في زمن العهر والمال وهيمنة القطب الواحد على العالم ، أمكن للعم سام أن يجلب أصغر الثعالب فيجعله ملكاً للغاب ، لكــن عالم وحيد القرن دخل طور النزع الأخير ، مع ذلك لا بد من توقع مفاجأة ما ،
قبل أن تتبلور ولادة قطب آخر ،
حين يقرأ أهل مجلس التآمر الخليجي :
بعد البسملة : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " ،
نراهم يعملون بجد ، على إلحاق الأذى بواحدة من أهم وأعرق دول العالم العربي " سوريا "
كنا نعتقد إلى حين أن " المملكة السعودية " هي صاحبة القول الفصل في سياسات أهل الخليج ، لحجمها وثروتها ، لكن وجود بعض العقلاء فيها دفع بدعاة السياسة الماسونية في أمريكا لسحب البساط من تحت أقدام القيادة السعودية ، خصوصاً بعد منع السعودية القوات الأمريكية من استخدام أراضيها في الهجوم على العراق 2003 ، وأقاموا من قطر أكبر قاعدة جوية أمريكية عبر العالم ، ونفخوا في أميرها ووزير خارجيته روح الغطرسة والخيلاء فتصورا نفسيهما من كبار قادة العالم ، وتناسى كلاهما أن أكبر المناطيد يعود إلى الأرض إن ثقبه مسمار صغير ، والمسمار حتى الآن في اليد الأمريكية ، كأن الاثنان لم يقرأا ، وإن قرأا لن يفهما معنى ما جاء في بروتوكولات خبثاء صهيون عن الأغيار الذين يؤمون محافلهم وكيف يعيدونهم إلى حقيقتهم عن طريق السخرية ، ولنتصور أن رئيساً أمريكياً في مستقبل قريب يرفض لقاء حمـــد القطري ، الكبير أو الصغير بعد أن لا يعود . . حاييم ... .
سخرية القدر التي ما بعدها سخرية أن يقود " منظمة تفتيت العالم العربي " الجامعة سابقاً " شيخ من قطر ، وقد أسماه عباقرة الساسة العرب حاييم قطر ، ونحن أسمينا جزيرته المحتلة قطرائيل ، ولنتساءل عن مغزى قوله لوزير خارجية الجزائر " الدور عليكم قريب ، وستحتاجوننا " ..... هل أصبح حاييم قطرائيل يحدد مسار الدول والشعوب ويتلاعب بمصائرها خدمة لمخطط أسياده في محفل نيويورك الأعظم .؟.
القاعدتان الأمريكيتان الكبيرتان ، الجوية في قطرائيل ، والبحرية في البحرين ، إن وقعت حرب إقليمية بسبب التحريض على إيران والتغاضي عن الكيان الصهيوني ، ما سيكون مصيرهما ..؟. ومن يتحمل مسئولية دمارهما ومقتل آلاف المواطنين باعتبار القاعدتين مجرد جزيرتين صغيرتين وهما أقرب الأهداف الأمريكية في متناول النيران الإيرانية ، عندها سيصرخ عربان التآمر الخليجي أن إيران تضرب جوارها . . . ويتناسون أنهم من جلب الخنزير إلى حقله ، وما همهم الشعب ... فقصورهم وصناديق أموالهم والحماية مؤمنة لهم في عالم السيد ( الغرب ) .
دول مجلس التآمر الخليجي أعربت ، عن أسفها وحزنها لاستمرار نزيف الدم في سوريا ، وأكدت حرصها على أمن واستقرار ووحدة سوريا ، ودعت إلى الوقف الفوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة ووضع حد لإراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة وإجراء الإصلاحات الجادة والضرورية بما يكفل حقوق الشعب السوري الشقيق ويصون كرامته ويحقق تطلعاته .
إليكم أيها الحكام المختلجين يا أنصاف الرجال و أشباههم من انتم الم تقرؤوا في كتاب الله العظيم ما وصفكم الله سبحانه و تعالى من وصفا الم يقول الله عز جلاله عنكم في سورة الأنفال من بعد
" بسم الله الرحمن الرحيم "
" إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ *(22 )* وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ "
صدق الله العلي العظيم .
النبي مجمد عليه الصلاة والسلام عندما قال : / اللهم بارك في شامنا ويمننا ، فيل له ونجدنا فقال :
شامنا ويمننا فقيل له ونجدنا فقال : شامننا ويمننا فيل له ونجدنا فقال ونجدنا / ،
النبي علبيه الصلاة والسلام يعلم من هم شعب نجد والخليج العربي تمام المعرفة فلذلك دعا بالبركة لأهل الشام واليمن لأنهما شعب فيهما الخير والتسامح والبركة أكثر بكثييييييير من شعب الخليج بأكمله
اسمعوا أيها الدواب والله لو اجتمعتم مئة ألف مرة و عويتم الليل و النهار و خاويتم الصهاينة الفجار فإنكم لخاسرين و إن كيدكم إلى نحركم إنشاء الله تعالى لان الله مع الحق و لواء الحق و النصر بيد سيدنا و قائدنا الشجاع بشار الأسد .
ما هو العامل المشترك الذي يجمع بين مجلس التآمر الخليجي ودولتين عربيتين وحيدتين واحدة من المشرق وأخرى من أقاصي حدود العرب الغربية ؟ .
نعم انه نظام الحكم الدكتاتوري الملكي الاستبدادي القاهر لشعوبه , الظالم لامته , العاصي لربه , الحارق لقرآنه نعم , ملوك وأمراء طغاة وليسوا برعاة نصبهم المحتل البريطاني والفرنسي بعد أن سجدوا له مقرين بعبوديتهم المطلقة لهذا المحتل ومعلنين ارتدادهم عن دين أمتهم ومتنكرين لأوطانهم وبلا وازع من خجل أو خوف .
ولكن وعلى ما يبدوا أن اليوم غير الأمس فما إن شعروا بأن نهايتهم باتت قريبة وان الشعوب عادت إلى وعيها وصحت من غفوتها الطويلة وعصت نفسها الأمارة بالسوء وعرفت ربها وفهمت قرآنها , فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وما أمر الله أبدا بطاعة مخلوق وفيه معصية له فهذا من العبث الذي ينفي عنه الألوهية وقد تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا .
نعم لقد دب الذعر في قلوبهم وهذا دليل ترنحهم وهم يلفظون الأنفاس الأخيرة فوجدوا أن يمدوا بأيديهم إلى من يماثلهم في طريقة الاستبداد والتكبر على العباد ، إن بعضهم لسان حاله يقول أنا ربكم فاعبدون
ولكن لن ينفعهم هذا العون
يا أشباه الرجال ..يا أنصاف الرجال .. يا صعاليك الأرض و حثالات أهلها ، الم تعتبروا ؟..
هناك كلمات لا تتفارق وتبقى مخلصة لبعضها ...في عبارة واحدة لا تقبل التقسيم ..ولكن هناك كلمات لا تلتقي في عبارات إلا على جثث بعضها.. كما الجبال لا تلتقي..إحدى هذه العبارات هي هذه الثلاثية :
( الحرب.. الأهلية.. السورية )
التي سمعنا بها وأحسسنا أنها كلمات يصدر اجتماعها لحنا نشازا كمن يسمع إلى معزوفة فيها ربابة بدوية بسيطة .. وبيانو أوروبي .. وطبل أدغال أفريقي .. ولكم أن تتخيلوا الانسجام بين هذه الأدوات الموسيقية وأي نوع من الأنغام المتساوقة والمتناسقة يمكن أن تسمعها الأذن البشرية من هذه الأدوات الموسيقية المتنافرة ..
حرب ( ربابة بدوية ) .. وأهلية ( طبل أفريقي ) وسورية ( بيانو أوروبي ) ؟؟؟ .. يا الله .. ما هذا الضجيج !!
السيمفونية الجديدة كان المايسترو لها السيدة " ضرة المسكينة مونيكا لوينسكي " " هيلاري كلينتون " ..
هذا المصطلح المولود حديثا كانت " قابلته " السيدة هيلاري ، وردد الجميع من جوقتها في تركيا والمجلس الوطني والجامعة العبرية نشيد " المجد للحرب الأهلية السورية " ..
كما ردده الأوروبيون باحتفالية تشبه احتفالياتهم بعيد الميلاد ..
لمن يفهم لغة الأساطير الإغريقية التي تقدم لنا آلهة غريبة ومخلوقات خيالية فإنها لن تستطيع أن تستولد شيئا ذا معنى من هذه الثلاثية .. حرب ... وأهلية ... وسورية ؟؟ إنها كمن يصنع مخلوقا له جسم غزال وأرجل فيل ورأس قرد .. وللثوار لمن لا يفهمون في أساطير الأولين ، هذا المخلوق المسمى ( حرب أهلية سورية )
يشبه مخلوقا له جسم حمد بن خليفة ورأسه المهاتما غاندي .. أو يشبه رأس يوسف القرضاوي الشرير على صورة للسيد المسيح .. أو رأس سعد الحريري الأزعر على جسد بطل كعماد مغنية .. أو أن يكون هناك مخلوق برأس الضئيل الذليل مصطفى عبد الجليل فوق أكتاف وليد المعلم مثلا .. أو مثلا أن يكون رأس برهان غليون على جسد نيلسون مانديلا .. هذه التصاوير بالضبط مثل تركيب :
حرب .. أهلية ... سورية..
ما هذا ... ؟ حرب .. وأهلية .. وسورية ..؟؟ !! أو بعد هذا التماسك السوري رغم كل ما رأينا من تقطيع الجثث العلني والفحيح الرهيب للأفاعي المذهبية على الفضائيات ومواقع المعارضة المريضة فبركات اليوتيوب وبعد إلقاء القنابل الطائفية العنقودية وفتاوى الكراهية السوداء وهذا القبح الذي يبثه وينفثه الإخوان المسلمون في طول البلاد وعرضها مع الأفغان العرب والقرضاوي والعرعور .. و رغم كل هذا الإنزال بالمظلات للجثث والأعضاء المقطعة على بيوتنا وعقولنا وعيوننا ... وبعد كل هذا الإخفاق في إطلاق رعونة العصبية المذهبية .. لا يزال البعض يأمل بأن حربا أهلية سورية ستقع ..
هناك كلمات لا يشبه التقاؤها إلا التقاء مستحيلا لأشخاص في الحياة فعندما تقبل ( الحرب الأهلية ) أن تلتقي مع كلمة ( سوريا ) يمكن عندها قبول إنجيلينا جولي بالزواج من الشيخ العبيطان في السعودية .. حيث ولي أمرها في عقد النكاح هو الشيخ اللحيدان والعياذ بالله .. أو يمكن مثلا تحقق نبأ خطوبة كاترينا زيتا جونز من الشيخ عدنان العرعور ( ولو أن العرعور يفضل براد بيت كما يعتقد على نطاق واسع !! ) ..وأستغفر الله لي ولها من هذا الكابوس .. إن القبول بسهولة حرب أهلية سورية يشبه القبول بسهولة تشكل رابطة رعوية خيرية تجمع الأم تريزا مع أمير جماعة إسلامية تكفيرية ، وأسأل ربي الرحمة من هذا الخيال .
لاشك أنكم تعرفون أن هناك كلمات تحضر وتأبى إلا أن تأتي بصاحبها معها .. مثلا
" مبيّض المؤسسات عزمي بشارة " .. وبالطبع لن يحضر هنا إلا اسم " عظمي بصارة " .. أو مثلا
" إيليا كوهين الثاني الملقب عزمي بشارة " وحتما عظمي بصارة هو الوحيد الحائز على هذا اللقب ..
هناك كلمات تحضر وتحضر معها روح صاحبها ورائحته مثل " بيل كلينتون و .....السيكار " حيث يحضر على الفور اسم المسكينة البريئة مونيكا لوينسكي ( ضرة السيدة وزيرة الخارجية الأمريكية ) إلى هذه العبارة ، تماما كما تحضر روح عبد الباري عطوان إلى عبارة ( الصحفي الطبال ) .. فهو الصحفي الوحيد الذي يجيد العزف على أي طبل .. طبول الثورات وطبول المقاومة وطبول الإسلاميين والاشتراكيين وطبول الناتو وطبول المجالس الوطنية ..
هناك عبارات مستحيلة وكلماتها تشتبك مع بعضها بدموية وعدوانية وضراوة كاشتباك الذئاب مع الضباع حول فريسة .. وتتناطح كتناطح الثيران البرية في موسم التزاوج واللقاح .. هذه العبارات مثل :
الجمهورية الإسلامية السعودية .. انتخابات الرئيس السعودي .. البرلمان السعودي .. مجلس الشيوخ
( الكونغرس ) القطري .. الدستور القطري .. أو قاعدة العيديد السورية .. أو الثائر الاشتراكي الأممي الرفيق حمد بن جاسم .. موزه بنت مسند أميرة القلوب .. العربي رجب طيب أردوغان .. الملك السعودي المقاوم .. ارتفاع سعر برميل الدم العربي .. العربي النبيل نبيل العربي .. معاهدة السلام السورية الإسرائيلية .. الرئيس السوري برهان غليون .. المخلص لكم أردوغان ..
سقوط الرئيس بشار الأسد .. سقوط سوريا .. انهيار سوريا ..
وبالطبع أخيرا " الحرب الأهلية السورية" ..
هناك كلمات أيضا تنشأ بينها علاقات حربية وعلاقات حب وكراهية ونزاعات .. فهناك كلمات لا تحب بعضها وتحس بالنفور والتنافر .. وتكاد تسمع صليل السيوف واحتكاك السكاكين بينها وهي ترفض أن تتجاور في أي نص منطقي ولا يمكن جمعها إلا في نص خيالي أو عبثي أو كوميدي .. وبكلمة أخرى هذه كلمات تشهر السلاح في وجه الكلمات الأخرى ولا تقبل التصالح معها وتشن حربا عليها ولا تقبل أن تتصافح معها ..
يعني يمكن أن تنشأ حرب أهلية بين الكلمات إذا ما حاولت بعض الكلمات التسلل إلى جوار كلمات أخرى مثل : " انشقاق الجيش السوري .. سوريا مثل ليبيا ... استسلام الشعب السوري " .. أو مثل هذه الثلاثية الشديدة .. الشديدة ... الشديدة التناقض : حرب ... أهلية ... سورية
هناك عبارات مخلخلة ويحس قارئها أنها تحتاج مسامير لتثبيتها مثل " المجلس السوري الوطني الانتقالي " .. فكلمة " السوري " مرغمة على الجلوس هنا بالقوة ومثبتة بمسامير ضخمة على صليب المجلس الوطني الانتقالي كما صلب السيد المسيح وفق الأناجيل بالمسامير من يديه ولو كان الأمر بيد هذه الكلمة المعذبة التي تئن لهربت من هذا المكان وأعلنت لجوءا سياسيا في رحاب سورة " قل أعوذ برب الفلق " في القرآن الكريم .. كما أن هذا المكان ( بين كلمتي المجلس ... الوطني) في الحقيقة ليس لها بل لكلمة أخرى مغيبة هي " التركي " .. ولو قيّض لها لنزلت كلمة التركي في المكان بسهولة كما تنزل قدم سندريلا في حذائها المفقود لأن هذا المكان الشاغر في عبارة ( المجلس .... الانتقالي الوطني ) على مقاس هذه الكلمة فقط .. وهذا الحذاء لا يناسب قدم كلمة " السوري " بل قدم كلمة " التركي "
وربما قدم بسمة قضماني ( سندريلا المعارضة ) التي أضاعت حذاءها في حفلة استانبول ووجده لها الأمير ... برهان غليون .. الذي يراقصها في كل مؤتمرات المجلس القضماني البرهاني الانتقالي
هناك كلمات تلتقي مع كلمات وتتناسب وترتبط مع بعضها بعلاقات اقتران وزواج ومصاهرة وتنشأ بينها علاقات حب حقيقية مثل: فلسطين وسوريا وإيران ولبنان ، ويحس قارئها أنها تتبادل الغزل أو تتصافح بحرارة .. فيما لا تستطيع كلمات مثل " إيران .. حماس .. إسرائيل " أن تلتقي بهدوء ووئام دون أن تندلع الحرائق على الورق ويتصاعد الدخان وربما لحظنا خروج صواريخ القسام وصواريخ شهاب بين الكلمات وغارات الكلمات على الكلمات بين هذه المركبات .. والحروف الملتهبة ..
هناك كلمات ترتبط فيما بينها بالسلاسل والحبال ولا تتفرق عن بعضها .. مثل :
حسن نصر الله وحزب الله ونصر 2006 .. بشار الأسد وسوريا .. الشعب السوري المقاوم ..
الشعب السوري العظيم .. الشعب السوري المتماسك .. سوريا الملاذ للاجئين العرب ..
سوريا قلب الأمة النابض ..
أخيرا ما هي العبارات النائمة ؟. مصطلح العبارات النائمة مثل مصطلح الخلايا النائمة التي تستيقظ على مهل مثل عبارة " المعارك في الجولان المحتل " .. و " قضية لواء اسكنرون السوري " ..
" الإصلاح في سوريا " .. " تعديل الدستور السوري " ... " البرلمان السوري " ...
" انتخابات الرئاسة السورية " .. " الأحزاب المتنافسة السورية " .... وهي عبارات تتمطى وتتثاءب معلنة قيامها من سبات طويل وتتنبه إلى أن الزمن قد تغير من البيات الشتوي الطويل إلى أيام دافئة مشمسة .. وهناك يد رئيس شاب وجيل له عنفوان تربت عليها كي تستفيق من سباتها .. وتقوم ..
هناك كلمات إذا ما ذهبت للقاء كلمات أخرى ترتدي الألماس حول حروفها كما الحسناوات الجميلات ..
ونرى الألماس يبرق ويتلألأ حول عنق عبارة مثل:
سوريا يا حبيبتي ..
وهناك عبارات كلما التقت بنا كسرت في حنايانا خوابي الخمور وسكرنا وانتشينا بها مثل :
سوريا .. الله حاميها
وهناك عبارات يعرش الياسمين على حروفها وتتدلى الدوالي من بين الحروف ويترعرع الحبق على شرفات حروفها .. وتقطف الورود منها حروفا لتتزين بها .. هذه العبارات مثل :
هذي دمشق وهذي الكأس والراح ... إني أحب ، وبعض الحب ذبّاح
أنا الدمشقي لو شرحتم جسدي ... لسال منه عناقيد وتفاح
ولو فتحتم شراييني بمديتكم ... سمعتم في دمي أصوات من راحوا
وللشرح:
العناقيد هم أهل السويداء المعروفون بإنتاج العنب .. أما التفاح فهم أهل طرطوس واللاذقية وحمص وحماة ودير الزور و إدلب و..... والأصوات في الدماء هي أجراس الكنائس والمآذن .. إذا كيف تقوم حرب أهلية في هذا الجسد ؟ ..
وما يمكن أن يحدث في أي جسد صحيح هو التالي:
ككل جسد .. وفي مكان ما في وسط هذا الجسم الدمشقي الممشوق مكان ضيق لخروج مفردات
" الحرب الأهلية السورية " و " الفتنة الطائفية " و " المجلس الوطني الانتقالي " و
" مؤتمر استانبول " و " الجامعة العربية " و " حلف الناتو " .. وهي فتحة ضيقة لا يمر منها إلا أعضاء المجلس الوطني الانتقالي و هيلاري كلينتون و حمد و موزة و القرضاوي و عرعور و الشقفة و عظمي بصارة و أردوغان و اوغلو ورضوان زيادة و أيمن عبد النور ووو .. وو .. وبرهان غليون أول الخارجين طبعا مع السندريلا التي ترتدي حذاءها التركي .. وسط هذا الازدحام الشديد ...
ترى أين هذا المكان ؟ ....
بعد هذا التماسك الأسطوري للشعب السوري .. قال " حرب أهلية سورية " قال ....
عربان أميركا يمارسون " فحيحهم " تحت الطاولة بانتظار أيام أفضل .
والأميركيون يحاورون الروس قبل الظهر ، وينتقدون مشروعهم بعد الظهر . وجميع هؤلاء يستمرون في التحريض والتعبئة ضد سورية على لسان غليون .
الحريصين على دماء السوريين إن كانوا صادقين ، يجب أﻻ يعملوا على جعلها عشرات ومئات اﻵﻻف من الضحايا
فكل من ينضوي في هكذا مشاريع آخر ما يهمه دماء السوريين وكيفية حقنها ،
وللسوريين في تجارب غيرهم عبرة ،
هذا هو السيناريو بكل بساطة ، والذي تم اللعب فيه كورقة أخيرة بعد أن فشل رهان
الخارج على كل شيء ، وبات واضحاً بشكل جلي للجميع أن اﻷزمة في خواتيمها ، فالحركات اﻻحتجاجية انحسرت إلى درجة كبيرة ، كما فشل العمل على كل ما يؤجج اﻷحداث داخلياً واستهلكت كل اﻷوراق ،
وبات واضحاً للجميع داخلياً وخارجياً حجم التهويل والتضخيم الذي عملت عليه ماكينة إعﻼمية تحريضية سعت بكل ثانية من بثها الذي ﻻيتوقف للمتاجرة بالدم السوري والتهييج من خﻼله وبث كل ما من شأنه تعميق النزف ، ومصوراً اﻷمور على أنها عنف من طرف واحد
متجاهﻼً المسلحين وتبني المنشقين لعمليات قتل بحجة الدفاع عن متظاهرين وغيرها كثير والقائمة تطول . فسوريا نزفت ما يكفي ،
والبعض ممن يدعون المعارضة يعدون لشﻼﻻت مضاعفة من الدم عبر ارتهانهم لمشرع يستهدف سوريا بجر التدخل الخارجي . ماذا يعني :
اغتيال الكفاءات السورية من أساتذة الجامعات وأصحاب اﻻختصاصات النادرة و اﻷطباء والمهندسين ورجال الدين ؟ ما شهدته سوريا في اﻷيام اﻷخيرة من استهداف العقول
، يبدو أشبه بتاريخ يعيد نفسه وهو صورة مطابقة ﻷحداث شهدتها في ثمانينات القرن الماضي ،
يعطون لأنفسهم الحق عبر شاشات معروفة التوجه ليتهموا كما يحلوا لهم ،
طالما كان هناك إعﻼم يعطيه الفرصة ليقول كل ما يريد دون تشكيك .
هذا اﻹعﻼم الذي ﻻيجد ما يقوله سوى تكرار أن الضحايا معارضين .
هذا اﻹعﻼم هو ذاته الذي نسج اﻷساطير واختلق السيناريوهات وتاجر بدماء اﻷحياء ووقف مشككاً عندما تبين أنهم لم يقتلوا ولم يقطعوا ولم تبتر أطرافهم كما كان ينسج ويروج ويتاجر ، ووصف الكفاءات حتى العسكرية منها بالمعارضة وغطا على الطريقة التي قتل بها آخرون ﻷنهم قضوا غدراً ،
وهنا مثالين بسيطين يعطيان فكرة واضحة عن هذه اﻷساليب الرخيصة :
زينب الحصني : فتاة سورية تبلغ من العمر 18 عاماً من مدينة حمص ،
قيل أنها قتلت وقطعت أوصالها وفصل رأسها عن جسدها ،
ودعي إلى التظاهر باسمها ، وفتح ﻷجلها عشرات الصفحات والمواقع على الشبكة العنكبوتية ،
سارية بدر الدين حسون : نجل مفتي الجمهورية السورية والذي قتل مع أستاذ جامعي كان يرافقه في كمين نصب له قرب مدينة حلب ،
ولكن نفس وسائل اﻹعﻼم إياها قالت أنه سقط في اشتباكات قرب مدينة سراقب جنوب حلب ، والقول أنه سقط بإطﻼق نار فهي تصور اﻷمر كما لو أنه منخرطاً ويحمل السﻼح وسقط خﻼل اﻻشتباكات ،
وشتان بين هؤﻻء وبين والده الذي قال في كلمة مفعمة بمعاني الدين الحقيقي خﻼل تشييع نجله مخاطباً القتلة :
" ﻻأفجعكم الله بعزيز ، ولكن بأي حد من حدود الله قتلتم ولدي وأستاذه " ،
وهذا السؤال برسم المقهقهين أيضا ً... هكذا تعمل وتروج عشرات المحطات التي تستهدف سوريا بمئات الساعات من البث اليومي ، وتسعى لتصوير الوضع فيها كبركان متفجر وشﻼﻻت الدم
" مع تقديس كل نقطة " ﻻتنقطع ..
من جال من درعا جنوباً مروراً بالعاصمة دمشق إلى حمص وطرطوس وبانياس والﻼذقية وحلب
" التي سرعت انهيار مآربهم " والرقة و الحسكة وسواها يعرف مدى التهويل المقزز الذي يصب في خانة الفتن والمتاجرة بها .
حتى اﻵن الرهان ﻻيزال قائماً على وعي السوريين ﻻجتياز المرحلة بأقل الخسائر ، والعودة من قبل الغرر بهم إلى جادة الصواب ،
فهذه الدول التي يستعينون بها و يتسولون تدخلها ﻻحتﻼل سوريا اليوم وإعادتها إلى القرون الوسطى باسم
" الحرية " ، أليست هي ذاتها الدول التي سفكت دماء شعوب كاملة منذ :
إبادة الهنود الحمر مروراً بمدينتي هيروشيما و ناغازاكي وصوﻻً إلى العراق وأفغانستان ؟ وليقس أي منظر سواها الكثير من مذابح اﻷرمن والدول التي سبق واحتلتها فرنسا في المنطقة والقائمة تطول ... أليس هذا المجتمع الدولي هو ذاته الذي يمثل أعمدة اﻷمم المتحدة والتي تعتبر عصاً بيد تلك القوى ،
ألم يتهم رئيس الوزراء التركي ، طيب رجب أردوغان ، فرنسا على خلفية مصادقة البرلمان الفرنسي على قانون يجرّم إنكار مذابح الأرمن من قبل الدولة العثمانية ، بارتكاب جرائم إبادة في حق الجزائريين خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر ، داعيا الرئيس نيكولا ساركوزي ليسأل والده إن كان لا يعلم ماذا فعله الفرنسيون في الجزائريين من تقتيل .
وقال وزير خارجيته ، أحمد داوود اوغلو ، في لقاء مع سفراء تركيا عبر العالم
'' إن الساسة الفرنسيين الذين اتخذوا هذا القرار لا يختلفون عن بشار الأسد أو معمر القذافي '' ،
ما نشهده اليوم لعبة كبرى من ألعاب اﻷمم ترفع شعارات حق يراد بها باطل رؤوسها خلف البحار وأدواتها رخيصة تطل بثوب " المعارضة 5 نجوم " لتتاجر بكل محظور في سبيل تحقيق ما تمنيه نفسها المريضة