السعوديات يطحن بالتقاليد واللبنانيات يقترضن من البنوك والأستراليات يدخلن الجيش لتكبير صدورهن على نفقته
بعد دخول فنانات الفيديو كليب كل بيت، وانبهار الأزواج بالنجمات الرشيقات الفاتنات ذوات الصدور الكبيرة، أصيبت الزوجات بالإحباط وتمردن على أحجام أثدائهن، فمنهن من تريد التكبير، وأخريات يردن رفع الثدي ليبدو أكثر إثارة. ومع انتشار عمليات التجميل في السنوات الأخيرة، أصبح كثير من السيدات يولين اهتماما لحجم الصدر وتناسقه مع الجسم، حيث أن الصدر على مدار التاريخ ظل رمزاً للأنوثة.
يقول جراح التجميل الأمريكي ورئيس مجلس التحرير بموقع الرابطة الأمريكية لجراحي التجميل الدكتور بريان كيني: «إن تكبير الثديين هو أكثر المجالات التي يتم البحث فيها في مجالات جراحات التجميل لأن هذه الجراحات تروق النساء، ومع انتشار مواقع الانترنت لأطباء التجميل أصبح هناك إقبال كبير من الفتيات والسيدات على هذا النوع من العمليات ومشاهدة تأثير العملية ومشاهدة الصور «قبل وبعد». وهناك موقع آخر على الإنترنت مخصص للحكايات الشخصية التي ترويها نساء لجأن إلى جراحات تكبير الثدي، كما يجدن باب «يوميات حقيقية» يوثق للجراحات التي كانت ناجحة والجراحات الأخرى التي باءت بالفشل كما ذكرت جريدة «الوطن».
حكاية السعوديات مع صدورهن
في السعودية وخاصة في السنوات الأخيرة كان هناك إقبال ملفت من السعوديات على عمليات التجميل، وتأتي على رأس القائمة عمليات تكبير الثدي. يقول الدكتور مصطفى أبو زيد، اختصاصي الجراحة التجميلية: «إن عملية تكبير الصدر تعرف رواجا لافتا بين السعوديات، رغم أن هذا النوع من العمليات يعتبر الأكثر صعوبة، ليس من الناحية الطبية فحسب، لكن من ناحية العادات وتقاليد المجتمع أيضا، ورغم ذلك فالملاحظ أن بعض النساء قد يصبن بعقدة نفسية بسبب صغر حجم الصدر مما يؤثر في حياتهن الشخصية والزوجية، مما يجعل مثل هذه العمليات ضرورية في حالاتهن.
قروض لحشو الأثداء في لبنان
أما في لبنان فتلجأ كثير من النساء إلى الاقتراض لإجراء عملية التجميل، مما جعل بعض البنوك تقدم خدمة قروض خاصة لتمويل عمليات التجميل، وتحت شعار «عش الحياة التي تحلم بها»، يتيح بنك «فيرست ناشيونال بنك» للبنانيين الحصول على قرض يتراوح ما بين ألف إلى خمسة آلاف دولار لإجراء عملية التجميل، والتي تسدد على مدار عامين وذلك لإتاحة الفرصة للمتطلعين من محدودي الدخل للدخول إلى عالم التجميل.
وتشير الإحصائيات إلى وجود زيادة ملحوظة في عمليات تكبير الثدي التي تكلف نحو 3000 دولار خلال فصل الربيع، وذلك حتى تستعد النساء لفصل الصيف الذي يقمن بقضائه على الشواطئ اللبنانية.
قالوا عن السيليكون
أما في التشيك وبالرغم من الشائعات الإعلامية حول مخاطر تكبير الثدي والتي كان مفادها «أن مادة السليكون التي تستخدم في عمليات تكبير الثديين يمكن أن تنفجر أثناء تصويرهما بالأشعة».
أثارت هذه التحذيرات بعض المخاوف التي سرعان ما انتهت بردود الأطباء البارزين، وظل تكبير حجم الثديين حلما يراود العديد من نساء التشيك.
في مقال حمل عنوان «ثديا السليكون يصمدان» بإحدى الصحف التشيكية أكد الطبيب «سفاتوبلوك سفوبودا»: «إن هذه الشائعة تثير الصدمة». ويشير أخصائي جراحات التجميل ماركيتا دوسكوفا وهو مدرس في جامعة تشارلز ببراغ إلى: «أن ما يصل الى خمسة آلاف امرأة يجرين جراحات لتكبير الثديين سنويا في جمهورية التشيك مقارنة ببضع مئات يخضعن لجراحات لتصغير حجم الثديين، وقال دوسكوفا إن أحد أسباب ذلك هو أن «الكثير من المرضى يأتون من الخارج لإجراء هذه العملية»، مشيرا إلى أن مستشفيات جمهورية التشيك تجتذب النساء الأجنبيات بفضل تقدم جراحات التجميل فيها ورخص تكلفتها.
ولا تجد المرأة التشيكية كذلك غضاضة في إجراء جراحة لتكبير الثديين، ودأب خبراء الطب النفسي والمشاهير وصحف الإثارة الشعبية في التشيك خلال السنوات الأخيرة على تعداد فوائد تكبير الثديين ومن بينها إحساس المرأة بذاتها وتحقيق علاقة عاطفية ناجحة. وسمى الأطباء الآثار السلبية لمثل هذه الجراحات بخصوص انفجار ثدي السليكون أثناء تصويره بالأشعة بـ«التقارير الكاذبة»، والذي يشمل أيضاً انفجار السليكون على متن الطائرات وأن تكبير الثدي يزيد احتمال الإصابة بالسرطان.
يدخلن الجندية لتكبير صدورهن
طال المرأة في أستراليا لا يختلف كثيراً، فهي تلجأ للانضمام إلى الجيش أملاً في إجراء عمليات التجميل على نفقة الجيش، ففاتورة هذه العمليات تجريها المجندات الأستراليات من الميزانية الخاصة بالجيش، ومن أبرز العمليات التي يقبلن عليها هي جراحة تكبير الثدي.
من دواعي الاستعمال
يشير استشاري في جراحة التجميل إلى أن صغر حجم الصدر قد يكون نتيجة انتشاره في نفس العائلة، أو قد يحدث بعد الحمل والإرضاع وينتج عنه ضمور في الصدر وفي كلتا الحالتين قد يكون هنالك اختلاف في حجم الصدر الأيمن عن الأيسر، ويؤكد أن صغر حجم الصدر يؤدي إلى تأثيرات نفسية سيئة على السيدة وقد يصيبها بالاكتئاب أو الانطواء لذلك تلجأ إلى طلب المساعدة من جراح التجميل لتكبير الصدر ويقوم الجراح بالفحص الطبي وعمل الفحوصات اللازمة، وفحص الصدر، وتحديد الحجم المطلوب مع السيدة، وعن طريقة العملية يوضح أنها تتم عن طريق زرع حشوة تحت الصدر، وهذه الحشوة إما أن تكون مملوءة بالماء والملح أو السيليكون، ويعتبر السيليكون هو الأفضل في الشكل والملمس بالرغم مما أثير عنها من جدل وخاصة حول ما أشيع عن علاقتها بالسرطان، وهذا لم يثبت علمياً بل إن كان قد منع استخدامه في أمريكا ثم أخيراً بعد التأكد التام من أنه لا علاقة له بسرطان الصدر شاع استخدامه مرة أخرى.
طرق إجراء العملية
وتنقسم عملية تكبير الصدر إلى ثلاثة مداخل جراحية شائعة إما بين «الحلمة والصدر» وذلك إذا كان حجم الحلمة يسمح بذلك، أو من «ثنية الصدر» أو من «الإبط»، وتوضع الحشوة أسفل أنسجة الصدر مباشرة أو تحت عضلة الصدر وذلك عندما تكون أنسجة الصدر ضعيفة جداً، وفي حالة صغر الثدي وتهدله يقول الدكتور : «إنه يجب رفع الصدر مع تكبيره. وعملية تكبير الصدر من عمليات اليوم الواحد وينصح بعد العملية بارتداء حمالة مطاطية رياضية للمحافظة على وضع الصدر وذلك لمدة 4-6 أسابيع والابتعاد عن ممارسة الرياضات العنيفة وخاصة التي تتطلب وضع اليدين أعلى الرأس لمدة ستة أسابيع».
تعليمات بعد العملية
وينصح الأطباء بعد إجراء عملية تكبير الثدي باتباع بعض التعليمات أهمها :
< ارتداء حمالات الثدي الطبية «المطاط» لمدة شهر بعد العملية.
< تزال الغرز بعد أسبوع.
< دلك الثدي بعد العملية يومياً ولعدة أسابيع حتى يقلل من احتمالات تكون ندبات داخلية قد تسبب التقليل من ليونة الثدي.
< وبالنسبة للآلام المرافقة لهذه العملية فيتم التخلص منها بالمسكنات.
آثار جانبية
وعن تأثير عملية تكبير الثدى يشير ضياء الدين صالح استشاري جراحة الأورام والمنسق العام لوحدة الاكتشاف المبكر والوقاية من السرطان بجامعة القاهرة إلى أن جراحات الثدي التجميلية غير مسببة للسرطان، ولكن خطرها يكمن في أنها تخفي أعراض المرض، فلا يمكن اكتشاف وجود ورم حتى إذا كان كبيرا لأن مادة السيليكون قادرة على إخفاء البؤر السرطانية داخل أنسجة الثدي مما يجعل اكتشافها صعبا سواء عن طريق الفحص الإكلينيكي أو بالأشعة، وينصح الدكتور ضياء الدين صالح المرأة التي تجري مثل هذه العمليات بضرورة الفحص الدوري على الثدي عن طريق الرنين المغناطيسي.