صدر كتاب "عماد مغنية - الثعلب الشيعي" حديثا عن سلسلة "كتاب اليوم" بمصر للباحث والصحفي في صحيفة "أخبار اليوم"، مجدي كامل. وفي مقدمة الكتاب يصف المؤلف "عماد مغنية"، الذي يعرف بأنه المسؤول الأمني لحزب الله، بأنه الشخص المطلوب لـ 42 دولة من دول العالم ، وموجود على جميع قوائم الإرهاب الاميركية والأوروبية.
وقال مجدي كامل لـ"العربية.نت": في هذا الكتاب أرصد كيف أصبح عماد مغنية ظاهرة بدأت عام 1983 عندما أذيع اسمه كمدبر للهجوم على مقر مشاة البحرية الأمريكية في بيروت، ليضعه الأمريكيون بعد ذلك على قائمة المطلوبين ورصدوا مقابل رأسه 25 مليون دولار، وصار مطلوبا لمخابرات 42 دولة.
ويضيف "في حرب حزب الله الأخيرة مع اسرائيل قالت شبكة (سي إن إن) الأمريكية إن عماد مغنية هو أخطر المطلوبين على سطح الأرض"، لافتا إلى أن "اسمه ظهر على قائمة المتهمين بتفجيرات اسطنبول و تفجيرات الخبر في السعودية, ثم تفجيرات الدار البيضاء في المغرب، وقيل أيضا أنه كان الشخص الثالث العارف بتفجيرات 11 سبتمبر 2001 بعد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري".
ويشير مجدي كامل إلى أن كتابه هو "تحليل لظاهرة عماد مغنية الذي يعرف بأنه الزعيم الأمني والاستخباراتي لحزب الله". ويقول الكتاب إن عماد فايز مغنية بالحاج من مواليد صور في جنوب لبنان 1962 وهو لبناني من أصل فلسطيني.
الثعلب
ويشير الكتاب إلى أن عماد مغنية كان أحد الحراس الشخصيين لياسر عرفات وكان العقل المدبر لحادث تفجير معسكرات القوات الفرنسية في "بعلبك" وتفجير السفارة الاميركية في بيروت اثناء غزو لبنان 1982 كذلك تفجير السفارة العراقية في بيروت.
ويذكر الكتاب أيضا أن مغنية كان "المستشار الأمني والاستخباراتي للرئيس الإيراني أحمدي نجاد, بعد ان كان قائد الفرقة 17 لحركة فتح، والمسؤول الأول عن حماية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.. ويطلق عليه الإيرانيون اسم (الثعلب)والأميركيون يسمونه (الحاج القاتل) والاسرائيليون يعتبرونه (بن لادن الشيعي)، أما عند حسن نصر الله فهو (البطل) ".
"الرجل الأول" في حزب الله
ويقول مجدي كامل، مؤلف الكتاب، للعربية.نت: يعرض الكتاب أيضا أن مغنية رجل مهم في النظام الإيراني وهو المسؤول عن ملفات مثل تنفيذ الأجندة المذهبية الإيرانية ويتقلى الأموال من إيران والإنفاق على ملفات عديدة مثل صفقات الأسلحة، وتوجد أبحاث كثيرة تؤكد مسؤوليته عن نشر التشيع داخل حركتي حماس والجهاد الاسلامي.
وتابع كامل: "من خلال التحليل أتوصل إلى نتيجة إلى أنه الرجل الأول في حزب الله وليس الشيخ حسن نصر الله ودواعي التخفي دفعت بحسن نصر الله إلى المقدمة. وهذا ليس انتقاصا من السيد حسن نصر الله وإنما تحليل المعلومات التي لدينا".
وزاد "الكتاب ينقسم إلى جزئين الأول فيه المعلومات التي نشرت حول عماد مغنية من مصادر عربية و غربية، والجزء الآخر تحليلي حول شخصية مغنية"، ويشدد مؤلف الكتاب مجدي كامل قائلا "أنا في كل هذا الكتاب لم أقل أن عماد مغنية إرهابي. كنت في الوسط وأنسب كل شئ إلى مصدره، وفي النهاية قدمت تحليلي".
ومما ورد في الكتاب "تكمن صعوبة ملاحقة المعلومات عن مغنية من خلال عبقريته في التنكر والتخفي والتعتيم وعدم ظهوره, او ادلائه ببيانات صوتية كأسامة بن لادن ومساعده ايمن الظواهري, وايضا اجراؤه عدة عمليات تجميل, تغيرت معها ملامحه".
ويضيف "هذه العبقرية هي التي جعلت منه - كما يقول مسؤولو اجهزة المخابرات الأميركية والأوروبية - (شبحا) يستحيل اصطياده, لاسيما وكل ما لديهم عنه معلومات شحيحة, وصورتان فقط, الجميع متأكد من أنهما لا تحملان بالتأكيد ملامحه الحاضرة, حيث اجرى عملية تغيير ملامح للوجه مرتين على الأقل في ايران. آخرهما عام 1977 ".