hnayyouf@hotmail.com
_______________________________________
روى لي أحد الأصدقاء من جبلة أن مسؤولا سابقا عاد لعيش في قريته وسط أهله وفي قصره المنيف الذي بناه حجرا فوق حجرا من عرق جبينه (!) ، ويقول في حضور آخرين إن هذا "القصر من فضل ربي".
لم يسبق لي أن التقيت بهذا السيد أبدا. ولكن عندما كنت في بداية مشوار حياتي سمعت كثيرا عن حمايته لابن أخته الذي قتل خمسة أشخاص ولايزال حرا طليقا!
نعم لقد قتل خمسة. هو شخص يتعاطى في كل شيء ممنوع ويقود حافلته بجنون ، وكل حفنة من السنوات كان يصدم شخصا على الطرقات . ذات يوم صدم أخوين على دراجة نارية وقتلهما. ومع ذلك بقي طليقا حيث كان يسجن لعدة أيام ثم يخرج حرا. وأخر جريمة اقترفها كانت عقوبته النفي من المحافظة إلى دمشق، ولا نعلم إن كان يعود متنكرا إليها!
هذا المسؤول السابق يقول إن قصره من فضل ربه، ونحن نسأله ويسأله أهل الضحايا الخمس: هل حماية من اقترف خمس جرائم بحق أبرياء هو من فضل ربك ؟
ويا ليت هذا المسؤول السابق عاد إلى قريته متقاعدا يستمتع بحياته ويصمت ! ولكن أبى إلا أن ينشر شروره في كل حارة وحيّ: فهو يتدخل في تعيين المخاتير، ويدعم رئيس بلدية فاسد . ورغم أنه قضى سنوات طويلة من حياته مسؤولا، إلا أنه لا يزال يطمع بأي منصب حتى لو عاد مختارا على قريته ، ولو أنه عدل عن رأيه وقرر أن يعيّن مختارا أميا على قرية فيها آلاف من المتعلمين !!
ويقول هذا من فضل ربي !