ضمن إطار مرجعي دوراني. قوة كوريوليس تعتبر مثالا عن القوى التخيلية fictitious force (أو القوى الكاذبة pseudo force) ، لأنها لا تظهر عندما يتم التعبير عن نفس الحركة ضمن إطار مرجعي عطالي inertial frame of reference .، حيث يتم شرح حركة الجسم عن طريق القوى الحقيقية المطبقة دون الحاجة لقوة تخيلية، طبعا مع مفهوم العطالة. أما في إطار مرجعي دوراني ، فإن قوى كوريوليس تعتمد على السرعة للجسم المتحرك ، و القوة النابذة، التي لاتعتمد على سرعة الأجسام المتحركة. كلا القوتين لازمتين لوصف الحركة بشكل دقيق.

ربما تكون الإطار المرجعي الدوراني الأكثر أهمية هو الأرض. فالأجسام المتحركة بحرية على سطح الأرض تتعرض لقوة كوريوليس، و يظهر ذلك في ميلان حركتها نحو اليمين في نصف الكرة الشمالي، و نحو اليسار في نصف الكرة الجنوبي. حركة الهواء و الرياح في الغلاف الأرضي و المياه في المحيطات هي أمثلة واضحة لهذا السلوك. فبدلا من التوجه مباشرة من مناطق الضغط المرتفع لمناطق الضغط المنخفض كما يجب أن يحدث في كوكب غير دائر ، نجد أن اتجاه الحركة ينحرف قليلا إلى اليمين من منطقة الضغط المنخفض في النصف الشمالي، و بالعكس إلى اليسار في النصف الجنوبي.

تعتبر طريقة Merry Go-Round (الأرجوحة الدوارة) من أفضل وأبسط الطرق للتعرف على مقدار قوة كوريوليس والاتجاه الفريد لها. قف بالقرب من الحافة الخارجية لأرجوحة دوارة بطيئة الدوران بحيث تكون في مواجهة منتصفها، مع الحرص على الإمساك بالقضبان بقوة في كل مرة. إذا حاولت الميل للأمام في اتجاه المنتصف فإنك ستشعر بنوع من القوة الجانبية – قوة كوريوليس. لكن يتناسب مقدار هذه القوة مع سرعة الأرجوحة الدوارة وسرعة الميل للأمام. أو بدلاً من ذلك، حاول أن تدحرج كرة على طول أرجوحة سريعة الدوران كما هو موضح في هذا الفيلم على موقع جامعة إلينوي .

http://ww2010.atmos.uiuc.edu/(Gh)/gu...r/fw/crls.rxml

تؤثر ظاهرة تأثير كوريوليس أيضًا على أنماط الطقس. فمن المعلوم أن الرياح تنتج عن حركة الهواء من أحد مناطق الضغط العالي إلى أحد مناطق الضغط المنخفض. أما إذا كانت الأرض ثابتة، ستكون هذه الحركة في خط مستقيم، لكن على الأرض الدوارة، يميل تأثير كوريوليس إلى العمل على تحويل اتجاه الريح في عكس اتجاه عقارب الساعة حول مناطق الضغط المنخفض في نصف الكرة الأرضية الشمالي/ وفي اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الأرضية الجنوبي.



المصادر والمراجع:

Coriolis, G.G., 1832: Mémoire sur le principe des forces vives dans les mouvements relatifs des machines. Journal de l'école Polytechnique, Vol 13, 268–302.
(Original article [in French], PDF-file, 1.6 MB, scanned images of complete pages.)
Coriolis, G.G., 1835: Mémoire sur les équations du mouvement relatif des systèmes de corps. Journal de l'école Polytechnique, Vol 15, 142–154
(Original article [in French] PDF-file, 400 KB, scanned images of complete pages.)
Gill, AE Atmosphere-Ocean dynamics, Academic Press, 1982.
Robert Ehrlich (1990). Turning the World Inside Out and 174 Other Simple Physics Demonstrations. Princeton University Press. ISBN 0691023956.
Durran, D. R., 1993: Is the Coriolis force really responsible for the inertial oscillation?, Bull. Amer. Meteor. Soc., 74, 2179–2184; Corrigenda. Bulletin of the American Meteorological Society, 75, 261