آخر الأخبار

مشروع برنامج سياسي

و ينقسم مقالي المتضمن لهذا المشروع لأقسام خمسة
كل من هذه الأقسام يمكن قراءته بشكل مستقل عن البقية.
فمقالي هذا يتضمن مشروع برنامجنا السياسي، تليه مناقشة عامة، ثم مناقشة لأمثلة محددة، ثم عرض لما يمكن أن نسميه تفكيرا، و أخيرا الإستنتاج.

أولا: مشروع برنامجنا السياسي.

في هذه الظروف العصيبة و بهدف مواجهة الأخطار التي تحيق بالوطن الحبيب و المؤامرات الصهيونية الغربية، اجتمعت ثلة (1) من الشباب السوري الواعي و وضعوا البرنامج السياسي التالي الذي نعرضه عليكم بهدف النقاش و الحوار و تبادل الرأي(2).
فهاكم مبادئنا و أهدافنا التي نعمل على تحقيقها:
- على الصعيد الإجتماعي: أن يكون كافة الناس سعداء و بصحة جيدة.
- على صعيد التعليم و التعليم العالي: رفع سوية التعليم بهدف جعل كافة الطلاب متفوقين و أذكياء.
- على الصعيد الإقتصادي: تحسين دخل الفقراء من دون استعداء الأغنياء أو طردهم خارج الوطن.

ثانيا: مناقشة عامة.

ستقولون أيها الأحبة أن هذا البرنامج هو من أسخف ما وقعت عليه عيونكم، فنجيب:
صدقتم و تسلم عيونكم، هذا البرنامج سخيف! لكن طيب يا جماعة الخير، هناك ما هو أسخف!
لقد قام مؤخرا حزبان من أعظم أحزاب المعارضة السورية ضجيجا(3)، قاما بنشر مشروعي برنامجيهما السياسيين!
فعلى هذا الرابط ‬http://www.arraee.com/conf3/barnamj.html‫ (4) تجدون مشروع جماعة رياض الترك، الشيوعيين سابقا الليبراليين حاليا،
وعلى يمكنكم أن تجدون النص الكامل لمشروع عصابة الخونجية (بصيغة ملف وورد )! (4مكرر) و (5)
حاولوا أن تقرؤوا هذين المشروعين! هل تعتقدون أن مشروعنا أكثر سخفا منهما؟

بالعكس! فمشروعنا يمتاز بأنه أوجز في السخافة، فعرضنا سخافتنا في أسطر ثلاثة في حين أن الرفاق كتبوا ثماني عشرة صفحة و عصابة الطنبرجية كتبوا مائة صفحة و تزيد خمسين!

و علشو كل هاللقش؟ يعني في النهاية هم لم يقولوا أكثر مما قلناه بإيجاز في سطور ثلاثة!

أنتم تشكـّون بقولنا؟ إذن فسنأتيكم بالبرهان و الدليل القاطع عن طريق أمثلة محددة! يعني كما يقول عمرو:
إليكم يا بني بكر إليكم * ألما تعرفوا منا اليقينا؟

ثالثا: مناقشة لأمثلة محددة.

و في الأمثلة التالية سأعرض عليكم مقتطفات دون أن أوضح لأي المشروعين تنتمي... و أترككم تتساءلون، تستعجبون، من تكون، حبيبتي!
يعني حاولوا أن تستنتجوا من النصوص أيها يعود لعصابة القتلة، و أيها يعود للشيوعيين سابقا الديمقراطيين حاليا!

-مثال أول: على الصعيد الإجتماعي...

يقول الأولون:
1-إيجاد فرص حقيقية للشباب المقبل على سوق العمل، بإنشاء المشاريع الحيوية القادرة على استيعابهم.
2-رفع سوية التعليم الجامعي والمهني وتحديثه، وربطه بحاجات المجتمع، وحل مشكلاته.

و يقول الآخرون:
1- معالجة أزمة البطالة والفقر وخلق فرص للعمل بنسب قياسية، وهذا يحتاج إلى زيادة كبرى في أحجام الاستثمار وفي طبيعته وميادينه.(...)
3- تطوير وتنويع التعليم والمهارات بما يساعد على توسيع الآفاق والفرص أمام الشباب.

فبعد أن ندعوكم للقهقهة أننا لا نجد فرقا بين مشروع خونجي و مشروع لا نعلم أهو شيوعي أم ليبرالي، نعود و نسألكم:
أيهما أفضل: كلامهم الفارغ و المطول و الممل، أم كلامنا المختصر أن يكون كافة الناس سعداء و بصحة جيدة ؟

أجيبوا بربكم!

- مثال ثان: على صعيد التعليم و التعليم العالي.

يقول الأولون:
تعرض التعليم في سورية خلال العقود الأربعة الماضية إلى تطورات متناقضة، ففي الوقت الذي انتشر أفقياً بشكل واسع، خصوصاً في الريف، تدنى في وظائفه التربوية والعلمية، فازدادت الهوة بيننا وبين العالم من حيث نوعية التعليم ودرجة تطوره
(ثم يطالبون: )
توطيد مبادئ الفهم المنطقي، والعقلانية ومبادئ التحليل والتركيب في العملية التعليمية والتربوية، والعمل على التخلص من أساليب التلقين والحشو والبصم والاستظهار

يقول الآخرون:
لم تواكب سورية أساليب التعليم الحديثة، والثورة التقنية التي انطلقت في السنوات الأخيرة
(ثم يطالبون)
تطوير النظم التعليمية لتتلاءم مع التطورات السريعة في عالم المعلومات و تتوافق مع الخطوات سالفة الذكر، و تركز بشكل رئيسي على تخريج أجيال من الطلاب قد تمرسوا على البحث العلمي و حرية التفكير و تركز على النوعية في المعلومات لا على الحشو الكمي لذهن الطلاب على النحو القائم اليوم

فنعيد عليكم طلبنا بالقهقهة و سؤالنا: أهذا خير أم مطالبتنا بـ رفع سوية التعليم بهدف جعل كافة الطلاب متفوقين و أذكياء ؟

أجيبوا بربكم!

- مثال ثالث: على الصعيد الإقتصادي.

يقول الأولون:
تبدو البلاد على حافة انهيار اقتصادي. فسورية تعاني من اقتصاد راكد، وتراجع مستمر في مؤشرات النمو إلى درجات متدنية جداً وفي بعض الأحيان إلى درجة نموٍ سلبي
(ثم يطالبون)
- عدم التفريط في ملكية الدولة والشعب، والحؤول دون تسليمها إلى القوى التي تحاول جاهدة السيطرة على هذه الثروات عن طريق نفوذها وامتيازاتها التي ورثتها من مرحلة الاستبداد. هذا لا يعني الامتناع عن الخصخصة عندما تكون حلاً عملياً واقتصادياً يخدم مصلحة التنمية.
- دعم القطاع الخاص وطمأنته بإقامة بنية مستقرة، قانونية وإدارية ومالية، لتأسيس مناخ جاذب للاستثمار الداخلي والخارجي. وتشجيع الاستثمارات والمشاريع المتوسطة والصغيرة. وحتى يكون هذا القطاع قادراً على النهوض، لابد من تنظيمه واعتماده المعايير العالمية في الإنتاج والجودة، ودخوله عالم المعرفة والتكنولوجيا والمنافسة

و يقول الآخرون:
تشير إحصائيات صندوق النقد الدولي والمكتب المركزي للإحصاء في سورية أن هناك تراجعا ثابتا في كل المؤشرات الاقتصاد
(ثم يطالبون)
- الانتقال الهادئ والتدريجي من اقتصاد القطاع العام إلى اقتصاد السوق المفتوح ضمن المصلحة العامة، مع ترك الخيارات مفتوحة للمحافظة على القطاع العام في مجالات الإنتاج الأساسية التي ترتبط بالأمن القومي أو لارتباط ملكيتها بمجموع أفراد الأمة مثل النفط والغاز والثروة المعدنية.
- تشجيع القطاع الخاص، وتعزيز دور المنتجين ومبادراتهم، وإطلاق مواهبهم، واختيار أساليب العمل التي تتيح أكبر قدر من المبادرات الذاتية بأقل قدر ممكن من استخدام السلطة ، فالدولة ليست ربا للعمل وإنما حكم يسن القوانين ويبين قواعد العمل، ويراقب سلوك مختلف الأطراف ويتركها تعمل ضمن إطار قانوني. وكذلك تشجيع الصناعات الصغيرة والمؤسسات الصغيرة

فنعيد دعوتنا و سؤالنا: أهذا خير أم قولنا: تحسين دخل الفقراء من دون استعداء الأغنياء و طردهم خارج الوطن ؟

و لله في خلقه شؤون!

رابعا: عرض لما يمكن أن نسميه تفكيرا.

و كي لا أكون مثل جماعة الشخاخين من أصحاب المشاريع السابقة، فسأوضح كيف يمكن أن نكتب كلاما ذا مضمون، و ليس صف حكي و ضراط على البلاط،
لكن قبل ذلك سأوضح من أي منطلق أكتب كلامي هذا:
- أنا أكتبه من منطلق كوني نصيري كافر لعنني الله ، و أكثر من ذلك: أنا نصيري أرفض أن تكون دمائي و أموالي (و نسائي و غلماني) حلالا للمسلمين، لاك عن جد لعنني الله جدا!
- أنا أكتبه بصفتي من زحفطونيي النظام المهللين المطبلين المزمرين لأن سوريا لم تصبح مثل كوبا أو كوريا الشمالية و لا مثل أفغانستان و السودان!
- و أكتبه بصفتي من المعجبين بفرنسا -خصوصا- و بالحضارة الغربية المادية المنحلة الفاسدة القائمة على استغلال الطبقة الرأسمالية لطبقة الشغيلة، عموما.

إليكم يا بني بكر إليكم... لاك العمى ، ألما تعرفوا منا اليقينا؟

(يقول عمرو الخيّر، و ما أحسن قوله!)

- على الصعيد الإجتماعي:
يشكو المجتمع السوري من كافة آفات التخلف: هو مجتمع جاهل متعصب طائفيا مؤمن بالخرافات معاد للحداثة. و هذا التخلف يتم الحفاظ عليه عن طريق تحالف غير مقدس بين النظام المستبد و رجال -أو تجار- الدين بحماية قوانين ورثناها من عام ألف و تسعمائة و خشبة!
فقوانين سوريا، و في القرن الحادي و العشرين، تسمح لقاض سني أن يسجن مواطنا درزيا بحجة أنه دخن في رمضان!
و قوانين سوريا ما زالت تحكم بالسجن على من يوزع موانع الحمل، لا يغير في ذلك أن الحكومة هي من يقوم بتوزيع ذلك على المواطنات ضمن برامج الأمم المتحدة!
و قوانين سوريا تعاقب -نظريا- من يحرض على الحقد الطائفي لكن حكومة سوريا تمول بناء الجوامع، التي تحولت لتخريج القتلة الخونجية!
و منه:
نطالب بتحديث القوانين السورية و تخليصها من كل الوخم المستلهم من الأديان، و الإستعاضة عنه بقوانين مستلهمة من فرنسا (أو غيرها من البلدان المتحضرة)،
يعني نطالب بتكرار ما فعله الرئيس حسني الزعيم، مع الأخذ بعين الإعتبار التطور الذي أنجزته البشرية خلال نصف القرن المنقضي!
نطالب بالتوقف عن إهدار المال العام على دور العبادة و جعل تمويل تلك الدور من مهمة روادها حصرا، مع منع أي تمويل خارجي لها،
نطالب باستلهام قيم الحرية الفردية و حقوق الفرد في الحصول على السعادة، و نذكر أن أهم هذه الحقوق هو حق الفرد بالتمتع بما يمتلكه.

- على صعيد التعليم:
تمكن النظام البعثي من تحقيق تقدم كبير في مجال التعليم: ففي حين كان متوسط عدد طلاب قاعة الصف يتجاوز خمسين طالبا في السبعينات، أصبح الآن ثلاثين طالبا، فبلغت سوريا من هذه الناحية مستوى فرنسا،
كما و رفع النظام عدد سنوات التعليم الإلزامي و المجاني حتى مستوى الصف التاسع، و مجددا بلغت سوريا من هذه الناحية مستوى فرنسا،
بالمقابل، ما يزال مستوى التعليم منخفضا و لا تمكن مقارنة مضمون مناهجنا المدرسية بمضمون المناهج الفرنسية، ذلك أن مناهجنا تعتمد الحفظ و التلقين، عداك عما تتضمنه من إثارة للأحقاد الطائفية و العنصرية
و منه:
نطالب بإلغاء كافة المناهج التي تستثير الطائفية و العنصرية -مناهج التربية الدينية و التربية القومية،
نطالب بحذف الجزء الأعظم من مناهج اللغة العربية و جعلها موجهة بشكل أساسي باتجاه تعليم قواعد النحو و الإملاء، و التعريف بكافة مكونات ثقافتنا العربية، بما في ذلك إلحاد ابن الراوندي و إيمان الخوارج و المغامرات العاطفية لامرئ القيس و شكوك أبي العلاء،
نطالب بإضافة دراسة لأهم مكتسبات الثقافة العالمية، و نخص بالذكر ثقافة الأنوار في أوروبا،
نطالب بتعديل كتب التاريخ و حذف الجزء الأعظم مما يتحدث عن التاريخ العربي أو الإسلامي، و الإستعاضة عنه بكتب عن التاريخ الحقيقي،
نطالب بحذف الجزء الأعظم من كتب الجغرافيا، و نطالب خاصة بإالغاء تلك القذارة المتمثلة بمطالبة الطلاب أن يحفظوا عن ظهر قلب خرائط البلدان!
نطالب بجعل منهج الشك الديكارتي أساسا للعملية التعليمية، و تطبيقه في كافة المجالات: تاريخ الدعوة الإسلامية، تاريخ العرب الحديث، و لا نستثني من ذلك العلوم الفيزيائية و الرياضية

- على الصعيد الإقتصادي:
يعاني الإقتصاد السوري من مشاكل عديدة: ترهل القطاع العام، التهرب الضريبي، النسبة المرتفعة للإقتصاد غير المعلن، مما ينتج عنه ضعف النمو، وجود نسبة كبيرة من البطالة المعلنة و المقنعة و ما يتبع ذلك من انتشار للفقر
و منه:
نطالب بإصلاح القطاع العام عن طريق إدخال نطاق للحوافز و العقوبات ابتداء من المستوى الأعلى باتجاه الأدنى، مع جعل الحوافز و العقوبات متوازية مع المسؤولية،
نطالب بإنشاء مصلحة ضرائب قوية و مستقلة، تمتلك جهاز استخباراتها الخاص، و جعل رواتب أعضاء هذه المصلحة ضمانا لهم و إعطائهم القدرة على الضرب بيد من حديد لإيقاف التهرب الضريبي،
نطالب بالتوقف عن الحلم بإرضاء القطاع الخاص أو المستثمر الأجنبي: إرضاء هذا و ذاك غاية لا تدرك. لكن هذا و ذاك و غيرهم سيأتون لسوريا و قد سال لعابهم حين تتمكن سوريا من تحقيق نهضة اقتصادية حقيقية تقوم على قطاع عام سليم البنية، و عندها سيكونان هما الأدنيان و ستكون كلمة سوريا هي العليا

خامسا: استنتاج.

أيها الأحبة،
أنا لست اختصاصيا لا في السياسة، و لا في الإقتصاد، و لا في البندورة.
لكن أسألكم: إن قرأتم القسم الرابع من مقالي، ألا تجدون أنه يتضمن كلاما واضحا و محددا و اقتراحات، قد توافقون عليها و قد ترفضونها، لكنها اقتراحات واضحة و محددة، على عكس التفاهةالذي تجدونها في المشروعين السخيفين إياهما؟

فكيف ذلك؟

القضية و بكل بساطة أنني حين أفكر بمشاكل سوريا فأنا أرغب أن تحل هذه المشاكل، و أن يعيش أطفال سوريا حياة أجمل من الحياة التي عشتها،
في حين أن كاتبي المشروعين السخيفين إياهما كتبوا مشروعيهم من منطلق رغبتهم بالقفز للسلطة -بغض النظر عن أن ذلك كان حصرما رأوه في حلب. و لهذا كان كل ما قالوه مجرد طق حنك و ديماغوجية. يعني: ضراط على البلاط.

و شكرا لمتابعتكم.

--------------------------
ملحوظات و شروح...
(1) شلون شايفلي ياها هاظي كلمة ثلة ؟ أنا تعجبني هاظي الكلمة!
(2) الحشو و التكرار من ميزات اللغة العربية، فنلتزم بظالك!
(3) و إنما أضيف التمييز (يعني: ضجيجا ) خشية أن يتصل بي صديقي قصي شاتما و لاعنا إياي لأني نسيت الحزب الجماهيري المسمى كوادر لينين و الذي لا تقل جماهيره العريضة عن أحد عشر فردا، فإن أضفت لهم مؤسس الحزب صاروا دزينة كاملة لا تنقص، فواسخرية قصي، و واسخريتي، و واسخرية الساخرين!
(4) الرابط و هو بالعنقليزية لينك ، هي كلمة تجمع على لنوك و ألناك و لنايك
(4 مكرر) راجع (4)
(5)و تجدون موجزا لعلاكهم المصدئ (موجز من 40 صفحة!) على هذا الرابط ‬http://www.geocities.com/ikhwan_syria/arabic/summary.html‫