قرأت في موقع جبلة راجع الرابطhttp://www.jablah.com/modules/news/article.php?storyid=1901
مقالا للكاتب صلاح علمداري , نقله لنا الاستاذ وحيد صقر وحقيقة لست أدري مالهدف, وكنت أتمنى على الاستاذ صقر أن يذيل لنا رابط المقال الأساسي
ليتم الرد على الكاتب حيث ورد مقاله .
ورد في المقال جملة مغالطات تاريخية ,على الرغم من اعتراف كاتب المقال بأن " لا احد يقدم وثائق تاريخية تبين واقعة اسمها نوروز محددة بالزمان والمكان مثل سقوط روما مثلا فكل ما يروى عن نوروز هزيل بعض الشيء ولا يرقى إلى مستوى حدث تاريخي موثق بالزمان والمكان"
وإن منهج البحث المتبع لا يختلف كثيرا عن المنهج الاستشراقي والذي يعمد إلى تغييب اسم سوريا من كل التاريخ القديم ,وتقسيم الشعب الواحد إلى شعوب والحضارة الواحدة إلى حضارات.
وما التسميات المتعددة للمنطقة والتي ابتكرت ولا زالت حتى الآن إلا لتكريس هذا المفهوم:بين النهرين,آسيا الصغرى,الشرق ,شرق البحر..وصولا إلى الشرق الأوسط الكبير والجديد..ثم الحضارة الآشورية والبابلية والآرامية والفينيقية..
وجعلوا الشعب الفلسطيني من شعوب البحر الهمجية والتي لا يعرف من أين تاتي وتدمر كل شيء
"هل هناك شعوب تعيش في البحر وأي بحر !!"
وجعلوا الشعب والحضارة واللغة هندو-أوربية..تصورواهذه الدقة!!..في حين تدلنا المكتشفات الأثرية بأسبقية الحضارة والاستقرار في المنطقة لأكثر من ثمانية قرون عن اوروبا
بدءا من أريحا (الألف التاسع قبل الميلاد) إلى دمشق وأوغاريت وبعلبك وماري وشتال حيوك ما بين الألف التاسع والسادس قبل الميلاد
فآشور وبابل وأغادة وماري وأوغاريت وتدمر..لم تكن حضارات,بل حضارة واحدة ..انتقل فيها مركز الثقل والعاصمة من مكان لآخر.
وأن الشعب الذي بنى هذة الحضارة لم يكن شعبا مستوردا أو هندو أوربي أو غير ذي صفة ,بل هو ابن هذا الحوض الحضاري .
إن هذة المدن هي مدن سورية ,شعبها واحد ولغتهاواحدة وإبداعها الحضاري سلسلة متصلة .
ولم يكن تغييب اسم سوريا من هذا التاريخ إلا بدعة ابتدعها التوراتيون في مطلع القرن الماضي ,لإحلال وتكريس التاريخ القديم كما تصورة لنا أحداث التوراة
والتي تقسم المنطقة إلى قبائل وعشائر بدوية متنافرة هائمة تختلف على كل شيء من رعي الغنم وإقتسام الأرض إلى النساء ...
وذلك بهدف إبراز عشيرة بني اسرائيل المتفوقة ,وتكريس وجودها على كامل محيط سوريا الطبيعية .
وما هي إلا عشيرة بدوية من تلك العشائر التي تتحدث عنها التوراة والتي فشلت جهود الآثاريين في اكتشاف أدنى أثر لها- وصلوا في أعمال التنقيب إلى أساسات المسجد الأقصى-.. أو للأحداث التي ترد في التوراة.
بل لقدأصبح الكثير من المفكرين والآثاريين يقرون بأنه يجب إهمال التوراة كأساس ومرجع تاريخي .ويجب الالتفات أخيرا للتاريخ الحقيقي المنبثق من آلاف الألواح الفخاريةوالتي تقدم سجلا كاملا لتاريخ هذا الشعب ولحركة إبداعه ..تاريخ الحضارة برافديه السوري والنيلي.
تاريخ الأبجدية وأول مدنية وأول زراعة للقمح وأول تشريع إنساني وأول عمارة وأول نوتة موسيقية...
و ظهر من بين الإسرائيليين أنفسهم مؤخرا من دحض التاريخ المأخوذ عن التوراة ,ودعا إلى إهماله من الناحية العلمية ,حيث لا وجود لكل ما تزعمه هذة التوراة من وجود لمملكة اسمها مملكة سليمان من الناحية التاريخية..بله لهيكل سليمان المزعوم والذي سيعيدون بنائه.. وهذةالتوراة كما نعلم كتبت بعد موسى بأكثر من ألف عام (300 قبل الميلاد)
حيث اجتمع 72 كاهنا ووضعوا هذة التوراة المعروفة اليوم ودعيت بالترجمة السبعونية ,ومنها ظهر الدين اليهودي
.يقول الكاتب علمداري عن سقوط نينوى:"
حيث انزاح الكابوس الآشوري وزال الرعب الذي كان جاثماً على صدر الشعوب ...وانتهت وحشية الإنسان ضد الإنسان التي هي أكثر ضراوة من وحشية الوحوش نفسها...
ماذا يفرق هذا القول عن قول الأمريكيين والصهاينة عن العراق ..حيث يشبهون سقوط بغداد بسقوط بابل ..وأنهم قد أخذوا بالثأر من نبوخذ نصر..
نذكر فقط مقطعين عن الحضارة الآشورية التي يصورها لنا الكاتب بالوحشية وبالطاغوت..
الأول لول ديورانت :"إن أقدم نوته موسيقية التي وضعت في العالم القديم تعود للألف الثاني قبل الميلاد
ونوتة ثانية في نينوى عاصمة الآشوريين"
والثاني ل بيير روسي:"فالعمارة والتصوير سيجدان من جديد الصفة الاحتفالية الوحيدة والواسعة لصور آشور القديمة,وإن فن صناعة الجص والمرمر والخزف والبرونز قد استؤنف من جديد ,وسيحمل بعيدا تأثيره حتى الصين حيث سيجد مقلدين له :فيجا"فن تانغ" تبدو راكضة على ضفاف دجلة"
.أما بالنسبة لنيروز...فقد فسرها كما يلي:"
عبارة (( نوروز)) أو (NU- ROJ )هي من الأسماء المركبة في اللغة الكردية على غرار ( خوشناف ) مؤلفة من كلمتين( NU ) ويعني الجديد و( ROJ ) ويعني اليوم والكلمة كاملة تعني اليوم الجديد وليس له معنى بلغة أخرى أقرب وأدق من معناها في اللغة الكردية
فسوف نعيدبشكل موجز ذكرناه في مقالة سابقة يمكن مراجعة الرابط
http://www.jablah.com/modules/news/article.php?storyid=1188
عن أعياد الربيع..
عيد النيروز عيد عشتار :
"ني -روزا" تعني ربة الزهر وهو من أسماء عشتار
في السريانية بلهجتيها الشرقية والغربية..
المقطع الأول "ني" تعني سيدة ,ربة. و"روزا" تعني الوردة. وهي في السريانية من الفعل "روز" بمعنى أزهر.
كما "ني-نورتا" -نورتا النورة والزهرة وللآن لا زال فعل نّور = أزهر في العربية, ربة الزهر أيضا, و"ني -لوفر"ربة الوفرة , و"ني- فر " ربة الخصب .ومنه المدينة العبيدية جنوب العراق "نيفر".
إن هذا العيد هو عيد الأم السورية الكبرى عشتار.
ويسمى في الساحل السوري عيد "الزهورية ", وفي مصر عيد "شم النسيم" ,وحافظ الفرس على الاسم القديم "نيروز" .
وقد اقترن هذا العيد بعيد الأم السورية الكبرى عشتار كما ذكرنا وامتداد ذلك بقي إلى يومنا تحت اسم "عيد الأم".
إن الألق والإزدهار الذي تمنحه عشتار للطبيعة في هذا الوقت ليس في عقيدة الخصب إلا تجليا لعشتار التي تدعى في هذة الحالة "فصحتا" =السنية ,البهية , الطالعة ,المضيئة...
وهو الفصح الذي استمر في المسيحية البيزنطية ومازال حتى اليوم بعد اقترانه بالسيدة مريم والسيد المسيح.