مازال كابوس الشهرة الزائفة يطارد هؤلاء الكهول فى مظهرهم الغلمان فى تصرفاتهم .
مازال هؤلاء الشيوخ يعانون من عقد نفسية متأصلة فيهم ، ويقدمون وصفات الاحتيال الخفيفة لطرائدهم من رواد مقارهم المسماة منتديات ثقافية وجمعيات ومؤسسات تحت ذريعة اقامة الندوات السياسية والعلمية والحلقات النقاشية.
مازالوا يدعون الزعامة والريادة والدفاع عن حقوق العرب والمسلمين بالنمسا، دون أن يكلفهم أحد عبء حمل تلك الأمانة الثقيلة .
فبعد أن بلغ المشيب منهم مبلغه وحفر الزمان تضاريسه القاسية على تقاطيع وجوههم البائسة ، هناك عدة سؤالات تطرح نفسها بشدة :
ألم يحن الوقت أن يلملموا أشلائهم ويقضوا البقية الباقية من أعمارهم فى الزهد والتعبد والاستغفار ؟؟؟ أو على أقل تقدير قضاء بعض السويعات الممتعة مع أحفادهم !!! أو حتى ممارسة هواية اصطياد الأسماك على ضفاف نهر الدانوب!!! بصحبة أقرانهم...
ألم يحن الوقت كى يتنحوا عن سلطاتهم طواعية وأن يتركوا فسحة للجيل الصاعد والشباب الواعد؟؟؟ لأخذ زمام المبادرة ؟؟
ألم يستنشقوا نسائم رياح التغيير التى ستعصف بهم رغما عنهم ؟؟
ألن يقروا بأنهم أناسا أكل منهم الدهر وشرب ؟؟؟ وبأن أوراقهم قد ذبلت وتساقطت بعد أن داهمهم خريف العمر وبأن وميضهم قد بهت ؟؟؟
ألن يعترفوا بأن ساعة الحقيقة قد دقت منذرة بانقشاع الهالة الوهمية التى يحيطون أنفسهم بها ؟؟؟
ألن يحترموا شيخوختهم ويكفوا عن ارهاق قلوبهم المتعبة وأجسادهم المنهكة باصرارهم على خلق و تنظيم لقاءات واجتماعات ومحاضرات أقل ماتوصف به بأنها مكررة ومملة وسخيفة " لاتغنى ولاتسمن من جوع " ولايعرف من المستفيد منها !!!
لذا ولمواجهة ومداواة المعضلات التى أسلفنا ذكرها تقدم بعض الاخوة الناشطين والعاملين فى الحقل الانسانى والاجتماعى ممن يتمتعون برؤية مستقبلية نافذة ، تقدموا بعدة مقترحات جادة لتفعيل وتطوير عمل المجتمع المدنى والعمل النقابى وذلك حرصا منهم على مصالح الجاليتين الاسلامية والعربية العليا بالنمسا نوجزها بالتالى :
أولا : تأسيس أول اتحاد للمسنين النمساويين العرب وانتخاب هيئة ادارية للاتحاد مرة كل عام على أسس ديمقراطية ونزيهة مكونة من 7 مسنين توزع عليهم المناصب حسب الكفاءات ، وتقوم الهيئة الادارية بدورها بانتخاب رئيس للاتحاد له حق "الفيتو" شريطة أن يكتمل النصاب القانونى للجمعية العمومية ، أى ثلثى الأعضاء حسب اللائحة الداخلية للاتحاد .
ثانيا : تحويل مقار الجمعيات والمؤسسات الفاشلة والعاجزة عن تسديد ايجاراتها والمثقلة بالديون الى ملتقيات للمتقاعدين والمسنين يلتقون فيها ليتسامروا ويتقارعوا ويمارسوا سياسة التنظير على بعضهم البعض ، مقابل اشتراك رمزى يسدده المتقاعد للجنة المختصة .
ثالثا : تنظيم محاضرات سياسية وثقافية تحت شعار " الماضى فقط " على سبيل المثال لاالحصر : ( مناقشة كتاب كليلة ودمنة ل ( عبد الله بن المقفع ) ، النهاية المأساوية لدكتاتور زائير السابق "الكونغو الديمقراطية" الآن ( موبوتو سيسى سيكو ) .
رابعا : اعداد وجبات صحية فى مقصف مقر " الاتحاد " خالية من الدسم والدهون المشبعة ، ويفضل أن تشتمل المأكولات على وجبات نباتية لاطالة أعمار الأعضاء قدر المستطاع حتى تستفيد الأجيال القادمة من خبراتهم الجليلة ، شريطة أن يشرف على اعداد تلك الوجبات طبيب عربى متقاعد اضافة الى تقديم مشاريب ساخنة "كالينسون ، الجنزبيل ، القرفة بالحليب ، البابونج ، الحلبة " ومنع المرطبات الغازية التى تحتوى على مادة الكافيين الضارة منعا باتا ، وحظر تدخين النرجيلة .
خامسا : انشاء صندوق للاتحاد يتم تمويله من الأعضاء كاملى العضوية أى الذين يسددون اشتراكاتهم بانتظام و لاتقل أعمارهم عن 65 عاما بهدف تأمين ميتة كريمة للعضو وتغطية نفقات الدفن والعزاء ( شاملة الطعام ) واحياء الذكرى الأربعينية والسنوية للمرحوم ، دون الاضطرار "للشحتة والتسول من المساجد" .
سادسا : ممارسة تمارين تنشيط الذاكرة لمن أوشك على فقدانها ، وتنظيم دورات مكثفة لتعليم لعبة " طاولة الزهر" وتنظيم بطولات ودية فى لعبة تنس الطاولة " بينج بونج" ومن ثم توزيع الجوائز التقديرية والتشجيعية على الفائزين .
سابعا : نرحب بالمقترحات الجادة والهادفة التى تصب فى مصلحة الاتحاد الوليد ونعدكم بأنها ستحظى بدراسة وافية ومستفيضة.