hnayyouf@hotmail.com
_______________________________________
ذات يوم جاءتني رسالة الكترونية مختلفة تماما عن جميع الرسائل التي تصلني.
أحسست أنها تحمل معها أصوات صيّادي جبلة ,الذين يذهبون لإصطياد السمك فإذا بهم يصطادون البحر!
كانت رسالة بخلطة أعشاب، من الزوفا، والمليسة، والزعتر البري، والبابونج ، التي كنت أيام طفولتي أجمعها من الحقول المحيطة بمنزلنا في الضيعة.
كانت تدعوني لكتابة زاوية في موقع "جبلة". أسعدتني كثيرا لسبب بسيط أني أحب جبلة-مدينتي- بريفها ومدينتها، وأهلها الذين يمتطون ظهور الحمير أو السيارات.
هذه الزاوية لكم ومنكم وإليكم. لن تكون إلا لهموم الناس وأحلامهم وآمالهم في جبلة، المدينة التي تستحق الكثير من العناية - فهي ابنة الفينيقيين.
في إجازتي السنوية التي أقضيها في سوريا، من بين ينتظرني بعض صيادي السمك والباعة على بسطات الخضار، ولي بينهم أصدقاء..
اعتادوا أن أسمعهم عندما كنت مراسلا في سوريا، قبل سفري.
عند كل واحد منهم حكاية بحجم الدمعة، ولكنها مخزون من الأحلام والأمال الكبيرة، يجب أن نحكيها وألا نتخلى عنها كما يفعل مثقفو الأبراج العاجية.
من هذه الزاوية سأعبّر عن حرصنا على هذه المدينة وريفها، وندعو للخوف عليها.
وكما تدق قلوبنا عندما ترتفع الكرات فوق ملعب جبلة ونخشى من أن تقع فوق رؤوس الناس في الكراجات القريبة(القدموس)، يجب أن نحرص على جبلة ونحميها من كل أنواع "الكرات" التي تستبدل الجمال بالقبح، وما أكثرها !
شكرا لإدارة موقع جبلة على هذه المبادرة الرائعة. وبدوري أقول لقراء الموقع- وهذه الزاوية الجديدة- أن الزاوية لكم وحدكم فقط،
ومن كان يشعر بوجود جدران سميكة حوله، أخبره أن ثمة نافذة فتحناها له في هذه الجدران لنسمعه ونحلم معه بإشراقة شمس يوم جديد في جبلة.