كلما كنتم تعلنون الحرب علي كنت ازداد قوة وصلابة وعتوا.
وكلّما قلتم أنكم ستقضون عليّ في مجال ما, كنت أتفتح وأبر عم في مجالات وأماكن أخرى متعدده.
جاء المصلحون, المبشرون, الكهنة والشيوخ..دعوا لمحاربتي وربطوا ذلك بالإيمان..
أذاعوا الخطب, وأقاموا الصلوات وأشعلوا المباخر...
وفشلوا..
لم يخلو بيان حكومي.. انتخابي.. بلدياتي من ذكر للوعود بالقضاء علي.
كنت, بكل تواضع على رأس جداول الأعمال بين:
الأمم المتحدة وزبائنها, ومن يقع ببراثن مجلس الأمن, لجان التفتيش ولجان التحقيق, حتى في اختيار الدول التي ستستضيف الألعاب الأولمبية .
الموالاة والمعارضة, العمال وأرباب العمل, الموظفون والمدراء ,التجار والمستهلكين, البازار والفلاحين, دخلت في تفاصيل كثيرة:
في إعداد الميزانيات وفي حلبها لآخر قرش, في إعداد الدراسات والكلف والقيم التقديريه.
في عملية التسعير, والجمارك, والتأكد من الجودة, والنوعية, والباطون المسلّح والأعزل..
والزفت المزفت والأسطحه التي ترشح وتحتاج إلى أسطحه.. والتي بدورها تحتاج إلى أسطحه وهكذا دوا ليك ..,..
وأراكم تتساءلون ببراءة وشغف.. لماذا فشلتم في القضاء علي؟
أقول لكم: السبب بسيط جدا.. ..
ذلك أنني كنت قريبا منكم ولا زلت أكثر مما تتصورون.
داعبت أحلامكم طويلا, ونمت قربيا من وسائدكم الخالية..
شاركتكم غزواتكم وحملاتكم ودخلت في مشاريعكم وصفقاتكم
مساهما أول.
قدّمت لكم أجمل ما عندي من سيارات فارهة ,محلات ومقاصف وبساتين, فنادق وفيلات, أماكن لهو..
استرجعتم فيها شبابكم ...
ووهبتكم أجمل النساء في قصوري.ألبستكم أجمل الثياب, ونثرت عليكم أفخر العطور.
جعلتكم تستلذون بالويسكي المعتق وتنفثون الهافانا..وتظلطون الكافيار..
ولم أطالبكم يوما برد الجميل إلي.
وبعد كل هذا...
تدّعون أنكم ستحاربوني.!
لم تعد تثير فيّ هذه العبارة أي إحساس, ولا حتى بالضحك كما كنت أفعل زمان..
( كلنا شركاء) 23/4/2005