هنا في المدرج..
في انتظار ما سيأتي ,تجول ببصرك في أنحاء المدرج -مسرح جبلة الأثري-
تلفتك أناقة البناء ..حتى بالتفاصيل الصغيرة ,واحتفاظه بمعالمه الأساسية حتى بعد مرور كل هذة السنوات وتعرضه لأعمال التخريب والإهمال..
تحاول أن تحس بإحساس أولئك الأسلاف الذين ربما جلس أحدهم مكانك بالضبط بانتظار عرض مسرحي أو رياضي أو غنائي ...
وتدع العين تأخذك إلى التفاصيل,الأدراج الحجرية المنحوته بعناية, منصة التمثيل,القناطر ,المدرجات العليا ...
وتحس بتجانس الأشياء ,لا يمكن أن يعمل مسرحا وفي الهواء الطلق إلا كمثل هذا المدرج ..
لقد صمم بحيث يسمع آخر متفرج على الدرجات العليا أصوات الممثلين والآلات ..
من النادر أن تجد عملا معماريا وفنيا يضاهي ذلك ,على الرغم من مرور تلك السنوات الطويلة على بنائه ,
ومن عدم اكتمال أعمال التنقيب في ساحته.
لا يزال مسرح جبلة الأثري بحاجة إلى الكثير لاستعادة ملامحة الأساسية..
فالساحة أمامه تغص بالمحلات التجارية وهي تضيق حتى تكاد أن تحجبه نهارا, ولا زالت المحلات والدكاكين تخترق جسده !!
ولا زالت أعمال التنقيب فيه والترمم تحتاج لجهد ومال أكبر.
على الرغم من تلك المنغصات...
تشعر بالإمتنان العظيم لأولئك الأسلاف ..
وتشعر باتحادك مع تلك الحجارة ..وتلك الدرجات الخشنة..
هنا..
حيث تحتك الظهور بالركب بلطف ومن دون سماجة..
هل هناك مودة في الكون أعظم من تلك؟