أمس، الخميس 30 أيلول، تم اعتقال الكاتب السوري نبيل فياض.
أرغب أن أقول لمن لا يعرف نبيل فياض أنه معروف بكتبه و بأبحاثه. و هو ليس إرهابيا و لا هو من دعاة الإرهاب: بل هو تحديدا عكس ذلك كله. أظن أني لا أبتعد عن الحقيقة إن قلت أن نبيل فياض لم يؤذ ذبابة في حياته -اللهم إلا إن كان الفكر الحر يؤذي الذباب.
شخصيا، لا أملك إلا قلمي و خط هاتفي... و هذا كل ما يمكنني أن أستخدمه لمساعدة نبيل فياض... فقمت بإرسال الفاكس التالي لرئيس الجمهورية عن طريق مكتب رئيس الوزراء -سبب إرسالي للفاكس عن طريق مكتب رئيس الوزراء هو أني لا أملك رقم فاكس القصر الجمهوري، فإن كان بينكم من يعرفه فأرجو منه أن يتفضل بإرساله إلي على عنواني البريدي أدناه (1) و له الشكر سلفا.
نص الفاكس الذي أرسلته:(2)
=======================
السيد بشار الأسد،
رئيس الجمهورية العربية السورية
ع/ط: مكتب السيد رئيس الوزراء، فاكس +963 (0) 11 2237842
السيد الرئيس،
تلقيت و ببالغ الأسف نبأ قيام أجهزتكم "الأمنية" باعتقال الكاتب نبيل فياض يوم أمس الخميس 30 أيلول 2004.
إنه لمما يثير السخرية حقا أن تقوم أجهزتكم "الأمنية" باعتقال مفكر يدعو للحرية و للمحبة في حين أن من ينشرون أفكار الإرهاب و الحقد الطائفي و قطع الرؤوس و الأيدي و الأرجل "من خلاف" يسرحون و يمرحون و تطلق عليهم الألقاب المهيبة من نوع "شيخ" و "مفتي" و غيرها!
أرغب هنا أن أؤكد أنكم لستم مبدعين و لا مجددين، : لقد سبقتكم في ذلك إيطاليا حين قامت بإحراق جوردانو برونو لا لسبب إلا لأنه ادعى أن هناك شموسا غير الشمس و أراض غير الأرض! أما غاليلو غاليليه فقد تم تهديده بالتعذيب كي يتراجع عن ادعائه أن الأرض تدور.
ثم لا حاجة لنا أن نذهب بعيدا: أليست أجهزتكم "الأمنية" هذه هي من قامت باعتقال حسن الخيّر، عمي أخ والدي فاختفى و لم نعثر حتى على جثته(3)؟
قيل لي يا سيادة الرئيس أن علاقتكم بالبلدان الأوروبية هي علاقة طيبة، و منه اقتراحي لكم:
إن حصل و قمتم بزيارة إيطاليا فأنصحكم بالذهاب لروما، و تحديدا للساحة المدعوة "حقل الزهور" (Campio dei Fiori) و أن تتفضلوا بمشاهدة التمثال المقام(4) فيها و أن تتأملوا الحقيقة البسيطة التالية:
لا يذكر التاريخ بالحسنى أسماء الطغاة، لكن البشر يذكرون و يحترمون المفكرين.
و دمتم،
مونروج، الأول من تشرين الأول لعام 2004
عمرو بن محسن الخيّر
115 جادة جان جوريس
92120 مونروج
فرنسا
هاتف: +33 (0) 142539490
=================
اتهى نص الفاكس الذي أرسلته.
ملاحظات:
(1)
عنواني بريدي الإلكتروني: amro@club-internet.fr
(2)
تجدون صورة عن الفاكس إياه على الرابط: http://www.fiatvox.com/download/fax.jpg
(3)
اعتقل عمي حسن و قتل و اختفى جسده لأنه ألقى قصيدة قارن فيها البعثيين بالخونجية و قال فيها أنهما وجهان لعملة واحدة، قال:
عصابتان هما إحداهما حكمت * باسم العروبة لا بعث و لا عرب
و آخرون مسوح الدين قد لبسوا * و الدين حرّم ما قالوا و ما ارتكبوا
عصابتان أيا شعبي فكن حذرا * جميعهم من معين السوء قد شربوا
(4)
طبعا هو تمثال جوردانو برونو: لقد أقام له الشعب الإيطالي هذا التمثال اعترافا بعظمته، نصبوا هذا التمثال في نفس الساحة التي قامت الكنيسة بإحراقه فيها حيا.