آخر الأخبار

حول مفهوم الحزب الشيوعي

أولا: مقدمة تاريخية حقيقية، ممتعة و ذات مغزى (متحمذم)
حين طرح الرفيق لينين مفهومه للحزب الثوري بما يتضمنه من مفاهيم الإنضباط (الحديدي) و النظام(الصارم) و إلخ... كان يحاول تحقيق هدف محدد: إسقاط القيصرية و إيصال الشيوعيين للسلطة.
قد نتفق و قد نختلف مع المفاهيم اللينينية. قد نلاحظ -بل يتوجب علينا أن نلاحظ- أن الثمن الذي دفعته البشرية، و تحديدا الثمن الذي دفعه الشيوعيون قبل غيرهم، كان ثمنا هائلا: ملايين القتلى و المعتقلين و التعذيب و الديكتاتوريات النجسة و هلم جرا...

هذا اللقش كله صحيح!

لكن يبقى أن الرفيق لينين كان محقا مائة بالمائة، لا بل مليونا في المائة، في نقطة محددة:
إن كان الهدف هو إسقاط القيصرية و استلام الشيوعيين للسلطة فيجب أن يكون الحزب الشيوعي حزبا ثوريا يتميز بالإنضباط (الصارم) و بالنظام (الحديدي)!
تماما كما نحن محقون حين نقول: إذا أردنا أن نسلق بيضة فعلينا أن نضعها في وعاء يحتوي ماء ثم نسخن الماء!
يعني: لكل هدف وسائل توصل إليه. و تحديد الوسائل لاحق على تحديد الهدف و ليس سابقا له!

ثانيا: نمذجة رياضية حقيقية، ممتعة و ذات مغزى (نرحمذم).
من قولنا أعلاه نستنتج أن تحديد الهدف ==> تحديد الوسيلة
و هذا يعبر عنه أيضا كما يلي: (رفض الوسيلة إياها) ==> (التخلي عن الهدف إياه)
رياضيا، يمكن كتابة الأمر:
A ==> B
Not B ==> Not A
و منه:
إن كان الهدف هو (استلام الشيوعيين للسلطة) تكون الوسيلة (إنشاء حزب لينيني)
و منه (التخلي عن مفهوم الحزب اللينيني) يعني (التخلي عن استلام الشيوعيين للسلطة كهدف)

ثالثا: خواء فكر الشيوعيين السوريين
كلامنا أعلاه يوضح أهمية تحديد الأهداف، الأهداف على المدى المنظور و ليس خلال ألفي عام، كمقدمة لا بد منها لتحديد شكل الحزب الشيوعي.
جماعة المكتب السياسي يخبروننا أنهم تخلوا عن مفهوم الحزب اللينيني، فنفهم أنهم تخلوا عن الإستيلاء على السلطة كهدف.
طيب! نلاحظ أن هذا الهدف، تحديدا هذا الهدف، هدف الوصول للسلطة، كان الهدف الوحيد للشيوعيين على امتداد القرن العشرين. بصيغة أدق: منذ أن قام الرفيق لينين بطرح مفهومه للحزب الثوري و أهداف عمل الحزب الثوري، لم يشذ عنه أي حزب شيوعي في العالم: لدى الشيوعيين هدف، و لديهم وسيلة تحقيق هذا الهدف.

جماعة المكتب تخلوا عن الوسيلة، فنفهم أنهم تخلوا عن الهدف... فنسأل: ما هي إذن أهدافهم الحالية؟ ما هي أهداف العمل الشيوعي؟
هؤلاء الجماعة لم ينطقوا بحرف واحد عن أهداف عملهم (اللهم شتائمهم ضد الديكتاتورية، لكننا اتفقنا أنهم تخلوا عن هدف إسقاط الديكتاتورية لدى تخليهم عن الحزب اللينيني)!

يعني كما لو أن سوريا هي عال العال يا بو عبد المتعال! يعني هاك حزبا شيوعيا لا أهداف له!

فنسأل: حزب شيوعي مين شان شو؟

رابعا، و استنتاج: حزب شيوعي مين شان شو؟
نعم! ما هي أهداف عمل الشيوعيين في سوريا؟
يعني إن كانت الشغلة بس هيك أنو نكون شيوعيين منشان البروظة... لاك ألا إن الرفيق ماركس ليتقلبن في قبره!
سوريا بلد متخلف، متخلف ثقافيا و اقتصاديا و اجتماعيا. شعبنا شعب جاهل. جاهل علميا و إنسانيا و حضاريا. أبناء بلدنا هم جماعة من الأغبياء و المتخلفين المؤمنين بالخرافات و بالشعوذة و ممتلئين بالتعصب الطائفي و العائلي و المناطقي. بلدنا تجتاحه و تنخره حركة الصحوة الإسلامية ...
كل هذا، توقعنا أن يتحدث عنه الشيوعيون، و يوضحون لنا أهداف عملهم الآن و هنا...الآن و هنا، مو بنيكاراغوا و لا بعد عشرطعشر قرن!
لكن لع! لع و ألف لع! جاعدين عمال يسبولي على الديكتاتور!

يعني كما لو كان شعبنا بحاجة لهم كي يشتم الديكتاتور!

تم بعون الله و بحمده...‬