حكايتي البسيطة التالية : فلاحو الغاب بين غضب الطبيعة وسياسة الحكومة الظالمة :
مرة أخرى أيها الأصدقاء أتحدث بصوت هؤلاء الفقراء الذين رسموا بعرقهم أجمل لوحة في الدنيا تتغير ألوانها كل فصل ويوم عندما تنظر للمشهد من أي قمة من الجبل الغربي المطل على منطقة الغاب 0 القضية بشكل منطقي وتسلسلي تبدأ بالتالي : 1- أصبحت الحيازة موزعة على خمس أسر على الأقل 2- مياه الري غير متوفرة ليزرع الفلاحين محاصيل أكثر ريعية وتحتاج لكمية مياه أكثر ويستخدم الفلاحين ميلاه معمل سكر سلحب ذات التأثير المدمر على المحاصيل والتربة 3- بسبب حالة الفقر وتفتت الملكية يقوم الفلاحين بزراعة المحصول الأكثر ريعية مما أدى لضعف الأرض وفقدان عناصرها 4- زادت تكاليف الإنتاج الزراعي وهجر الفلاحين الأرض وبحثوا عن الوظائف وهاجر من ليس لديه وظيفة إلى المدن او إلى لبنان مما أدى إلى تحول المجتمع المنتج إلى مجتمع مستهلك حيث لا يوجد موظف ينتج بمقدار راتبه 5- تمايز المجتمع طبقيا" حيث أصبح أولاد الفلاحين من الموظفين من الطبقة الارستقراطية مقارنة بالفلاح الجائع حيث باب الرشوة والهدايا والمطاعن مفتوح وأصبحوا إما يملكون سيارات او الدولة أعطتهم سيارات ومحروقاتها وما حدا عم يسأل حدا وأصبح التاجر محط أنظار الموظف ورئيس الجمعية والمصرف وكيف لا وهم يتقاضون منه رزقهم بينما الفلاح لا حول له ولا قوة وغشيم ما بيعرف يتصرف فيشتري التاجر المحصول ويصدره فيأتي نوع أول ويصدره الفلاح يأتي نوع رابع وبيصير ثمن المحصول أقل من التكاليف 6- زادت تكاليف الإنتاج الزراعي مما زاد في حدة الأزمة وأصبح صافي إنتاج الدونم لا يتعدى 2000 ليرة سورية ووسطي الملكية لا يتعدى 5 دونم أي الإنتاج السنوي عشرة آلاف ليرة سورية لا غير 7 - تأقلم الفلاحين من خلال تربية بقرة أو أي شيء ليخرج من أزمته وطالعت الحكومة الميمونة قرار بعدم البناء بالأراضي الزراعية وأصبح كل واحد يضع بقرته قرب نافذة جاره وبدأت المشاكل والدعاوى والحروب 8- مثلت الأرض عبر التاريخ للفلاحين قيمة معنوية وإنسانية عليا ولولا ذلك لترك الفلاحين الأرض لأي أحد غيره 9- ضخت الدولة سيولة نقدية كبيرة بالسوق عن طريق رفع الرواتب وغيرها مما خفض القيمة الشرائية لليرة بدون زيادة الكتلة النقدية المنتجة من قبل الفلاحين فزادت الأزمة مرة اخرى 10 - لا يوجد فلاح يمكن ان يقصد مطعم عند قبضه لموسمه ليطعم أولاده ولو مرة واحدة بالعام ( شو هوي مجنون ) مما أدى إلى إحساس أولاد الفلاحين بالذل والقهر والدونية مقارنة بغيرهم من أبناء قريتهم من غير طبقات مما شجع على السرقة والعمال الغير مشروعة 11- ترك البناء العمل بالأرض وكيف لا وأجور العامل الزراعي باليوم 125 بينما الموظف بدون عمل حوالي 400 ليرة عن كل يوم عمل فعلي لأن الشهر أقل من 20 يوم دوام فعلي 12- انتشرت ثقافة الموبايل بين الشباب والموتورات والأرجيلة وغيرها وبدأت مطالب الشباب تزداد والإمكانات محدودة وشهدنا أكثر من ولد ضرب والده تحت الضغط النفسي والأب يلعن نفسه ألف مرة لأنه أنجب هيك خلفه 13 - ساهمت الظروف الجوية والطبيعة بكثير من الكوارث للفلاحين بدون حل مما أدى لزيادة مخاطر الإنتاج الزراعي وانتشر المثل القائل : ( الأرض غناها للركبة وفقرها للرقبة ) 14 - سألت والدي الفلاح الذي عان ظلم الإقطاع هل تعتقد بأن الفلاح مر بذل كهذا الذل من عهد الإقطاع لليوم كما هو الآن ؟ فقال : لا 0 وفهمكم كافي
السؤال هو : لمصلحة من يعمل هؤلاء ؟ ولماذا ؟ 00 قال أحد الوزراء السابقين بأنه ليس على استعداد لأن يدفع ثمن كيلو القمح 11 ليرة بينما يستطيع استيراده ب 5 ليرات ونسي السيد الوزير أن هذه ال11 ليرة تتحول إلى بنى اقتصادية بينما تلك تذهب قولة الختايرة مثل الضراط على البلاط
00 أرجوكم أنقذوا الفلاح أرجوكم أنقذوه أرجوكم من أجلكم ومن أجل أولادكم ومن اجل وطنكم فلا يوجد منتج في سوريا غيره 00
أرجوكم أعيدوا المبادرة للإنتاج الزراعي والحيواني من خلال زيادة الريعية لهذه الأعمال 00 أرجوكم أنه8وا عهد الإقطاع الجديد فقد ناضل آباؤنا كثيرا" ليتخلصوا منه ولا نحتمل ظهوره مجددا" 00 ولا تنسوا كم ضحى آباؤكم للتخلص منه 00
11/12/2006
alafeef@scs-net.org