آخر الأخبار

صدام - رامسفيلد محضر اللقاء الكامل

النص الحرفي لمحضر اللقاء

لم يكن قائد القوات الاميركية في العراق، ابلغ صدام حسين بزيارة رامسفيلد، لذلك بدا للوهلة الأولى مفاجأًبدخول رامسفيلد وقائد القوات الأميركية في العراق إلى غرفته . لكنه بقي هادئ الأعصاب، واكتفى بابتسامة ساخرة، بقيت تعلو وجهه إلى نهاية اللقاء .

# رامسفيلد: الهدف من لقائي معك أن نتحاور حول المجريات في العراق، لقد نصحنا من قبل

أنصارك أن نفتح هذا الحوار معك شخصياً لمعرفة رأيكم .

- صدام: ماذا بعد؟ قواتكم تحتل العراق دون سند شرعي، اعتديتم على بلد سيد وأسقطتم

حكومته الشرعية، وارتكبت قواتكم جرائم تشكل دليلاً على همجيتكم ودمويتكم ..

# رامسفيلد: لم آت لأناقش ما كان . أنا أحمل لك عرضاً محدداً ، أريد أن تجيب عليه بوضوح .

- صدام: هل تريد أن تعتذر للعراقيين وتعيد السلطة لهم.

# رامسفيلد: لا يوجد ما نعتذر عليه، أنت كنت تشكل خطرا وتهديداً لجيرانك، وسعيت لامتلاك

أسلحة دمار شامل، وكنت على رأس حكم ديكتاتوري . نحن نساعد الشعب العراقي في تخطي ثلاثة

عقود من المظالم .

- صدام: أنت جاهل بالتاريخ، وكذا حال رئيسك، إذا كنت تقصد في كلامك بأننا شكلنا خطراً

على الكيان الصهيوني، فهذا صحيح، كنا نعمل على تحرير فلسطين المغتصبة، وهذا مسعى كل

عربي، فلسطين عربية احتلها الصهاينة، بمساندتكم ، ومساندة القوى الاستعمارية الأخرى . أما بخصوص الكويت أريد أولاً أن أسألك: هل انسحبتم منها ؟ .

# رامسفيلد: قواتنا حضرت إلى دول الخليج بطلب من حكوماتها لحمايتها من تهديداتك، ووفقاً

لاتفاقيات أمنية مع هذه الحكومات.

- صدام: من المضحك أن يؤتمن الذئب على الخراف . شعب الكويت شعب عربي، والكويت جزء لا

يتجزأ من أرض العراق، أدعوك لأن تقرأ التاريخ، مع ثقتي بأنك لن تستوعب ما تقرأه .

# رامسفيلد: لا داعي لمثل هذا الكلام الفارغ، أنا هنا لأعرض عليك اتفاقاً .

- صدام: قبل ذلك أود أن أسألك هل عثرتم على أسلحة الدمار الشامل التي تبحثون عنها ؟ .

# رامسفيلد: لا ولكن سنعثر عليها، ألم تكن لديكم نوايا لامتلاك قنبلة ذرية .

- صدام: منذ العام 1991 لم يعد لدينا أسلحة دمار شامل، لقد قلنا ذلك للجان التفتيش الدولية بصدق، ووثقّنا ذلك في رسائلنا لكوفي عنان، وأنتم تعرفون بأننا كنا صادقين، لكنكم كنتم تبحثون عن ذرائع وحجج لاحتلال العراق، وإسقاط حكومته الشرعية .

# رامسفيلد: لقد رحب العراقيون بنا واستقبلونا بحفاوة بالغة، بسبب من ممارسات نظامك الدموي خلال السنوات التي حكمت فيها العراق .

- صدام: يكفي كذباً، أنتم من أجريتم شلالات من الدم على أرض العراق، تآمرتم على السلطة الشرعية، وأتيتم ببعض الخونة ليستولوا على السلطة .

# رامسفيلد: هؤلاء الذين تصفهم بالخونة منتخبون من الشعب العراقي بانتخابات ديموقراطية،

لم يجر مثلها زمن توليكم الحكم.

- صدام: عرفت أنكم جئتم بجوقة الخونة وعلى رأسهم الطالباني، العراق العظيم يحكمه الطالباني والجعفري، يا للسخرية ! . أي انتخابات حرة في ظل الاحتلال، عن أي حرية وديموقراطية تتحدث .

# رامسفيلد: أنت في المعتقل معزول عن العالم الخارجي، الشعب العراقي تحرر، لو تمكنوا منك أو من أحد رجالك لفتكوا بكم في الشارع .

- صدام: أراهنك أن تعلن عن مكان إقامتك في بغداد ، لو فعلت ذلك ستنال منك المقاومة العراقية ، أود أن اقدم لرئيسك نصيحة أن ينقذ ما تبقى من جنوده في العراق، الموت يحيط بهم في كل مكان .

# رامسفيلد: أريد أن أتحاور معك حول العمليات الإرهابية، التي ينفذها أنصارك، انهم يهددون مسيرة الديموقراطية في العراق، ويجندون في صفوفهم إرهابيين من مختلف دول العالم .

- صدام: ماذا تريد بالتحديد؟ .

# رامسفيلد: أحمل لك اقتراحاً وحيداً ، وهو أن يتم الإفراج عنك ، وأن يسمح لك باختيار منفى في أي بلد تشاء، شرط أن تظهر على شاشة التلفزيون ، لتعلن إدانة الإرهاب، وتطالب أنصارك بالتوقف عن الأفعال الإرهابية .

- صدام: هذا ثمن بخس .

# رامسفيلد : نحن على استعداد أيضاً لدراسة إمكانية أن تشارك عناصر مقربه منك في الحكم.

- صدام : وماذا أيضاً ..؟

# رامسفيلد : سنقدم لكم مبلغاً مالياً شهرياً ، مع حفظ أمنكم الشخصي، وأمن كل أفراد أسرتكم

في بلد المنفى

- صدام : هل تريد أن تسمع مني شروطي ؟

# رامسفيلد : نعم .. أريد ذلك .

- صدام : شرطي الأول: أن يتم تحديد جدول زمني لانسحاب قواتكم من العراق ، وأن تلتزم بذلك

حكومتكم بشكل علني ، وأن تبدأ على الفور بتنفيذ الانسحاب .

وشرطي الثاني : الإفراج الفوري عن كل المعتقلين العراقيين والعرب.

شرطي الثالث : أن تتعهد حكومتكم بتقديم تعويضات كاملة عن الخسائر المادية التي لحقت بالعراقيين وبالعرب جراء عدوانكم، الذي بدأ في العام 1991 .

الشرط الرابع : أن تردوا الأموال التي نهبت من خزائن العراق وثرواته ، خاصة من المجرم بريمر وأعوانه من الخونة .

الشرط الخامس : إعادة الآثار المسروقة التي لا تقدر بثمن ، لأنها رمز تاريخ العراق وحضارته ، أنتم لا تملكون حضارة ولا تاريخاً ، عمر بلدكم لا يتجاوز بضع مئات من السنين ، ولكن هذا لا يبرر سرقاتكم، وحقدكم على حضارة العراق وثرواته .

الشرط السادس : أن تسلموني أسلحة الدمار الشامل إذا استطعتم العثور عليها ، وأن تردوا أرواح كل الشهداء ، وشرف السيدات العراقيات الذي سلبتموه .

#رامسفيلد : هل هذه سخرية ..؟

- صدام : أبداً ، هذه حقيقة تعرفونها ، أنتم ارتكبتم أكبر جريمة في التاريخ ضد بلد عربي مسالم ، لقد التقيت معك في ثمانينات القرن الماضي ، هل تذكر ماذا عرضت علي .. ؟

# رامسفيلد : هذا العرض الذي يعرض عليك اليوم يمثل فرصة تاريخية لكم ، سيتم الإفراج عنك وسنتشاور معك في كل ما يخص شؤون الحكم في العراق ، هذه فرصة لا يمكن أن تعوض .

- صدام : أنا لا أسعى إلى إنقاذ رقبتي من حبل المشنقة التي نصبتموها لكل العراق ، لو أردت ذلك لقبلت بالعرض الروسي لأنقذ ولدّي وحفيدي من الشهادة ، لا معلومات لدي حول أفراد أسرتي وعن أوضاعهم وعن مصيرهم . ولكن أنا أهتم بأوضاع كل مواطن عراقي ، ويهمني مستقبل العراق أكثر من نفسي ومن أسرتي .سبق وأن عرضتم علي عن طريق بعض رجالكم أن أقول بأن أسلحة الدمار الشامل هربت إلى سوريا ، بثمن الإفراج عني ، يومها رفضت ذلك ، وأنا اليوم أرفض مرة ثانية .

# رامسفيلد : لا أريد الآن منك أن ترفض ، أريد أن تمعن في التفكير، نحن في مرحلة مراجعة وتقييم للمواقف الراهنة ، نحن نريد أن نوقف نزيف الدماء على كلا الجانبين ، واقتراحنا الذي عرضناه عليك من موقع قوة وليس من موقع ضعف . لقد طلبنا من الطالباني أن يصرح بنفي نوايا إعدامكم كبادرة حسن نوايا من قبلنا .نحن لدينا الاستعداد لأن نراجع كامل مواقفنا من العملية السياسية في العراق ، وأن نتحاور معك ومع مناصريك في الأمر .

- صدام : هل أنتم على استعداد لأن تنسحبوا من العراق ؟

# رامسفيلد : إعادة الانتشار أمر وارد ، ويمكن أن تنسحب قواتنا من شوارع المدن ، ولكن قواتنا ستبقى في قواعد لفترة طويلة من الوقت .

- صدام : هذا يعني أنكم تريدون عميلاً جديداً يضاف إلى طابور عملائكم. هذا غير ممكن ، لا تنسَ

أنك تخاطب صدام حسين رئيس الجمهورية العراقية .

# رامسفيلد : لكنك خسرت السلطة.

- صدام : ولكن بقي لي شرفي ، الشرف لا يباع ولا يشترى.

# رامسفيلد : لكن الحياة قيمة لا تقدر بثمن .

- صدام : لا قيمة للحياة بدون كرامة ، أنتم سلبتم العراق كرامته عندما دنستم أرضه، وسوف نسترد كرامتنا بوجود صدام أو باستشهاده .

# رامسفيلد : أنصارك الذين تحاورنا معهم أبلغونا بأنك صاحب القرار الفصل ، هل كانوا يتوقعون إجابتك .

- صدام : بالتأكيد ، أنهم يعرفون أن صدام حسين لا يتراجع على حساب كرامة وطنه .

# رامسفيلد : التاريخ سيحملك وزر الدماء التي تراق في العراق .

- صدام : الصحيح أن التاريخ سيحاكمكم على جرائمكم ، لقد حذرتكم سابقاً وقلت لك ستنتحرون على أسوار بغداد، وأنتم اليوم تدفعون الثمن ، إذهب إلى لندن وأقرأ سجلات الوزارة البريطانية ، لتتعرف على بعض من ملاحم نضال الشعب العراقي ضد الاحتلال البريطاني، أنتم تكررون أخطاء أصدقائكم وتشاركونهم معكم . الشعب العراقي عنيد ولا يهاب الموت، والمقاومة أقوى مما تتصورون ، وعليكم أن تنتظروا المزيد منها.

إلى هنا ينتهي محضر اللقاء، ومن المتوقع في الفترة القريبة المقبلة أن تحاول الإدارة الأميركية فتح الحوار مع صدام حسين مرة ثانية، خصوصاً أن مسلسل فضائح خسائرها في العراق بات يطاردها يومياً ، فحسب ما ذكرته الواشنطن بوست قبل شهر تقريباً هناك آلاف من جثث العسكريين الأميركيين تنتظر في ثلاجات المستشفيات العسكرية الأميركية في القواعد الأميركية في ألمانيا ، وفي أميركا نفسها . ولم يتم الإعلان بعد بشكل رسمي عن وجود هذه الجثث أو عن أعدادها. والإعلان عنها سيزيد وبشكل مضاعف حجم الخسائر الأميركية في العراق. لعله من سخريات القدر أن يتحول صدام حسين العدو الأول لبوش خشبة خلاصه من الغرق أكثر في مستنقع العراق.