آخر الأخبار

ماذا حدث عندما لم يغيروا التوقيت الصيفي?

تقوم اغلب بلاد العالم بتغيير التوقيت الرسمي عندما يصبح النهار أطول من الليل بدءا من فصل الربيع وحتى منتصف الخريف وهو ما عرف بالتوقيت الصيفي, ويتم إعادة ضبط ساعات التوقيت الرسمي في بداية الربيع حيث تقدم عقارب الساعة ستين دقيقة, ومع منتصف فصل الخريف يتم الرجوع إلى التوقيت العادي أي ما يسمى التوقيت الشتوي .

لم يكن تغيير التوقيت معمولا به في سورية بعد الاستقلال, ويقال إن رجال الدين عارضوا فكرة التوقيت الصيفي عندما طرحت للمرة الأولى, وعندما تمت الوحدة بين مصر وسورية تم اعتماد التوقيت الصيفي في الجمهورية العربية المتحدة التي تضم القطرين, وكان التوقيت الصيفي يبدأ من مطلع شهر أيار, وينتهي في نهاية شهر آب, ويبدأ التوقيت الشتوي في مطلع شهر أيلول, مراعاة للعام الدراسي الذي يبدأ في الأسبوع الثاني منه .‏

ويتم الآن تغيير التوقيت في سورية من أول نيسان وحتى نهاية أيلول, وقد راعت الحكومة في هذا العام أن يتم تغيير التوقيت في يوم عطلة فقررت البدء بالتوقيت الصيفي يوم الجمعة 30 آذار وهذا ما عليه معظم دول العالم .‏

وفي الثمانينات جربت الحكومة عدم تغيير التوقيت لا أذكر تماما العام بهدف تحديد مدى التوفير في الطاقة الكهربائية, فأبقت على التوقيت الشتوي طوال العام, وفي العام الذي يليه أبقت على التوقيت الصيفي طوال العام, وسبب هذا الأمر إرباكا للعاملين وطلاب المدارس والجامعات الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للذهاب إلى العمل في تشرين الثاني وكانون الأول قبل طلوع الشمس.‏

كان الأمريكي بنيامين فرانكلين أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في ,1784 وما دعاه للتفكير بالتغيير أنه خرج ذات يوم وتجول في المدينة على حصانه, ولاحظ أن الناس يغطون في نوم عميق بعد أكثر من ثلاث ساعات من طلوع الشمس .‏

و لم تبد فكرة تغيير التوقيت جدية إلا في بداية القرن العشرين, حيث طرحها من جديد البريطاني ويليام ويلت الذي بذل جهودا في ترويجها, وانتهت جهوده بمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني في 1909 ثم رفضه.‏

وتحققت فكرة التوقيت الصيفي لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى حيث أجبرت الظروف البلدان المتقاتلة على وجود وسائل جديدة للحفاظ على الطاقة, وكانت ألمانيا أول بلد أعلنت التوقيت الصيفي وتبعتها بريطانيا بعدها بقليل.‏

والهدف من زيادة ساعة التوقيت الرسمي هو بدء أوقات العمل في أقرب وقت لطلوع الشمس وانتشار الضوء لكي يتم أكثرها أثناء ساعات النهار التي تزداد تدريجيا من بداية الربيع حتى ذروة الصيف, وتتقلص من هذا الموعد حتى ذروة الشتاء, وفيما بعد أصبح توفير الطاقة الكهربائية أول أهداف تغيير التوقيت .‏

وتعزى ظاهرة ازدياد ساعات النهار في الربيع والصيف وتقلصها في الخريف والشتاء إلى ميل محور دوار الكرة الأرضية بنسبة 23,4 درجة مقارنة بسطح مساره حول الشمس.‏