آخر الأخبار

الآباء والأبناء, السهل الممتنع

الحكاية البسيطة التاسعة
إنه موضوع شائك معقد وبسيط في آن معا" إنه جدلية الدنيا وشغل العالم إنه موضوع الآباء والأبناء وخاصة في مرحلة المراهقة والشباب 0 لقد عمل المحللون النفسيون وعلماء الاجتماع لتحليل هذه المشكلة المعضلة وبقيت بدون حل وإذ إنني لا أريد أن يفهم بأنني أطرح حلا" ولكنني أطرح تجربة لم تكتمل أطرحها بمنتهى الموضوعية والمباشرة بسلبياتها وايجابياتها أطرحها وأتمنى لو كتب لها النجاح فكانت ستقدم الكثير الكثير مما يتمناه المجتمع الآباء والأبناء معا" : إن الابن يبقى أمام ناظري والده فلا يراه والده يكبر كمثل نبتة الأرض أمام صاحبها يراها كل الناس تنمو إلا صاحبها ومحبة الأب تجعل منه دائما بموقع الناصح والمتدخل بكل شيء مهما كان صغيرا" وتبدأ الاختلافات حيث يبقى الابن ولدا" حتى لو كان قادرا" على حكم أربع بلدان مجتمعة ويتحول الأب بنظر الابن إلى كائن متدخل ومتخلف وغبي أحيانا" لأنه لا يراعي ولا يحترم ولا يستطيع اكتشاف شخصية الابن ومواهبه ولا يقدر أن يتفهم أن ابنه أصبح رجلا" مما يجعله متخلفا" بامتياز حتى لو كان يحمل أعلى الشهادات العلمية 0 وهنا يصبح الابن يتصرف بانفعالية ولا يستفيد من خبرة والده التي رفضها مقدما جملة وتفصيلا" وجلس في غرفته منزويا" معه أصدقاءه وأشياءه الخاصة مخفيا" ماذا يريد وفاقدا" لحكمة والده وخبرته في الحياة التي لا يسعد أب بإعطائها لأحد ك....عادته لإعطائها لولده 0 وفي الجانب الأخر يفقد الأب طاقة ابنه الشاب وقدرته على الإبداع ولا يستطيع أن يحاور العصر الذي لا ينال من الآباء سوى اللعنات لهذه الثقافة والموسيقى والأخلاق والثياب والموضة وغيرها وأصبحت عوامل الالتقاء بالبيت الريفي أقل بكثير ومشى كل من الآباء والأبناء بخطين متوازيين لا يلتقيان والسؤال هل يشعر الآباء والأبناء بالسعادة لهذا الوضع وهل يرغب الأبناء بالقرب من آبائهم وهل يرغب الآباء بمحاورة أبنائهم ؟ فإذا علم الأب أن ولده يدخن ربما يضربه ولكن عندما يعلم أن 20 0/0 من جيل الشباب تدخن تصبح مشكلة تحتاج لمعالجة 0 لقد استطعنا أن نعد استمارة حوارية مكونة من حوالي 100 سؤال الإجابة عليها ب نعم أو لا أو رقم قابلة للإسقاط تهدف لتكوين بنية ثقافية ومكون رقمي لنمط تفكير الشباب وتحاورهم الأرقام لتظهر النمط السلبي في سلوكهم من خلال الرقم السلبي والنمط الايجابي بسلوكهم من خلال الرقم الايجابي وعندها نهيئ لتشكيل فريق حوار تتلى البيانات وتتم مناقشة فريق من الشباب الأبناء مع فريق من الآباء لتشكيل رؤية مشتركة وأنا اعتذر لأنني لا أستطيع ان أقدم لكم الاستمارة فهي طويلة ولو رأيتموها لكان لكم تقييم أقرب للواقع 0 ومن التساؤلات : كيف أسمح لنفسي عندما أريد أن أقوم بعمل عضلي أن أنادي شابا" ليقوم به مقرا" بأن طاقته اكبر من طاقتي ولا أسمح له بخوض حوار يستهدف مستقبله بشكل مباشر ؟ وهل نعلم أن المعلوماتية التي تغير وجه الدنيا أكثر من 90 0/ 0 من روادها من جيل الشباب ؟ وهل نتذكر بأنه عندما كنا في مثل عمرهم كان لنا تصرفات غريبة كان يمجها آباؤنا ؟ وهل نعتقد بأن قرار بعض الآباء بعدم استقدام الدش على منازلهم حفاظا" على أولادهم قرارا" حكيما" ؟ ألا يستطيع هؤلاء الأبناء أن يتفرجوا على الدش عند الجيران وأيها اخطر بهذه الحالة ؟ وهل من الحكمة ان نقف في قعر السد ونضع حولنا أكياس التراب لنمنع الغرق عن أنفسنا وهل لو انهار التراب سيكون أسهل من الماء ؟ أليس من الأجدى ان نعلم الجيل السباحة ونحصنه ذاتيا" من خلال الحوار وإعطاءه المجال في رسم مستقبله بنفسه ؟ والله أيها الأخوة لقد اخترت شعبتي العاشر والحادي عشر وكلمتهم عن الاستمارة التي لا يوجد فيها ما يدل على الاسم أو الشخصية فقط العمر والجنس ودرجة الثقافة وذلك إبعادا" للإحراج واقترحنا أن يقوم بجمع البيانات الشباب أنفسهم وتعطى لنا على شكل بيانات تم إسقاطها وتشكل فريق حواري 0 أقول والله انتشرت الفكرة بين الشباب كالنار في الهشيم 0 ولدى محاورة الآباء بالاستمارة والفكرة لم تكن أقل انتشارا" منها بين الشباب ولكنها لم تنجز للأسف وأتمنى أن تنفذ مثل هذه الاستبيانات في الأماكن المتاحة لها وأرجو أن تكون فكرة تستحق منكم عناء قراءتها وإنني جاهز للحوار حولها عبر هذا الموقع الموقر أو على بريدي الخاص شاكرا" حسن اهتمامكم
alafeef@scs-net.org