آخر الأخبار

ويبقى الأمل قائماً..!

حقق العديد من المزارعين في اللاذقية خطوات متقدمة وهامة في تجربة إنتاج المنتج النظيف الخالي من الأثر المتبقي باتباع أسلوب الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات من خلال المدارس الحقلية.

لكن على ما يبدو أن تسويق هذا المنتج يفوق بالأهمية إنتاج المنتج نفسه، فقضية التسويق كما جاء في لقاء جرى مؤخراً بين المزارعين المنتجين ومسؤولين في مديرية الزراعة في الوحدة الإرشادية في قرية الشراشير في اللاذقية تأتي في قائمة المشكلات التي تعترض تشجيع المزارعين في اتباع هذا الأسلوب وتطوير إنتاج المنتج النظيف وتوسيع رقعة انتشاره أفقياً وأعتقد أني لا أحتاج لشرح الآثار الضارة والأمراض التي تظهر حالياً نتيجة استهلاك بعض المنتجات المشبعة بالمواد الكيماوية، فما زال المنتج يعاني في السوق المحلية من نفس المعاملة التي يعامل بها المنتج الزراعي بالأساليب التقليدية، في حين يحصل المنتج النظيف في الكثير من الأسواق العالمية على أضعاف سعر المنتج العادي، وبالتالي لابد من قيمة مضافة تتناسب مع الجهد الذي يبذله المزارع لإنتاج هذا المنتج. ‏

من هنا تأتي أهمية وهدف اللقاء والذي ركز على البحث مع المزارعين أنفسهم جوهر المشكلة وتحليلها وإيجاد الحلول العملية لعرضها على الجهات المعنية وصاحبة القرار ومن ثم وضع المناسب منها ضمن استراتيجية لحل مشكلة التسويق. ‏

وقال المزارعون إن المنتج النظيف ما زال مجهولاً بالنسبة للمستهلك المحلي فلابد من حملات توعية مكثفة للتعريف بالمنتجات النظيفة وتشجع استهلاكها وانتاجها، ضروة تأسيس جهاز مراقبة صارمة لمنع الغش وتقوية روابط الثقة التي تعاني من أزمة أصلاً بين المنتج والمستهلك وذلك بتطبيق قواعد وقوانين حازمة، وضع شعار مميز وختم من جهة رسمية لمنع التزوير، وتساعد في تفريق هذا المنتج عن المنتجات الأخرى مع إيجاد مراكز بيع خاصة للمنتجات النظيفة في أسواق الهال ومؤسسة الخضار والفواكه وبأسعار أعلى من المنتجات الأخرى ما يشجع ويحقق للمزارع استمرارية بالعمل والإنتاج، الحصول على تراخيص زراعية للتعامل مع الجهات الرسمية والدولية تساعد في تصريف المنتج بأسواق خارجية تحقق مردود عالياً للمزارع وللدولة. ومن المشكلات التي ذكرها المزارعون أيضاً دخول منتجات زراعية مستوردة في وقت الإنتاج ما يؤثر سلباً ويؤدي إلى خسائر كبيرة لهم لأنهم غير قادرين على المنافسة بالسعر بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج بكافة أنواعها وغيرها من الصعوبات. ‏

خرج المزارعون من ذلك اللقاء ولم نر علائم التفاؤل ترتسم على وجوههم بقرب حل مشكلة التسويق، وهذا مبرر لأن اجتماعات كثيرة وكثيرة وعلى كافة المستويات عقدت لحل هذا الموضوع، لكن جميعها تخلص إلى شرح المشكلة دون أن يكون لها أثر في إطار الحل، والغريب أن جميع تلك الاجتماعات تأتي بعد انتهاء الموسم، ونأمل كما المزارعون ألا يكون مصير هذه المبادرة كما رفيقاتها، ويبقى الأمل قائماً..! ‏

atefafif@scs-net.org