آخر الأخبار

بيوت الرحمن حِصن أمان لا وكر إجرام

بداية إنني أوجه هذا النداء لجميع الأشقاء المختصمين, ولا اخص فئة بعينها, وإذا كان قدرنا بهذا الطالع السيئ ,أن نشهد مالا نتمنى من منعطف فتنة دموية,لتلوث تاريخنا المشرق,والذي خُط بدماء الشهداء الأبرار, إذا كان مقدرا لنا برحمة الله أن يزيد الظالمين ظلما, وان يرقى على أياديهم العابثة بقدسية وحرمة الدم الفلسطيني,العديد من الشهداء الأبرياء إلى المجد والعلا , لدار الحق لدى الرفيق الأعلى, فلا اعتراض على حكم الله, ولا نقول إلا كما أمرنا إذا أصابتنا مصيبة,لاحول ولا قوة إلا بالله,إنا لله وإنا إليه راجعون,بقلوب ملؤها الأسى والحزن والحسرة,نتقبل حكم المولى, وهذا قدر ليس كما يفهمه المستشرقون ولا المشككون, فان الله لايغير مابقوم حتى يغيرون ما بأنفسهم, وقد ميز أكثر خلقه محبة(الإنسان) بحرية كبيرة, وبعقل راجح,يميز الخير من الشر, وقد أمهل إبليس العاصي بمهمته السوداء وقسمه بعزة ربه,ليغوينهم جميعا إلا عباده الصالحين, ولعل الرحمة والدرس الكبير تجسد في قصة بدء الخلق (قابيل وهابيل) فكان الشقيق رحيما بشقيقه حتى لو مد يده ليقتله,فلن ينجر لنويا شره,لكن الشر طغى وقتل الشقيق الشقيق, إذا كان مقدرا لنا أن تكون الفتنة محطة عابرة نتاج التطرف والتعصب الفئوي الأعمى, فرحمة الله بعباده واسعة, يهدي من يشاء الهداية, ويظل من اختار الضلالة, وربكم يمهل ولايهمل, فلا تقنطوا من رحمة الله.

وهنا أردت من خلال نداء رحمة بالأشقاء الأعداء, ومن بغى منهم وتجبر وتكبر,فعليه أن يتذكر مقدرة الله, وعليه تحكيم العقل والضمير بعيدا عن حرب الفتاوى الدنيوية السياسية الحزبية, والتي يلبسونها رداء الدين ظلما وبهتانا, أما بيوت الرحمن فهي تتجاوز الوصف المادي الملموس, إلى الواقع الروحي والمعنوي المقدس, وقد وعد عمار بيوت الرحمن بالرحمة وأمروا بتعميم الرحمة, فمن دخل المسجد فهو آمن بأمان الله, والأمن لايصدر عنه إلا تجسيد الرحمة , أما أن نقحم بيوت الرحمن في فتنة دموية, ينفطر لها الفؤاد, ويغضب لها الخالق, فهذا تطور خطير, وتطاول على كل المعاني السامية الدينية الروحانية, نعوذ بالله من سخطه, فبيوت الله العامرة بخلقه حصون امن وأمان, بيوت رحمة وتراحم, قلاع مودة ومصالحة ومحبة, لا منابر لدعاة الكره والحقد وزرع البغضاء, والدعوة لإراقة الدماء, بيوت الرحمن لها مهمتها المقدسة في توعية الرعية, وتعبئتهم لمواجهة الأعداء, بيوت الرحمن يجب احترام قدسيتها , فلا نجعلها سواتر من اجل قتل الأخ وابن الأخ, الأب والأم والابن, وربما سابقا وأقولها لمن بين ضلوعه فؤاد حي, ومن تخلل جمجمته لب سليم, ولمن سكن بأعماقه ضمير حي, ربما في مواجهتنا مع الصهاينة الأعداء ,جنبنا المساجد من إشهار السلاح من منابرها ومآذنها, كي نصون قدسيتها من المغتصب النجس,لأنه لن يتورع عن قصفها وتدنيسها, فهل يراهن من غضب الله عليهم وندعو لهم بالرحمة,على أن يقتلوا ويريقوا دماء الأشقاء من خلف ساتر الرحمن, على اعتبار أن المطلوب واحد من اثنين, أما أن القاتل والمعتدي يعلم مالدى شقيقه من رهبة ولا يستطيع أن يهدم المسجد أو يرشقه بزخات الرصاص, أو ربما المقصود إثارة واستفزاز الشقيق العدو!!! كي يقدم على قصف أو هدم جزء من المسجد من منطلق الدفاع عن النفس, ومن ثم تكبر المساجد, الله اكبر, الله اكبر هبوا لحماية بيوت الرحمن من شرور فئة البغي والعدوان؟؟!

بيوت الرحمن ليست حكر على احد, يعمرها ابن فتح, وحماس, والشعبية وكل الفصائل والمسميات الوطنية المناضلة, بيوت الرحمن ليست ملكا لمقيمها ولا توثق في الشهر العقاري, بيوت الرحمن ملك للرحمن, ياعباد الرحمن, فرحمة بأنفسكم جنبوها سياسة الاستقطاب الآثم, لاتجعلوها مشاركا في جريمة سوداء, ولتكن شاهدا عادلا على المعتدي والمعتدى عليه, لتكون بيت مَلم واجتماع في رعاية الرحمن, من اجل صلح مع النفس وصلح مع الله, لتكن بيوت رحيمة يحبها الأطفال, لابيوت لقتل هؤلاء الأطفال, وجعل أطفالنا المحبين للدروس الدينية وحفظ القرآن وتعلم سياسة مواجهة الأعداء يكرهونها, بيوت الرحمن ستشهد عليكم يوم الحشر بما جاش في صدوركم من حقد أو محبة, بيوت الرحمن منابر هدي وهداية ودعوة للوحدة والتعاضد, بيوت الرحمن للتذكير والتفكر,بان هناك عدو الله وعدوكم ,متربص بالجميع لافرق لديه بين فتح وحماس, فلا تقحموا المساجد في هذا المنزلق الأغبر الدموي, ولا تحيلوها من حصن أمان إلى حصن إجرام!!!!!

وأقول هنا منبها الجميع ولست إلا داعية خير ومحبة ووئام بعيدا عن انتمائي الفئوي الأصغر,بل بانتمائي الأكبر لفلسطين, بل لطهارة قلبي لله خالصا, ولست بمفتي شر, لنناقش الشيء في أصله بفلسفة مقنعة لاتستخف بالعقل وتزور الحقيقة, فقبل أن نطلق على المسجد مسجدا,فهو بنيان من طين أو من اسمنت,مثله مثل أي مبنى قبل أن يطلق منه الآذان لعنان السماء,فمنازلنا عندما يعمرها المحبة في الله, ويغمرها الرحمة المهداة هي بيوت رحمن,مالك كل شيء, واقصد هنا بمنطق العقل أن المبنى بعد إنشاءه يسمى بما خصص له, وما يتم مزاولته فيه, فإذا استخدم للبيع يسمى متجر, وإذا استخدم للشرع يسمى محكمة صلح مثلا, وإذا استخدم لغير ذلك فانه يوصف بما يتم فيه من عمل, والمسجد وجد لترويج توصيات الله بضاعة المحبة والرحمة والتراحم والدعوة لحرمة سفك الدماء, فرحمة بكم من الله أن لاتجعلوه لغير ذلك حتى لايفقد صفته لغير ما انشيء من اجله, ليكن رمز محبة نعود إليه كلما نال منا إبليس الذي يجري من الخلق مجرة الدماء في الأوردة, أنا لست برجل دين , بل ناصح أمين, ومحب لفلسطين,الحزينة, أنا واحد من أبنائكم قبل أن تعتنقوا سنة التنظيمات والأحزاب, فجميعنا حزب لله وحزب في خدمة الوطن الكبير وقلبه النابض فلسطين.

اتركوا المساجد بيوت الله طاهرة, فغدا تعودوا إلى رشدكم , وتستغفروا الله فيما كسبت أيديكم, لكن لاتقحموا بيوت الرحمن في فتنتكم الدموية, واعلموا أن الله وملائكته تراقبكم, فراقبوا أنفسكم, راقبوا ضمائركم, كونوا رحماء على أنفسكم وعلى أرحامكم, وعلى أبنائكم وأمهاتكم وآبائكم,و أبناء دينكم وشعبكم, بيوت الله بريئة من كل من استخدمها لغير العبادة ولغير الدعوة للرحمة المهداة, فرحمة بنا إن كان ماتبقى في قلوبكم من سوداء الحقد, ومازال شعبنا عليه دفع ضريبة هذا التطرف والحقد الكافر, فخذوا باقي نصيبكم من دمنا وارحلوا, لكن لاتريقوا دماء أبنائنا وأمهاتنا وشبابنا وشيبتنا من منابر دعوة المحبة الإلهية, ادعوا الله من قلب عامر بحبه, وضمير وطني لايعرف للدموية راية, لكم جميعا برحمة الله, ابتعدوا عن بيوت الله كي لاينفذ صبر الأشقاء الأعداء وتجروهم إلى مايغضب الله, أو مايرضاه والعلم عند الله.

والله من وراء القصد فلست إلا داعية خير وسلام ووئام للجميع ودون استثناء