تحتل سورية المرتبة الرابعة في إنتاج الزيتون على مستوى العالم. وهذا لم يأت من فراغ بل من جهود حثيثة للوصول الى هذه المرتبة. ويقدر الانتاج بحوالي 2،1 مليون طن من الزيتون وربع مليون طن من الزيت. وهذا أدى الى نمو وازدياد معاصر الزيتون والتي يقارب عددها 860 معصرة على مستوى القطر، وهذا ما خلق مشكلة التلوث الذي تخلفه المعاصر، تلك المشكلة التي تحتاج لتضافر كافة الجهود لحلها.
إن تفاقم مشكلة التلوث الناتج عن معاصر الزيتون، دفع الجهات المسؤولة في محافظة اللاذقية، من منطلق حسن النية، الى اغلاق العديد من المعاصر العام الماضي.
واكد بعض المحاضرين في الندوة التي عقدت مؤخرا في جامعة تشرين بعنوان «الزيتون مشاكل وحلول» بأن هذا القرار الذي انفردت به محافظة اللاذقية عن بقية المحافظات أثر وبشكل سلبي على محصول المحافظة من الزيت، فلقد اضطر الكثير من منتجي الزيتون بعد القطاف الى انتظار مايزيد على عشرة ايام لعصر محصولهم، لأن المعاصر المتبقية غير قادرة على استيعاب الكم المتزايد من الانتاج، ما أدى الى تغيير مواصفات الزيت واصبح غير قابل للاستخدام البشري بسبب ارتفاع نسبة حموضته نتيجة الحرارة المرتفعة. كما يرى البعض من المحاضرين بأن الحلول التي اقترحتها الجهات المسؤولة من بناء محطات معالجة، أو أحواض كتيمة ضخمة ومن ثم نقل الماء الناتج إلى مكان آمن «مكب البصة» تفوق قدرة أصحاب المعاصر وتجعل العملية غير اقتصادية وقد تؤدي الى توقفهم عن العمل وهذا ما لا نريده لأن ذلك من شأنه ان يضرب تطور انتاج الساحل من الزيتون والزيت، كما ان نقل ماء الجفت الى مكب البصة يعد جريمة بيئية بحق المنطقة لا يمكن ان تسامحنا عليه الطبيعة.
ووجه بعض المشاركين في الندوة عتبا للجهات صاحبة القرار لعدم حضورها مثل هذه الندوة لأنها معنية وبشكل كبير بما طرحته من حلول وطرق للمعالجة والتي تحتاج للجلوس معا لاختيار المناسب منها وترجمته على ارض الواقع، وبالتالي نكون ساهمنا في جعل الجامعة وما تقدمه من بحوث في خدمة المجتمع.
فالانتاج المتنامي من محصول الزيتون قد يجعل سورية تتسابق الى المرتبة الاولى قريبا، وبالتالي هذا يحتاج لايجاد حلول لمشكلة التلوث من قبل الدولة ويكون اصحاب المعاصر قادرين على تنفيذها كما في بقية الدول المنتجة للزيتون كي يكتب لهذا المحصول الازدهار والتطور، فالنفط سينضب وسيبقى الزيتون وهو نفطنا القادم.