من خلال المقارنة بين أساليب وطرق المكافحة المتبعة سابقاً وما هو مطبق حالياً يمكننا القول إن جهود كوادر الوقاية والارشاد الزراعي في مديرية الزراعة في اللاذقية.
أثمرت واستطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً في ترشيد استخدام المبيدات السامة وذلك باتباع أسلوب المكافحة المتكاملة والتي تعتمد بقسم كبير منها على الأعداء الحيوية في السيطرة على الآفات والأمراض، والتقليل ما أمكن من استخدام المبيدات إلا في حالات الضرورة القصوى، وتبينت النتائج الايجابية على الحمضيات الموسم الأساسي والاستراتيجي في الساحل حيث لا يتم الرش إلا نادراً ولحالات متخصصة ما ساعد ذلك على استعادة عمل التوازن البيئي الى حد ما، وأصبح منتجنا من الحمضيات نظيفاً وخالياً من الأثر المتبقي باعتراف بعض الجهات العالمية. وما نأمله الآن تعميم هذه التجربة على كافة المحاصيل الزراعية، حيث مازالت تتبع الطرق التقليدية برش المبيدات الفتاكة والاستخدام المفرط للأسمدة الكيماوية فمثلاً في محصول البندورة المحمية مازال الكثير من المزارعين يفرطون في رش الأدوية ويستخدمون غاز بروميد الميثيل ـ رغم أنه ممنوع ـ في تعقيم التربة وهو ضار صحياً وبيئياً، بالاضافة لمثبتات العقد والهرمونات لتلقيح الأزهار وهي أيضاً ذات منعكسات سلبية على الصحة.
لكن في ضفة أخرى بدأت تطبق تجارب مدارس المزارعين الحقلية للبندورة المحمية والتي تعتمد وبشكل رئيسي على ترشيد استخدام المبيدات بالحدود الدنيا وإتباع المكافحة الحيوية وطرق ميكانيكية للسيطرة على الآفات والأمراض وتعقيم التربة بالطريقة الشمسية، واستخدام النحل الطنان بدلاً من مثبتات العقد والأسمدة العضوية بدلاً من الأسمدة الكيماوية.. وغيرها من الطرق الأخرى لا مجال لذكرها.
غير أن انتشار مثل هذه الطرق والأساليب المتبعة في تلك المدارس مازال خجولاً ونحن بأمس الحاجة الى جهود مكثفة لتوعية المزارعين وترغيبهم باتباع هذه الطرق بتأمين المواد اللازمة والمساعدة في ايجاد القنوات في تصريف وتسويق المنتج، فالفائدة المادية التي قد يكسبها المزارع كفيلة بجذبه والاتجاه نحو إنتاج منتج نظيف وصحي وخال من الأثر المتبقي ما يجعله مطلوباً عالمياً، وقد يساعد في اتقاء الكثير من الأمراض الغريبة التي تسببها الأغذية الملوثة.