و المكدوسات هي جمع مؤنث سالم للمكدوسة، و المكدوسة هي مفرد المكدوس، و المكدوس هو عبارة عن نوع من الطعام المحفوظ الذي يستند أساسا للباذنجان و الحشوة فيه هي فستق العبيد (يعني: الفول السوداني)، أو الجوز، مرفقا بما لذ و طاب من الثوم و الفليفلة الحمراء ثم يتم غمره بزيت الزيتون و يؤكل بالهناء و الشفاء مغمسا بالخبز... ابتداء، أرجو أن تسمحوا لي أن أقول أنني احترم المكدوس أشد الإحترام، فلا يقارب احترام المكدوس عندي إلا احترامي للبرغل بالعدس، يعني المجدرة، و احترامي لزيت الزيتون الخريج: فهذا هو ثالوثي المقدس: المكدوس و المجدرة و الزيت الخريج! أما و قد اتضحت أسرار ديني الباطني الكافر فلا شك أنكم استنتجتم أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان محقا بوصفي أنني أشد كفرا من اليهود و النصارى، و أنكم من ثم حائرون، تتساءلون، ما تكون، مناسبة هذا الكلام؟ ها! مناسبة هذا الكلام! مناسبة هذا الكلام هي أنني، و من خلال تنقلي على الشبكة العنكبوتية (و تسمى أيضا: وورلد وايد ويب، و أيضا للإختصار: إنترنت، و اصدقاؤها يسمونها: نترنت)، أقول: خلال تنقلي على الشبكة العنكبوتية فإني نظرت عرضا لمقال للأخ المحترم فراس سعد ... اقول: نظرت عرضا، يعني كما يقول أحمد (و هو أحمد بن الحسين أبو الطيب المتنبي) :
لهوى النفوس ســــريرة لا تعلـــــــم * عرضـا نظرت فخلت أني أحـلـــم!
يا أخت مرتكب الفظـائع في الوغى * لأخـوك ثم أرق منــك و أرحـــــم!
ذو العقل يشقى في النعيم بـعـقــلــه * و أخو الجهالة في الشقاوة ينعـم!
إلى آخر القصيدة و هي تمتلئ بالحكم الجميلة. اقول: نظرت عرضا لهذا المقال فماذا وجدت؟ وجدت الأخ المحترم فراس سعد يشرح لنا أن هؤلاء الجماعة الليبراليين، يعني نبيل فياض و جهاد نصرة، يعني لا أمل لهم! لماذا يا خال؟ لأن ، هاك الحجج، هاكها من يد الرضى: "الخلفية الشيوعية للأستاذ نصرة إضافة لكرهه و اتهاماته العنيفة للأسلام عبر سلسلة مقالاته " غربلة المقدسات "- التي يرفضها الأكثر منه شيوعية و ماركسية"...
لست أعلم على أي مقياس ريختر تفضل الأخ المحترم بقياس درجة "الشيوعية و الماركسية"، لكننا نفهم من كلامه أنه يعتبر أن هناك من أدعياء الماركسية من يكتبون بنفاق لا نجده عند جهاد نصرة، و هذا صحيح! ذلك أن جهاد نصرة يكتب من دون نفاق و من دون زلفى للناس... و الحجة الثانية هي: "نبيل فياض(...) الذي يهاجم الأسلام بحجة الأسلامويين" مجددا لا أعلم إن كان نبيل فياض يهاجم الإسلام، لكني أفهم من كلام الأخ المحترم فراس سعد أن هناك من يهاجم "الإسلامويين" (كما يكتب، لكن بكسر الهمزة) لكنه لا يجرؤ على إيضاح أن جرائم الإسلامويين هي نتائج فهمهم للدين الإسلامي ويدون عناء كبير يستطيعون أن يأتوا بمئات الأدلة والشواهد التي تأمرهم بذلك، و هذا هو نوع من النفاق يرفضه نبيل فياض! فنصل للحجة الثالثة و الأخيرة: " أنا كمؤمن (...) فالسوري كالعربي كالشرقي لا يتقبل فكرة من رجل لا يحبه (...) و فهمكم كفاية" نشكر الأخ المحترم على ثقته بفهمنا، و هاكم ما فهمناه من كلامه: الأخ المحترم فراس سعد يطالب جهاد نصرة و نبيل فياض (و غيرهم) أن يحترموا تخلف الشعب السوري *و غباءه و طائفيته و تعصبه بحيث يخاطبون هذا الشعب بما هو على استعداد لتقبله...
يعني باختصار: احترموا مقدسات الشعب السوري فلا تغربلوها و لا تدرسوها و لا توضحوا تهافتها... ابتداء هذا الكلام يبدو مقبولا... إلا إذا حاولنا أن نفهمه! يعني أين تتوقف مقدوسات الشعب السوري؟ هل تعني أن الرب مقدس، فلن نقول أنها فكرة منقولة عن الديانة اليهودية،التي تخالفها وتكفرهامن جملة من تكفر طيب... سنترك لك الرب الذي تؤمن به! ما لنا و لربك ايها "المؤمن"؟ لكن هل تمتد قدسية ربك إياه كي تشمل أنبياءه؟ يعني لا يحق لنا أن نقول أن نوح هو مجرد نقل عن أوتنابشتيم في ملحمة جلجامش؟ عندها نبدأ بالإنزعاج... لكن سنقبل: خذ ربك و أنبياءه فإنهم معصومون عن نقدنا... لكن نسأل: و هل من بين مقدوساتك أيضا صحابة رسولك؟ عندها نصاب بالشيزوفرينيا! يعني تطالبنا أن نقدس عائشة و علي، و قد سالت بينهما الدماء للركب... يعني قداديسك هاذولاء الذين تحاول أن تفرضهم علينا... يعني حسنا، هم كانوا قداديسا، لكن لماذا، و على الرغم من قندسوتهم لم يتمكنوا أن يجدوا وسيلة للتفاهم بدلا من إسالة الدماء للركب؟ مع ذلك: سنقبل... هاذولاء أيضا مقدوسات! لكن نسأل: هل ستطالبنا أيضا باحترام الأتباع، و الرواة، و الدعاة، و إلخ... حتى نصل لمنيرة القبيسي و لأحمد الفيشاوي؟
يعني يا شعب عربي يا أشد شعوب الأرض نفاقا: أين تتوقف حدود "مكدوساتكم"؟ أعتقد أنني أعرف الجواب: كلهم مقدسون -بما في ذلك منيرة القبيسي- باستثناء الأخير، يعني أحمد الفيشاوي... و لماذا تستثنيه يا عربي يا منافق؟ لأنه انفضح فضيحة ما بعدها فضيحة، و بفحوص الدي إن آه، آه، آه آه آآآآآآآآآآآآآه و يا ليلي و يا عين على الدي إن آه! نعم! أنتم تزعمون أن لديكم مقدسات، حتى تنفضح هذه المقدسات و نجدها قمة السفالة، عندها تتخلون عنها...
-------------------------------- للأسف، يعني للأسف لأجلكم، هذا المقدار الفظيع من النفاق و الإزدواجية لا يوجد لدى جهاد نصرة، لا و لا هو يوجد لدى نبيل فياض... و لهذا السبب، لا اظن أنهم سيتبعونك في دعوتك المتهافتة: جهاد سيتابع غربلة مقدساتك، و نبيل سيتابع فضحها، و هذا أبسط ما ينتظر منهما. و بالمقابل، و عودة لحجتك الثالثة، و ادعاءك أن الشعب السوري "لا يتقبل فكرة " إن كانت لا تجاري تخلفه و غباءه، فإنني أسمح لنفسي بتذكيرك بقول زهير:
"و من يعص أطراف الزجاج فإنه * يطيع العوالي ركبت كل لهذم"
"وكائن ترى من صامت لك معجب * زيادته أو نقصه في التكلــم"
ذلك أن نبيل فياض و جهاد نصرة يضعان الحقيقة نصب عينيك، أيها الشعب السوري، فلك الخيار: فإما أن تطيعهما و هما يقدمان لك أطراف الزجاج... و إما فدع: ليست مشكلة: غدا ستطيع العوالي (الإسرائيلية و الأمريكية) و قد ركبت كل لهذم، و عندها ستندم، يا أخي السوري المتخلف الجاهل المتعصب دينيا المتعلق بالخرافات، و لكن ستكون لات ساعة مندم، و ستكون في الصيف ضيعت اللبن، و ستكون على نفسك و على أهلك جنت براقش!
------------------------------
*طبعا من كان على هذه الشاكلة .