آخر الأخبار

الاســد واللـوبيينــغ

الاســد واللـوبيينــغ
كنا قد أشرنا إلى أهمية وصول الرفاق الإصلاحيين ومن أصحاب الكفاءات لحضور المؤتمر القطري ....وشرحنا أهمية ذلك بأنه من الضروري أن يقوم عدد منهم ليشرحوا ويبينوا أهمية القوانين والخطوط العريضة التي ستطرح للنقاش في المؤتمر ويقدموا آرائهم لتطوير بعض فقراتها وموادها ...لأنه يخشى أن يقوم بعض مغلقي العقول الذين لم يطوروا أنفسهم منذ عام 1970 ولا يعرفون ما يجري في العالم فرأيهم بأنه ( خلي أميركا تجي لنفرجيا بالعصي شو بنعمل فيها ) .....وخصوصاً ان الكثير من هؤلاء يشغلون مناصب قيادية كبيرة حتى في القيادة القطرية الحالية ..وبالتالي يخشى أن يوعزوا للكثير من أعضاء المؤتمر التابعين لهم لأنهم هم من عينهم في مواقعهم ( أعضاء قيادات فروع - أمناء وأعضاء قيادات شعب حزبية ) بان يقوموا ويتحدثوا ضد قانون الأحزاب وبأنه سيجلب الخراب للبلد ...وأنهم أبناء حافظ الأسد الذي كان يقدس حزب البعث وأنه لا داعي لقانون أحزاب بل يمكن ضم بعضهم للجبهة بقيادة حزب البعث ...وحكي من هذا القبيل وإذا ما كان المتحدثون كثر بهذا الإتجاه ونغموا على موضوع ماذا سنفعل بجيشنا الذي جميع أعضاؤه هم أعضاء حكماً بحزب البعث العربي الاشتراكي ويشكلون 40 % من أعضاء المؤتمر القطري ....ماذا سيحل بهم إذا ما تم منافسة حزب البعث من قبل الأحزاب الأخرى وخسر الأكثرية البرلمانية ؟.....ماذا سنفعل بأجهزة الأمن التابعة لمكتب الأمن القومي القومي أحد مكاتب القيادة القطرية لحزب البعث إذا ما تم فصل حزب البعث عن السلطة ؟.....وكلام من هذا القبيل وبصوت جهوري يحمل معاني الحسرة والألم على مستقبل سورية بعد أن كانت قوية وصنديدة في عهد الراحل الخالد أبداً في قلوبنا وضمائرنا الرئيس حافظ الاسد ......هل تعتقدون بعد هذا أن قانون الأحزاب سيقر ؟؟؟؟؟.
ومن هنا وبعد تنبيهات ( كلنا شركاء ) في عدة مقالات حول هذا الموضوع ....يبدو أن القيادة السياسية قد ادركت حجم الخطر فوضعت الخطة التالية لحشد التأييد للقرارات التي ستتخذ (تشكيل لوبي - جماعة ضغط ) :
1-التقى السيد الرئيس الجبهة الوطنية التقدمية والتي كانت جميع الأحزاب فيها ( ما عدا الحزب الشيوعي -جناح فيصل ) قد أبدت مواقف تدعو لعدم أو لتأجيل موضوع قانون الأحزاب عندما طرح هذا الموضوع في العام الفائت ....وتم شرح أهمية القرارات التي سيتخذها المؤتمر وضرورتها .
2-التقى السيد الرئيس مع ممثلي الجيش والقوات المسلحة والمخابرات إلى المؤتمر القطري والذين يشكلون حوالي 40 % من أعضاء المؤتمر الاصلاء ...ليشرح لهم الظروف الدولية وبما معناه أن هذا الزمن مختلف وليس زمن عراضات وتصريحات وقبضايات ...بل زمن أختل فيه توازن القوى الدولي ويضطر الدول لاتخاذ قرارات صعبة وقاسية أحياناً للحفاظ على وجودها في مواجهة ثور هائج ....وليضعهم في صورة أن قانون الأحزاب الجديد الذي سيقر في المؤتمر لا يعني التخلي عن حزب البعث وعن مبادئه القومية و عن القيم والأسس التي زرعها الرئيس حافظ الاسد ...ولا يعني أن الجيش سيتم التخلي عنه بل سيتم العمل على تحديثه وتطوير أسلحته وإبعاده عن الصراعات التي تتطلبها وتفرضها الحياة السياسية المتعددة الأحزاب .......وكل ذلك تمهيداً لأن يكونوا بصورة ما سيطرح في المؤتمر كي يكونوا قوة ضاغطة بذلك الاتجاه إذا ما حاول البعض حرف المؤتمر باتجاه آخر ..... وكذلك تنبيهاً لهم كي لا تأخذ العواطف بعضهم ويبدأ بالخطابات العصماء والدعوة للمواجهة والضرب والخبط و.....
ولا ننسى هنا ما حصل في المؤتمر السابق عندما وقف الرفيق عبد الله الأحمر ( رئيس المؤتمر ) وقال بانه تم تشكيل لجنة خماسية من السادة ( عبد الله الأحمر - عبد الحليم خدام - زهير مشارقة - سليمان القداح - مصطفى ميرو ) لإدارة عملية ما يسمى الانتخاب أو اختيار أعضاء القيادة القطرية القادمة فإذا بأحد ضباط الجيش يقف (( ورغم إدراكه بأن مثل هذا القرار لا يتخذ إلا من قبل الفريق بشار الأسد شخصياً )) ويقول باننا نريد العماد أول مصطفى طلاس أيضاً أن ينضم إلى اللجنة وإذا بجميع ضباط الجيش والمخابرات في المؤتمر يقفون ويبدؤون بالتصفيق .....فكان من الطبيعي أن يقول الرفيق عبد الله الأحمر بأنه موافق على ضم العماد طلاس ...وكان هذا درس تعلمه الرفيق بشار الأسد بضرورة التحضير للأمور وبضرورة اختيار الأدوات المناسبة ....فلو كان على المنصة شخص يحظى باحترام جميع الحضور وله وزنه الفكري واحترامه في الشارع السوري لكان استطاع أن يقدم مداخلة يشرح فيها سبب القرار والرسالة المطلوب إيصالها ولأفحم هذا الضابط ....ولكن ؟؟؟....
3-بدأت الأجهزة المعنية بلعب دورها المناط بها بالتسريبات وهو الدور الذي تلعبه قبل كل مؤتمر .....ففي المؤتمر السابق تم تسريب عبر وسائل الأعلام والتأكيد لها بأن عبد الحليم خدام قد تم إيقافه وهو قيد الإقامة الإجبارية وسحبت سياراته .....وكذلك العماد أول حكمت الشهابي إذ تصدر الخبر الصفحة الأولى لصحيفة لبنانية ....وكذلك أنه تم إيقاف الرفيق رشيد اختريني ( نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات السابق ) على حدود تركيا وهو يحاول الهرب ......ونفس الأمر بصورة أخف لآعضاء آخرين في القيادة القطرية .....والهدف الأساسي هو إضعاف أولئك وشغلهم بأنفسهم لإبعادهم عن التكتيك والطلب من المحسوبين عليهم بتقديم مداخلات تصب في مصلحة هذا التيار أو ضد ما يراد ان يمرر في المؤتمر .....وفي نهاية المؤتمر لم يحصل شيئ فبقي خدام في موقعه وبقي الشهابي مكرماً ومازالت كولبة الحراسة وسياراته كلها تحت تصرفه وتصرف أولاده في سورية .....ومازال اختريني يدعى لحضور احتفالات تأسيس حزب البعث ....ومن هنا فإنه يتوقع أن تقوم تلك الجهات بعملها أيضا هذا العام أيضاً ...فتبدأ بتسويق التالي :
بأن خدام ومشارقة سيعزلان ......الشرع غير ممكن استمراره في موقعه لذلك سيتم البحث له عن موقع يبدو اعلى ولكن بدون صلاحيات محددة ( السقوط إلى أعلى ) وقد يكون الموقع مستشار أو نائب لرئيس الجمهورية .....
وسيتم التشويش على عدد من أعضاء القيادة الذين يخشى أن مواقفهم تتعارض مع ما سيقر في المؤتمر وذلك كي ينشغلوا بنجاتهم بدلاً من إعطاء التعليمات لمحسوبيهم في معارضة ما سيطرح .
ولكن التغييرات لن تحصل قبل المؤتمر فقد حمل النظام السوري هؤلاء الاشخاص على ظهره لفترة تزيد عن ثلاثين عاماً .....وهم بدون قاعدة شعبية أساساً وليس لهم وجود في الشارع السوري وأكثرهم لا يحمل ثقافة أومؤهلات أوشخصية قيادية تؤهله لأن يكون موظف بسيط في ضيعة وإذ به أصبح قيادي بارز في الحكومة والحزب واغتنى ( ملير من مليار ) هو وأولاده ....لذلك من المستحيل ان يضحي به النظام بشكل مواجهة بشعة بل بشكل تغيير روتيني اعتيادي في مؤتمر عادي وليس استثنائي كي يحفظ له ماء وجهه ويبقي له أمواله ويضمن عدم إنضمامه إلى الصف الآخر المواجه للنظام .....وهو ما عبرت عنه رسائل مبطنة للنظام من مثل :
1-منذ عامين عندما كثرت الإشاعات حول إقالة عبد الحليم خدام وإذ بنا نراه قد ذهب للحج واستقبله الأمير عبد الله ( ولي العهد السعودي ) ...وينشر كتاب عن الديمقراطية وأخطاء الحكام العرب وأصبح مثقفاً مسلماً متديناً .....وبدأت هناك مؤشرات أن أحد أبنائه بدأ ينسق مع كثير من رجال وشيوخ الدين .
2-هذا العام وبعد إشاعة بأن القيادة القومية سيجري حلها وإذ بنا نرى أن الرفيق عبد الله الأحمر ( الأمين العام المساعد للحزب ) ذهب مع ولديه البارين إلى الحج .....وبدأ ولديه بإطالة اللحية وبالأحاديث الدينية بما يوحي بأنهما من التيار الديني .
3-عز الدين الناصر (عضو القيادة القطرية السابق- الرئيس السابق للاتحاد العام لنقابات العمال ) بدأ ونتيجة عدم رضاه عن إخراجه من القيادة القطرية وهو الذي حمى النظام في العديد من مواجهات الأخوان المسلمين بدأ بالتحرك لتشكيل ( حزب العمال ) .
لذلك فإنه لا يعتقد بإتخاذ أية إجراءات قبل المؤتمر ......وبعده سيتم تحقيق الكثير مما ذكر أعلاه إضافة لتوقعات أن الرفيق سليمان القرداح سيذهب إلى المنزل ويستبدل بالسيد ناجي العطري .....ويحل محله في رئاسة الوزراء الدكتور غسان لحام الذي سيصبح عضو قيادة قطرية .....ويحل الدكتور هيثم سطايحي بدلاً من د.احمد درغام في رئاسة مكتب الإعداد الحزبي القطري ( علما أن الرفيق درغام ليس له أي كتاب أو مؤلف أو لقاء مهم طوال فترة عضويته في القيادة القطرية ولفترة تزيد عن 20 عام ؟؟!!) فعمله المميز الوحيد كان : أنه فاتح مضافة في مكتبه يستقبل فيها جميع اعضاء القيادة لديه حيث تجري حوارات حول كل شيئ ومن ثم ينقل خلاصة ذلك للرفيق الأمين القطري المساعد .
ملاحظة : القيادة القطرية سيتم تغيير اسمها لاحقاً للمكتب السياسي لأنه لا يوجد قيادة قطرية بعد حل القيادة القومية واستبدالها بمجلس قومي للتنسيق ....وسيتم تخفيض عدد أعضاؤها إلى حوالي 10-14 عضو ....
( كلنا شركاء)