علي عاصي
-1-
وقفت خارج منزله ..
أراقبه من خلف النافذه كيف يأكل وكيف يشرب الشاي وكيف يكتب..
كنا مجموعه من الصبيه أولاد الحاره نتناقل قصة علوش مثل الاسطوره ..
لم ندرك بالضبط وقتها مالذي حصل لعلوش الصغير الجميل ... ولكننا عرفنا - بفزع- أنهم بتروا له ذراعيه ورجليه الصغيرتين ..
وعرفنا لا حقا أنها كانت نوع من الغنغرينا اضطروا معها لهذه الاجراءات القاسيه.
-2-
على الرغم من ذلك صمد علوش الصغير وتآلف مع جسده المختزل , وطوّر آليات جديده للتعامل مع الواقع الجديد ..
وهو بهذا الوضع تعلم وكان من المميزين وكان يكتب بخط جميل واستطاع الحصول على البكالوريا وهو الآن يدرس في احد المعاهد ..
-3-
سيعلم علوش عندما يكبر أن جدّه جعفر الطيار والذي فقد ذراعيه في معركة مؤته ..
ثم استشهد قد وعد بأن الله سيستبدل مكانهما جناحين وسيحلق بهما في الجنه...
لم يكن علوش بقادر على انتظار مؤته ..قرر أن يصنع لنفسه مؤتته الخاصه وان يبني لنفسه الجناحين اللذين سيحملانه ..الى جنته .
...........
أيها العصفور الصغير الذي نزعوا له جناحيه ..
كيف تحلق.. كيف لم تتحول الى جثه.
أيها النسر الكاسر ...
مافائدة جانحيك الضخمين ان لم يخفقا ..
...........
قلة من الناس رأته عند المساء ..
حسبته طائرا وهو ساع على ما تبقى من قدميه .