الذي يعد أحد أبرز الشعراء السوريين في قصيدة النثر، يعتبر رياض من جيل السبعينات الشعري في سوريا، الذي قاد القصيدة الى مناخات مختلفة، إلا أن رياض توغل أكثر فيما هو شخصي وداخلي للشاعر دون أن تنعزل هذه القصيدة عن محيطها.
وقد ضم الكتاب دواوين رياض الأربعة ( خراب الدورة الدموية- أساطير يومية - بسيطٌ كالماء واضحٌ كطلقة مسدس - وعل في الغابة ) إضافة لثلاث قصائد لم تنشر ورقاً. وقد جاءت الأعمال بحوالي ثلاثمئة صفحة من القطع المتوسط بنسخة الكترونية ( pdf )، وفي صفحتها الأولى غلاف حمل لوحة للفنان السوري أحمد برهو. وقد قدم للمجموعة الشاعر السوري خلف علي الخلف الذي جمع دواوين الشاعر ونسقها. وحملت عنوان ( رياض الصالح الحسين: كلما تراكم غيابه ازداد نصه حضورا ) ومما جاء في المقدمة لم تكن هذه المقدمة بأي حال دارسة في منجز رياض الصالح الحسين، بل هي محاولة لتسليط الضوء على هذا الشاعر، من خلال مجايليه ومعاصريه، في الغالب. فهو لا زال حاضراً، و راهناً، في المشهد الشعري السوري، وسواء تمت قراءته بعجالة أو بتأنٍ، فاننا سندرك حجم التأثير الذي تركه على من تلاه، من اولئك الذين ورثوا القصيدة اليومية. وقد بقيت - في الغالب - نصوصهم على ضفاف نصه. وندرك المسافة التي قطعها رياض في اشتغاله على نصه، عندما نقارن بين قصيدته التي لم تضمها أيّاً من مجموعاته الشعرية وبين ما شهده لاحقاً نصه من تملك لاأدواته الفنية، واعلائه لـ اليومي ليكون شعراً. و رغم ما قد يجده الدارس هنا وهناك من تعثر لبعض النصوص، كالحضور الواضح للايدلوجيا في شعره، وكذلك وفي السياق نفسه حضور الخطابية الاشتراكية في الكثير من النصوص. وكان ذلك سمة اليسار الشعري السوري الذي رغب بتغيير العالم من خلال الفكر. وحين لم يتحرك الواقع قيد نملة احتج عليه بالشعر. إلا أنه رغم ذلك فهو يقدم التجربة الأنضج في قصيدة التفاصيل التي تحيك الشعر من يوميات الحياة العادية، تلك التي لا يأبه لها أحد ربما. وقد يوافقني البعض القول أن تجربة رياض الصالح الحسين هي أكثر اكتمالاً مما قدمه الماغوط في هذا السياق بل انها قادت قصيدة الماغوط - إذا كان لابد من اعتبارها الأب الروحي لها - الى هدوء داخلي. يقودها نحو الذات أكثر من المحيط.
ومن نصوص رياض الصالح الحسين:
سورية
يا سورية الجميلة السعيدة
كمدفأة في كانون
يا سورية التعيسة
كعظمة بين أسنان كلب
يا سورية القاسية
كمشرط في يد جرَّاح
نحن أبناؤك الطيِّبون
الذين أكلنا خبزك و زيتونك و سياطك
أبدًا سنقودك إلى الينابيع
أبدًا سنجفِّف دمك بأصابعنا الخضراء
و دموعك بشفاهنا اليابسة
أبدًا سنشقّ أمامك الدروب
و لن نتركك تضيعين يا سورية
كأغنية في صحراء.
القراصنة
قلت للسفن:
إذا رأيت القراصنة
بسيوفهم الطويلة
و قلوبهم الخرساء
فاسأليهم لماذا...
لا يستطيعون سرقة البحر؟
قلت للموت:
عندما تأتي إليَّ
لتدمر حياتي
فالرجاء
أن تدمرها بلطف
ثم قلت للموت:
لا تقترب مني
كيلا تعود إلى أمك
بعنق مكسور.
لتنزيل الكتاب اضغط على الرابط:
http://www.jidar.net/jed/modules.php?name=boocks&op=geninfo&did=9